ferial عضو مجتهد
عدد المساهمات : 7 تاريخ التسجيل : 14/11/2010
| موضوع: العرب والحاجة إلى الصحافة المدنية الأربعاء ديسمبر 01, 2010 7:34 pm | |
| العرب والحاجة إلىالصحافة المدنية
تعتبرالصحافة المدنية (Civic Journalism)، أو الصحافة العامة (PublicJournalism) أوصحافة المواطن (Citizen Journalism)، أو صحافة المجتمع المحلي (CommunityJournalism) - التسمية تختلف والمعنى واحد- نوع جديد من الممارسة الصحفية؛ ظهر فيمنتصف العقد الأخير من القرن العشرين في الولايات المتحدة كبديل للصحافة المسيطرةوالمنتشرة في الساحة الإعلامية.
وجاءت هذهالممارسة الصحافية الجديدة كبديل للصحافة التقليدية المرتبطة بالنظام القائم وبالنخبوبالمصالح الاقتصادية والسياسية وبالقيم المعروفة كالموضوعية والحياد والحرية. وكبديللصحافة التسطيح والتهميش والاستهلاك والاغتراب وصحافة تبرير وتشريع النظام والوضعالراهن.
تقوم صحافةالمجتمع المدني على مبدأ الوصول للمواطنين والاستماع إليهم وإعطائهم الفرصةللاستماع والتحدث لبعضهم البعض ولمناقشة همومهم ومشكلاتهم وطرح الحلول والبدائلوبذلك فهم طرف في العملية الإعلامية ومشاركون فيها، وليسوا مستقبلين فقط، بلفاعلين.
ويرى أنصار صحافة المجتمع المدني أنها صحافة جادة مسؤولة وملتزمة، وطريقة جديدة تهدف إلىتحديد القضايا والمشكلات الرئيسية التي تهم الرأي العاموالسواد الأعظم من الشعب.
وهي بذلكتهدف إلى خلق حوار ونقاش فعال ومجد ومثمر حول أهم قضايا المجتمع، والسعي لتشخيص الأسباب وطرح الحلول والبدائل لمعالجتها، فالهدف هو ليس تغطية الأحداث والقضايا والجرائم والانسحاب بعد ذلك، بل الذهاب أبعد من ذلك بكثير أيطرح هذه الأحداث والقضايا للنقاش والحوار والدراسة والتحليل،ومن ثم إيجاد الحلول العملية والناجعة لمعالجتها واستئصالها.
فالصحافةالمدنية هي نوع من الإعلام المسؤول والهادف الذي يعني بإعادة تنظيمالأولويات وتحديد العلاقة النوعية التي تربط المجتمع المدني بالقوىالفاعلة في المجتمع وانتهاج طريقة جديدة في طرح المشكلات والأمراض الاجتماعيةالمختلفة كالفساد والرشوة والفقر والجهل والأمية والجريمة ومختلف السلوكيات المنحرفةبهدف مناقشتها ودراستها وتحليلها من قبل الجميع والتفكير في استئصال أسبابها للقضاءعليها.
فصحافةالمجتمع المدني هي مقاربة جديدة لمفهوم جديد للصحف والصحافيين باعتبارهمفاعلين وليس متفرجين على ما يحدث في المجتمع، وهم بذلك مساهمون في الحياة العامة وفيالمجتمع المدني من أجل تغيير مجريات الأمور في المجتمع وليس تقديمها للقراءوالانسحاب بعد ذلك.
وهذا يعني منجهة أخرى، إدماج وإشراك المواطنين في العملية الإعلامية من خلال اختيار المواضيع وطرحها والمشاركة في مناقشتها واقتراح الحلول الناجعة لمعالجتها. الجميع مسؤول في الصحافة المدنية والجميع مطالب بالقيام بدورإيجابي وفعال يقوم على المشاركة والنقاش والحوار وتشخيص الأسبابواقتراح الحلول سواء تعلق الأمر بالصحافي أو بالمؤسسة الإعلامية أو بالمواطن.
فدور الصحافةالمدنية لا يقتصر فقط على تغطية الأحداث وتقديمها للقراء وطرحالمشكلات ورصدها، بل يتعدى ذلك بحيث يهدف إلى المساهمة الملتزمة والمسؤولة والجادةوالفاعلة للوصول إلى الحلول العملية من خلال فتح باب النقاش العام والواسع أمامالمجتمع المدني ليقوم بدوره في تحديد المشكلات وأسبابها وخلفياتهاوسبل حلها واستئصالها.
فصحافةالمجتمع المدني هي حلقة وصل بين المواطنين والسلطة وهي الوسيطالإعلامي للمجتمع المدني الذي يعتبر الفضاء العام للشرائحالاجتماعية والمكونات المختلفة للمجتمع. هذه المكونات من خلال صحافة المجتمع المدني تعبر عنهمومها ومشاكلها وتبدي آراءها حول ما يجري في المجتمع، وهذا يعني أن المواطن يتمتعبدرجة عالية من الوعي الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية.
فمن خلالالمجتمع المدني والصحافة المدنية يطرح المواطنون مشاكلهم ويناقشونها ويضعون الحلولالإجرائية لحلها ومعالجتها. الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى ربط المجتمع المدنيبالقوى الفاعلة في المجتمع وصناع القرار والمؤسسات والتنظيمات والهيئات المختلفة حتىتقوم كل جهة وكل طرف بمسؤوليته ودوره في التكفل ومعالجة القضايا الاجتماعية المختلفةكل حسب اختصاصاته وصلاحيته.
