ايران تثير هلع الزعماء العرب
صحف عبرية:
2010-12-02
إن تعيين تمير بردو لرئاسة الموساد، بعد ثماني سنين ناجحة جدا لمئير دغان في المنصب، علامة على الاستمرارية. عندما يتبدل القادة ايضا، فان الاسراع الذي لا يكل نحو الهدف يستمر. والهدف كما كان دائما هو أمن اسرائيل. وكي نكون أكثر تحديدا شيئا ما، حسبُنا أن ننظر في كشوف ذلك التسريب العام لـ 'ويكيليكس'.
الى جانب النمائم والاشياء 'غير الجديدة' في شؤون مختلفة (كالابلاغ أن 'الثلاثي اولمرت ليفني بيرتس لا يؤدون عملهم')، يوجد موضوع مركزي مثل سلك ثانٍ في كل التقارير الامريكية التي مصدرها الشرق الاوسط. إن ما يهم ويثير خوف جميع الدول العربية تقريبا في منطقتنا، تلك التي تُسمى معتدلة، هو التهديد الذري من ايران.
وليست فقط السعودية ومصر والاردن وامارات الخليج، بل قطر التي اعتيد تصنيفها بأنها متعاطفة مع طهران وتحافظ على علاقات واسعة معها. بخلاف جميع النظريات المدروسة التي تُسمع في واشنطن وأكثر منها في اوروبا، وكأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في مقدمة اهتمام الزعماء العرب المختلفين، وبرغم جميع تصريحاتهم المعلنة، يشغل احتمال القنبلة الايرانية وسعي طهران الى هيمنة اقليمية أكثر من الشقق الـ 600 المخطط لها في رمات شلومو؛ بل أكثر من القدرة الذرية المنسوبة الى اسرائيل.
يصعب احيانا التحرر من انطباع أن الدول العربية تريد حصر عنايتها في الشأن الفلسطيني برغم أنها ما تزال بطبيعة الأمر، تدفع له ضريبة كلامية، يخطىء بعض صاغة السياسة الامريكيين (مثل نظرائهم في غرب اوروبا) بترتيب أسبقيات مخطىء ربما يكون صادرا عن انحرافية. يُمثل زبغنييف باججنسكي، الذي كان مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر وبرغم أنه لا يُعد في المستشارين الرسميين لادارة اوباما يعتبر صاحب اجراءات في مؤسسة السياسة الخارجية الامريكية يُمثل هذا التوجه. في الاسبوع الماضي، في مقالة طويلة نشرها عن الازمة في كوريا، لم يستطع ضبط نفسه وشمل فيها الفقرة التالية: 'امريكا غارقة منذ عشرات السنين في اخفاق متصل في منطقة تمتد من الشرق الاوسط الى جنوب غرب آسيا. وقد ثُبِّط في المدة الاخيرة جهد دبلوماسي مهم، لجلب السلام الى الشرق الاوسط، وفي نجاح على يد دولة متعلقة كلها بامريكا'. ما صلة هذا بالكوريتين؟ لا شيء، لكن باججنسكي وأشباهه، وليسوا وحدهم، لن يسمحوا بطبيعة الامر للحقائق بأن تبلبلهم. قد تعدل الكشوف في 'ويكيليكس' المتعلقة بالارادة الحقيقية للزعماء العرب، وفيها تأميل عملية حثيثة من امريكا على ايران، بقدر ما على الأقل بالتأكيد من الغث نسبيا الى السمين.
لا يعني كل هذا أن ايجاد تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين ليس مهما أو أن اسرائيل لن تستمر في جهودها للاتيان بأبو مازن وأشياعه الى طاولة التفاوض، برغم حيل التملص والتخريب المكشوفة والخفيّة عندهم. لكن قد تنفتح عيون بعض العالم. أعلن الأدميرال مولان، رئيس مقرات القيادة الموحدة الامريكية أن امريكا مقتنعة الآن (خلافا للماضي) بأن ايران تعمل، بمساعدة مباشرة من كوريا الشمالية (وغير مباشرة من روسيا)، على تطوير نظام صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوسا نووية تستطيع أن تصل كل عواصم اوروبا تقريبا.
واذا كنا ذكرنا كوريا الشمالية، فان الواقعة الأخيرة معها تبرهن انه يكفي نبأ عن ان دولة عاصية بلغت القدرة الذرية كي تسلك سلوك أزعر الحي. واذا صدق هذا على كوريا الشمالية فسيصدق أكثر من ذلك بآلاف المرات على دولة آيات الله.
لا عجب من أن اسرائيل تُصوَّر في تسريبات 'ويكيليكس' في رأي كُتاب التقارير الامريكيين بأنها دولة ثقة ومستقرة في المجال الاستراتيجي. وهي كذلك حقا. وللموساد والجهات الاستخبارية الاخرى فيها إسهام مهم في ذلك. لا شك في أن الموساد برئاسة تمير بردو سيستمر على الحراسة وعلى العمل ايضا عند الحاجة كما يتوقع منه الجمهور والحكومة.
اسرائيل اليوم 2/12/2010