ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: الاتصال الإنساني...من البناء الرمزي الى تكنولوجيا الإعلام الإثنين نوفمبر 22, 2010 8:23 pm | |
| الاتصال الإنساني...من البناء الرمزي الى تكنولوجيا الإعلامكتب:د.كامل القيّم /أستاذ مادة الإعلام والاتصال /جامعة بابل-العراقمفهوم الاتصالالإنساني Communication يشيرمفهوم الاتصال إلى العملية أو الطريقةالتي بموجبها تنتقل الأفكار والمعلومات والخبرات بين الناس ،وتأخذ هذه العملية سياقات وأفاق متعددة ،تنضوي علىطرق بدائية وبسيطة ،كالإشارة والرموز الصوتيةوبعض الطقوس الدينية ولاجتماعية ،وبين ماهو تقني ومعقد، يتمثل باستخدام الأقمار الصناعية والإشاراتالرقمية….وصولا إلى التفاعل عبر الانترنيت (Internet) . والاتصال يشكل محوراً اساسياً وحيوياً لوجود وتطورالمجتمعاتالبشرية ، بوصفه يحملمعظم عمليات التفاعل الإنساني ( interaction human) والتناقل المعرفيوالحسي بين الأفراد والجماعات ،فألانسان كائن اجتماعي فيه نزوع إلى الاتصال ببني جلدته ،وتأخذ هذه النزعة صفة ملازمة طيلة ما يهبهالله من رزق الحياة. ويرتبط التفاعلوالتكيف الإنساني في الاتصال إلى حد كبير بالإطار الدلالي( FROM OF REFERENC ) أو اللغة المشتركة ،والتي تعد إحدى مقومات نجاح ذلكالتفاعل ،ومن ثمنجاح عملية الاتصالبرمتها ،على أساس ان التفاعل الاجتماعي يتضمن عناصر ومكونات ذا تنظيم بشري ،هي الأفراد والجماعات والمجتمعات ،وعملياتمعرفية مختلفة كالإحساس والإدراكوالتفكير،وما ينتج عن هذه العمليات من متغيرات وتعديلات في السلوك والاتجاهات والمواقف لغرض التكيف مع البيئة الاجتماعيةوغالبا ًما يقترن هذا النشاط بسماتتأثير وتشويق تتضمن الجمال والفاعلية والوضوح ،بقصد المشاركة(Participation ) ،والتعبير عن المعاني لإيجاد فهم افضل للبيئة الاجتماعية ،فالفرد يمضي يومه متحدثاً،أو مستمعاً، أو قارئاً ..منتجاً ومستوردا للرموز( symbols ) فهو بهذا الفعل محاصرومقحم تماما في كل مكان أو زمان بنشاط اتصالي ما. وتتنوع طرق وأساليب الاتصال وفقا لظروف الجماعة ،كتوزيعها المكاني وحجمها ،وبنائهاالاجتماعي ،بالإضافة إلى مستوياتهاالحضارية والاقتصادية ،فضلا عما تكتنف العملية من مقاصد وأغراض وهكذا،حيث تتراوح هذه الطرق والأساليب، من الإشارات الغامضة غيرالمحددة، إلى القواعد المقننة ،ومن الكتابة التصويرية البدائيةإلى فن الاختزال الدقيق للعلامات الرياضية الواضحة والمحددة،ومنالصرخة التلقائية التي تنطلق بها القبائل البدائية والتيتحمل معنىً جمعي معين،إلى الاصطلاحات العلمية المتداولة دقةوتفصيلاً. هذه المعاني والاصطلاحات والإشارات (الرموز) تفهم ويتم تبادلها في نطاق أو نسق جماعي، أو اجتماعي مختلف في الحجم والفاعلية والكيفية، تبعاً للسياقات التي تؤلف(المجال الاتصالي ) ومدى التقاربالرمزي( اتفاقيConsensual) ،فمثلما هناك اختلافات واستخداماتخاصة ومحددةلرموز الاتصال، فان هناكإجماع أو شيوع(Spread) لبعض الأفكار التي تؤديمعنى معين.