ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: الأمن الغذائي وواقعه أمام الغلاء العالمي الأحد نوفمبر 14, 2010 12:35 am | |
| من الملاحظ أن الدول العالم أجمع تعيش حالة غليان من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية منها والكمالية ، وذلك لما تتخبط به من عوامل ومؤثرات اقتصادية واجتماعية ، ولعل عوامل عديدة تفاعلت مع هذه الظاهرة ، ومن ابرز هذه العوامل انخفاض معدل إنتاجية الأرض الزراعية من جهة من جراء تحول اقتصادي عالمي من الزراعة إلى التجارة أو الخدمات كونها أكثر ربحا ً ومردودا ً من القطاع الإنتاجي الزراعي والصناعي،كما أن غلاء أسعار النفط والمحروقات عالميا ً من جهة ثانية قد أنعكس على حركة الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية من حبوب وبروتينات وخضار وعلى الإنتاج الغذائي الحيواني والصناعي بشكل عام . في حين يعد تلوث عناصر البيئة وانتهاكاتها الفوضوي والعشوائي من جهة ثالثة لها تأثير بالغ في انخفاض قدرة الأراضي الزراعية على الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي ، خاصة مع الانعكاسات البيئية الخطيرة المرافقة للمتلوثات الصناعية والكيميائية كالاحتباس الحراري والأمطار الحمضية والتصحر الذي يفقد قدرة التربة من خصوبتها وقدرتها على العطاء الزراعي وهذا ما يشكل عامل أساسي في انخفاض معدل الإنتاج القطاع الزراعي ،في الوقت الذي نشهد فيه زيادات سكانية وارتفاع في حجم النمو السكاني الديمغرافي ومدى قدرة الإنتاج الزراعي على تلبية الحاجات البشرية من المواد الغذائية في ظل تقلص هذا الإنتاج وازدياد النمو البشري المرافق لهذه المشكلة. في ظل هذا الواقع المرير الذي يسيطر على دول العالم أجمع وإزاء سيطرة موجة الغلاء الذي أنعكس سلبا ً على أكثر من ثلثي سكان العالم لما تخبط به من فقر وحرمان ولا سيما في البلدان النامية وخاصة في البلدان الأفريقية التي يسيطر المجاعة على غالبية سكانها ، وهذا ما دفع العديد من دول العالم الأول إلى الاجتماع طارق من أجل إيجاد الحلول اللازمة لهذا الارتفاع في الأسعار للمواد الغذائية ، والجدير بالذكر هنا ، أن ثمة محاولة جدية لخفض سعر البرميل النفط عبر زيادة الإنتاج النفطي من جهة وتوفير الطاقة للمنتجين الصناعيين والزراعيين من جهة أخرى عبر دعم المحروقات لما لا تأثير في عامل الإنتاج كمواد أساسية في القطاع الإنتاجي الزراعي والصناعي على حد سواء ، وذلك في سبيل خفض الأسعار المواد الاستهلاكية التي يعيش عليها الإنسان ولا سيما الأسعار المواد الغذائية الأساسية . إلا أن العامل الأساسي الذي ساهم في تأزم هذه المشكلة ، ذلك التحول العالمي الذي تعيشه المجتمعات من خلال التحول البيئي لدى جغرافيتها الطبيعية والمناخية ؛ وما يتعرض إليه القطاع البيئي من مشاكل سواء ضمن عناصره المائية ، الهوائية أو التربة وبنية الأرض ، وكل هذه المشاكل قد انعكست بالدرجة الأولى ،على مدى قدرة البلدان في تأمين الحصة الغذائية لشعبها ، ومدى قدرتها على توفير الآمن الغذائي لشعبها ، والذي يضمن لهم النمو الجسدي السليم ويحفظ جسدهم من الأمراض الناجمة عن نقص في الغذاء وذلك كما أشار به مثلث "ماسلو" من احتياجات غذائية يجب توفرها للفرد وللأطفال كسبيل رئيسي لنمو جسدي سليم . والجدير بالذكر هنا ، نجد أن الأمن الغذائي العربي يحتل موقعاً متقدماً بين النشاطات المتعددة التي تقوم بها المنظمة العربية للتنمية الزراعية لتطوير القطاع الزراعي في المنطقة العربية. ويرد ذلك الاهتمام المتواصل بالأمن الغذائي إلى الدور المتعاظم الذي يلعبه الغذاء الآمن في إعداد المواطن العربي لمجابهة التحديات الكبيرة التي تفرضها عولمة الاقتصاد. ذلك أن المتغيرات السياسية والاقتصادية الهائلة التي انتظمت العالم خلال الفترة الماضية تجعل الحاجة أكثر إلحاحا لتكامل الجهود العربية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية المختلفة. ولعل أهم العوامل المساعدة على تحقيق هذا الهدف هو رصد مجمل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية في مجال الأمن الغذائي، ومقارنتها بالمتغيرات التي تصاحبها على المستوى العالمي.
| |
|