ومن خلال صحافة المجتمع المدني يشارك المواطن في عملية التنمية الشاملة وفي المشاركة السياسية وصناعة القرار وهكذا يتكفل الفرد في المجتمع بواجبه الاتصاليوالإعلامي لإيصال رأيه وفكرته ولاستقبال كذلك المعلومة التي تهمهوتساعده في صناعة القرار السليم.
تتكفلالصحافة المدنية وكذلك المجتمع المدني في الوعي بالقضايا المهمة والمصيرية في المجتمع أولا،وطرحها للنقاش والحوار، ومن ثم إشراك كل الجهات المعنية في المساهمة في اقتراح الحلولوتنفيذها من خلال القوى الفاعلة في المجتمع والسلطة كذلك.
صحافةالمجتمع المدني هي طريقة جديدة لمساعدة الجمهور على التغلب على مشاعر الضعف والتهميشوالاغتراب والشعور بالإقصاء وعدم القدرة على المشاركة في الحياة العامة. فالصحافةالمدنية تهدف إلى تدعيم وتعزيز مفهوم المواطنة ونشر ثقافة النقاش والحوار ومساعدةعامة الشعب على الاندماج والانخراط في طرح مشكلاتهم وهمومهم والوصول إلى الحلولالعملية لاحتوائها واستئصالها والقضاء عليها.
فدور الصحافةالمدنية لا يقتصر فقط على تناول الآفات والأمراض الاجتماعية واستعراضها، بل يركز كذلك على خلق فضاء عام لطرح ومناقشة القضايا والشؤونالعامة.
تهدف الصحافةالمدنية من وراء تغطية مشكلات وآفات المجتمع مثل الفساد، والجريمة والعنف والسرقة والنشل...الخإلى الوعي بهذه المشكلات من قبل المواطنين وحثهم على المشاركة في مكافحة هذهالآفات والأمراض الاجتماعية كل من موقعه وحسب إمكانياته.
فطرح المشكلةالاجتماعية غير كاف وإنما يجب الذهاب إلى ما وراء استعراض المشكلة وهو البحث عن جذورهاوأسبابها وبذلك توصيف الإجراءات العملية اللازمة بالتنسيق مع الجهات المعنيةسواء الرسمية منها أو غير الرسمية لحل هذه المشكلات واستئصالها والقضاء عليها.
تتحدد أدوارالقائمين بالاتصال في صحافة المجتمع المدني حسب منظري هذا النوع الجديد منالصحافة على النحو التالي: الدور الملتزم شخصيًا بصحافة المجتمع المدني وينبني هذاالدور على الواجب والالتزام الشخصي من قبل الصحافيين بحل مشكلات المجتمع المحلية.
الدور القائمعلى الثقة بالمجتمع المحلي، وهو يعني إيمان الصحافيين بقدرةالمجتمع المحلي على حل مشكلاته بنفسه.الدور القائم على الالتزام المؤسسي وهودور قائم على الإيمان بضرورة قيام الصحافة بمسؤولياتها إزاء حل مشكلات المجتمع المحلي.
تتطلب الديمقراطية في المجتمع صحافة ملتزمة وواعية تقوم بمسؤوليتها الاجتماعية علىأحسن وجه، ومواطن مسؤول وواع منخرط في مجتمع مدني يناقشمشاكله وهمومه وقضاياه بطريقة ديمقراطية صريحة وواعية ومسؤولة منأجل مشاركة الجميع في الحوار والنقاش واقتراح الحلول والإجراءات العملية لمعالجةالمشاكل واحتوائها واستئصالها.
والكلام عن الصحافة المدنية يقودنا للكلام عن ضرورة وجود مجتمع مدني نشط وديناميكيوفعال يكون الإطار العام الذي تنشط فيه الصحافة المدنية.التحدي إذن كبير جدا في العالم العربي، خاصة في عصر العولمة والثورةالمعلوماتية وصناعة المعرفة وانهيار الحدود والحواجز.
فالمواطن يجبأن ينتقل ويتحول من مجرد مستقبل ومستهلك إلى مشارك وفاعل واع ومسؤول عن سلوكه الاتصاليوالإعلامي. في ظل الفضاء الإعلامي الملوث الذي تعيشه معظم المجتمعات العربية، وفي ظلظاهرة التبعية والتقليد والانجراف يتحتم على المواطن والمؤسسة الإعلامية والمجتمعالمدني -إن وُجد- في الوطن العربي التفكير في البديل، في صحافة مسؤولة وملتزمةوواعية تعنى بقضايا السواد الأعظم من الشعب- القضايا الحساسة والجادة والمصيرية-لطرحها واستعراضها ومناقشتها من أجل إشراك الجميع للمساهمة واقتراح الحلولالناجعة لمعالجتها.
بقلم :د.محمدقيراط
| |
|
توت بري عضو نشط
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 30/06/2011
| موضوع: رد: العرب والحاجة إلى الصحافة المدنية الخميس يونيو 30, 2011 9:44 pm | |
| رائـــــــــــــــع موضوع مفيد للغاية وأتمنى أن تفيدونا بالخطوط العريضة لإنشاء المجلة الورقية والخطوات التفصيلية على هيئة تعداد.......شاكرين تعاونكم
| |
|
المراقب عضو شرفي
عدد المساهمات : 165 تاريخ التسجيل : 08/06/2009
| موضوع: رد: العرب والحاجة إلى الصحافة المدنية الخميس يوليو 14, 2011 9:40 pm | |
| | |
|