ويختلف الأفراد كماالشعوب اختلافاً كبيرا من حيث قدرتهم على الاتصال ،من طبيعة الفرص السانحة أمامهم –القنوات – كما إن الفروق المعرفية(فجوة المعرفة )أيضا لها دور فيتلك القدرة وهذه لها عناصر،كالمستوى الثقافي ،والاستعداد و والذكاء والمركز الاجتماعي والاقتصادي والمناخ الاتصالي ، اذاً هناكمتغيرات تؤثر في مدى وكيفية المشاركةومدياتها ،والتفاعل في إطار هذا المصطلح (الاتصال)،ففي مجال الإشارات( مثلا نرى الممثل المدربيفوق الشخص العادي من حيث القدرة على توصيل ما يريده إلى الناس،كمايتفوق الرسام التشكيلي على الآخرين بلغة الألوان ،وبقراءة الرموز البنائية للوحة أو الشكل الفني من حيث-التناسب اللونيوالحجمي،والمساحات ،والتناظر، تجسيدالموضوع،كما يوجد تباين في مجالات الاستخدام اللفظي والقدرة الكلامية والاقناعية لدى الأديب،والشاعر ،والخطيب،إذ يتمتع هؤلاءبقدرة في التنوع اللغوي والبلاغي،حيث يتحدثون وينسجون رسائلهم املاً في التأثير.ومفهوم الاتصال كما عرفه دان نومو (Dan Nimo ) بأنه ( عملية تفاعل اجتماعي يستخدمها الناس لبناء معانِتشكلفي عقولهم صوراً ذهنيةللعالم ويتبادلون هذه الصور الذهنية عن طريق الرموز) فيما عرفه أحد المختصين العرب على أنه ( العملية الاجتماعيةالتي يتم بمقتضاها تبادل المعلوماتوالآراء والأفكار في رموز دالة ،بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع وبين الثقافات المختلفة لتحقيق أهداف معينة ).وتأسيسا على ماتضمنته التعريفات أعلاه فان النشاطالاتصالي ،بمفهومه العام عملية مستمرة تؤثر وتتحكم في مجرى الاستجابات المتعددة التي يطلقها الفرد تجاه المثيرات ( Exciting ) فان هذا التأثير والتحكم ينطويتحت غرضيات متعددة(Multi- Purpose ) ومسبباتبعضها تتعلق بخصائص بناء الاتصال، والآخر متعلق بالحاجة إلى التكيف الاجتماعي والدفاع عن الذات من خلال أبعاده الذاتية والشخصية. (Signals خصائص الاتصال الإنسانيمن خلال مضامين التعريفات في أعلاه ،يمكن الإشارة إلىمحدداتوخصائص العملية الاتصاليةبكونها نشاطا إنسانيا تفاعليًا بين الأفراد ،ومن هذه المحددات : أولا/ عملية مستمرة (دينامية)العملية الاتصالية نشاط مستمر لا تتوقف أو يتجمد عندنقطة أو حالةأو واقع معين ، إنماتعتمد على مجمل العوامل الشخصية والثقافية والبيئية ،والتي بدورها توحّد الشخص مع الظرف أو الموقف ،تحت تسمية(الموقف الاتصاليCommunication Stand ) إذ إنانتقال المعلومات بين الأفراد ،سواء أكان هذا الفرد مستقبلاً أم مرسلاً،خاضع إلى سلسلة طويلة من الخبرات والانطباعاتوالعوامل التي تتصل بمواقف أخرىاكثر تعقيداً ،وبذلك فان عملية الاتصال لا تحدث من فراغ ،إنما هي تراكماً وانسجاماً وسياقات أخرى متصلة. هذا الاستمرار والديناميةتعني نشاطاً تفاعلياًتراكمياً ( Accumulative ) مسلسلاً بين عناصر المنظومة –مجمل التكوينات والعناصر- التي تشكل الفعل الاتصالي ،ومن خلال هذا النشاط تنمووتتطور وتتغير مفاهيمه وسلوكياتهنحو المثيرات والمواقف تبعا لسياقاته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ،ذلك إن النشاط الاتصالي مرتبط إلىحد كبير بالخلفيات ( ذكريات ،تجارب ،صور ذهنية، اتجاهات…الخ،ومرتبط بالوقائع والاعتقادات التي تضيف الى ذلك الهدف باعتبار إن الاتصال مجهود غرضي،جاه يقع ضمن إنشاء وصياغة المعانيبقصد الاشتراك بين طرفي عملية الاتصال( المرسل والمستقبل). ثانياً / تفاعل اجتماعي يشير مفهوم التفاعل (Interaction ) إلى(أي موقف يتبادل التأثير فيه شيئان أو اكثر،ويتضمن نوعا من الاحتكاك والمبادلة ،بحيثيكون حافزا لردود فعل الطرف الآخر).وبما إن الاتصال عملية اشتراك واندماج مقصودة( Deliberate Communication Process ) بين الأفراد والجماعات فانه بذلك يرتبط عضوياًبمرجعياتهم الاجتماعية والسياسيةونسق بنائهم الثقافي والايكولوجي*. ويرى الكثير من الفلاسفة أمثال هوسرل ( Husserl ) وهيديجر ( Heiddeger ) على ان التفاعل هو جوهر الاتصال،فعلى المستوى الذاتي ( Interpersonal )يعطي الأفراد دلالات ومعاني وتفسيرات للرسائل ذاتياً،قد يختلفوا عن الآخرين ،ذلكان الفرد يتفاعل بشكل نشط مع المؤثرات البيئية والاجتماعية من خلال طبيعتهالسيكولوجية والاجتماعية وتراكم خبراته،كما انه على النطاق الشخصي غالباًما تحملالموروثات والطبائع بعدا أساسيا في إضفاء طابع إيجابية الاتصال ويمكن الجزم من أنالمجتمع الكوني لا يستطيع الحياة من دون الاتصال، وبالمقابل فالاتصال لا يمكن أنيحدث ألا داخل إطار أو نسق اجتماعي، ثالثا / نظام من الرموز تشكل العلاقة الرمزية جوهر العملية الاتصالية ، وتقعقاسماًمشتركاً بين عناصرها ،والرمز ( هو ما يستخدم عمدا" ليحل محل الشيء أو معنى آخر) . والرمز ( Symbol ) حسب مفهوم وايت ( White ) هو (( شيء يكتسب قيمته أو معناه ممن يستخدمونه ))، فالمعنى ليس أصيلا في الرمز ،إنما ينشأمعنى الرمز من التفاعل الإنساني،كما يبقي عليه ويثريه ،وهو ما يسمى بالتفاعل الرمزي ( interaction symbolic ) والذي يعد الشكل المثالي من التواصل المميز والملازمللحياة الاجتماعيةوأداته في البقاءوالاستمرار ، فضعف المشاركة الرمزية تجعل الفرد منعزلاً وغريباً وضعيفاً إلى حد كبير، وكذلك الترميز يعني (( العمليةالتي على وفقها يقوم الأفراد بتحويلالأفكار والمهارات والمفاهيم في أشكال مختزلة ،وبشكل عمدي أو تلقائي ،ليتم إدراكها ،ومن ثم تعديل السلوك في ضوئها أو القيام بنقلهاإلى الآخرين)). التشويش( العرقلة ) في عملية الاتصال :هو كل معوقات الاتصال بين المرسل والمستقبل والتي تحولدون وضوحالرسالة وبالتالي وصولهابشكل تام أو مؤثر ،وهناك نوعان من التشويش ،الأول ينجم عن النقل عبر القناة أو الوسيلة يسمى التشويش الميكانيكي أوتشويش القناة(Channel Noise) ،ويشمل كل ما يسبب اضطراباً أوتعويق في سلامة وسريان النقل الطبيعي للرسالة الاتصالية،مثل الأصوات التي تحدثها العوامل الجوية أو الميكانيكية للآلات ،أو التداخل في موجات الراديو أو عدم وضوح الصورة الـTV،أو الطباعة السيئة للوسائل المقروءة،عدم وضوح أو جمال الخط أو الرسم ..الخ . والثاني يسمى (التشويش الدلالي ) أو التشويش في دلالات الألفاظ ،فانه يحصل عند استعمالالمصدر لكلمات لا يتسع لها قاموسأو فهم الجمهور ،أو يتناول موضوعات ليس للمتلقي معرفة بأولياتها ،أو استعمال كلمات أو معاني أو دلالات تحمل معنى ً أو قصداً معيناًبالنسبة للمرسل بينما تحمل معنىمختلف بالنسبة للجمهور ،ويعّد فهم أو تفسير الرسالة الواحدة بمعانٍ مختلفة من قبل الجمهور تشويشاً لغوياً أو دلالياً . تكنولوجيا الإعلام والبعد الاجتماعي: إن دراسة تأثيرات الاتصال الاجتماعي أصبحت بلا شك منأساسياتالعلوم وبالأخص ( في علومالإعلام والعلاقات العامة والدعاية ) ،وهي إذا كانت لا تلقياهتماماً ملحوظا ًفي الدول النامية ،فأن الدول المتقدمة أو التي في ركابها قد أولت اهتماما واحتضانا له بوصفهِ عصب التأثير الإعلاميوالهيمنة السياسية والانتشار الثقافي، إذ أُنشئت له مراكز بحوث ومعاهد وكليات مختصة لدراسة الظواهر الاتصالية، التي تنساب مع تفاعل مجتمعاتها ،بعدما غدا الاهتمام ليسمقصورا للتعرف على آثاره الاجتماعيةالمختلفة ،إنما توسع ليشمل اطراداً في الاستخدامات الحياتية والمهنية ،فظهرت فروع له،كالاتصال المحلى،والاتصال الدولي،والتربوي،والريفي ،والإداري فضلاً عنالاتصال الفني ، وتفرعت منه تخصصات متعددة ،كالدعاية،والحرب النفسية،والإشاعة،والعلاقات العامة،والإعلان،والمعلوماتية،بالإضافة إلى ميدانه الأساسوالواسع(الإعلامInformation) وما يتمخض عنه من أنشطهوميادين. وإذا ماتفحصنا طبيعة المشكلاتعلى المستوى الدولي والإنسانينراها(اتصالية) ذلك أن التفاهم والتباغض،الفوضى والاستقرار،الخير والشرأساسهما،الكلمة،السلوك، الفكر،الصورة النمطية،التأريخ،ثم القدرة على التأثير،وهذه جميعا مستلزمات وميكانزيمات إعلامية ،فضلا على ان أية صورة من صورالتفاعل((Interactionسواءً أكان على المستوى الذاتي (تصوراتالإنسان الذهنية تجاه المثيرات) أم مع الآخرين ،أم على المستوى الدولي،يدخل ميدان الاتصال وأحكامه،وإذا ما أردنا التوسع في رصدعلاقات الاتصال بالحياة الاجتماعيةوالمهنية نقول (جميعنا اتصاليون ) ذلك إننا بشكل أو بآخر نبغي التأثير في الآخرين ،أو لنقل نعمل على تسهيل تفاهمنا مع الآخرينبشكل أفضل،أو للتعبير عما بداخلناوما نريد إشراكه مع الآخر، لذلك ابتدع الإنسان قنواته للسير بهذا المنحى،حينما كان تلقائياً،وماالرقص،والطقوس،والشعائر،والرسم ،والتمثيل،والخطابة،ماهي إلا أدواتأراد بها التعبير عن نزعته الاجتماعية،ولازال هذاالوازع متأصلا في فيه، بعدما غدا الاتصال في بعض روافده منظماً،رسمياً،كما في التدريس،والمراسم الاجتماعية والتأليف،وصناعة الرسائلالثقافية من خلال الكتابات الصحفيةوالسينما والفيديو،والـ(C D) والرسائل الصوتيةوالمرئية الإلكترونية..وغيرها كثير. ان تداعياتالعصر من مكتشفات وصراعات ،أوجدت حاجة ماسة إلى ان نفهم ونتقصىكيفية عمل الفعل الإنساني في التأثير،وكيف يتأثر، وما حدود إشراك أدوات الاتصال والإعلام في هذا الصراع ،في ظل التعقيداتالهائلة التي خلفها تواتر وتراكم المعلوماتوالأفكار من قبيل ،الإنتاج المطبوع – كتب ،صحف، مجلات،- إصدارات علمية- و إنتاج السمعبصريات، الإذاعات الموجهة ،والمحطات التلفزية،وإنتاج البرامج المدمج ة( C D) ، والهواتف المحمولة ،هذه المعطياتالتي فاقت في السنوات الأخيرة عما أنتجته البشريةجمعاء منذ ولادتها . ونحن في طبيعة الحال نقع في خضم هذا التواتر وفي وسطهِ ،فعلينا إذاً أن نتعلم وان نعيبعناصر هذه الثورة المعلوماتية وما تشكله من تأثيرات سياسية،واجتماعية وتربوية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|