العمود الصحفي : سمات المقالات الصحفي
وهو أهم أشكال الكتابة الصحفية التحليلية ـ التفسيرية.
وهو من الأشكال الكتابية المؤثرة جدا ومباشرة على سلوك ومواقف الأفراد، وهو من أعقدها؟
المقال الصحفي معقّد على نحو خاص كونه يسمو بمنهاجية صياغته وبمضامينه من التحليل والبرهان والتبنؤ إلى درجة تقترب من مواصفات الأبحاث والدراسات العلمية.
محاولة لتعريف المقال ( ليس هناك اتفاق لتعريفه)
:" هو شكل كتابي تحليلي يتناول مختلف جوانب وعناصر ظاهرة أو حدث، أو مجموعة ظواهر وأحداث ذات حضور وثيق ومعنى اجتماعي هام".
هدف المقال
يهدف المقال إلى: تفسير وتقييم وإصدار الأحكام والتنبؤات والإشارة إلى نتائج الظواهر أو الأحداث التي يعالجها، وذلك من خلال إحضار وإبراز البراهين( التجريبية) الموضوعية التي لها أن تؤكد افتراضاته الأساسية ( افتراضات الكاتب) وتجعل القارئ أكثر يقينا بسلامتها.
تكمن قوة تأثير المقال على مواقف وسلوك البشر، في أن قوته تنبع من حقيقة احتوائه على كم كبير من الحقائق الموضوعية والبراهين التي تعمل أساسا على إقناع القارئ بالخطوط العريضة لفحواه، وتأكيد افتراضات وأحكام توجيهية محددة، بل وغرسها في ذهن المتلقي.
إذن المقال الصحفي يرمي إلى الإقناع وإلى تشكيل المواقف.
المقال يجب أن يبتعد عن التلقينية والخطابية والمباشرة، كي لا يفقد أهم مواصفاته ومقوماته (التأثير).
المقال الصحفي لا يتقبل أبدا التلوين بالعاطفة أو بالخطابة
المقال الصحفي ينبغي منه إحداث تأثير مواقف مباشر على مواقف وآراء الأفراد ( القراء).
المقال الصحفي لا يتوجه أو لا يحاكي عواطف القارئ، وإنما يتوجه إلى عقله.
المقال " سيد الصحافة الرصين".
تحتاج كتابة المقال إلى صحفي متمرس في الكتابة التحليلية، وذي خبرة عالية وإطلاع واسع بشأن الموضوع الذي يعالجه، وذي درجة عالية من التركيز وقدرة ومهارة على التفكير الموضوعي والمنطقي.
مراحل كتابة المقال
1- اختيار الموضوع:
وهي مرحلة مهمة وأساسية، وقد تصلح بعض الأحداث لأن تكون مادة خبرية، إلا أن قليل منها يصلح أن يتحول مقال صحفي. ومن مقاييس وشروط اختيار الموضوع:
أـ حضورية الموضوع وأهميته المباشرة بالحياة المادية أو الروحية لأفراد المجتمع.
ب ـ اختيار الموضوع يأتي من طبيعة المقال التحليلية وأهدافه وإقناع الجماهير به ( أي المعرفة التامة والمتعمقة من قبل الكاتب للموضوع الذي يراد الكتابة عنه).
ج ـ التأكد من شرط توفر معلومات وإحصائيات وحقائق وافية بشأن الموضوع، ومتى ما توفر هذا الشرط استطاع أن يكون المقال ذا ثقل وقدرة أكبر على تشكيل مواقف وتوجيه أحكام تصرفات الأفراد.
2- معالجة الموضوع: وتعتمد على : ( وهي عملية ذهنية)
أ - التحديد الدقيق للافتراضات الأساسية، وهذه مسألة تعود صعوبتها أو سهولتها إلى الصحفي / الصحفية ذاتها وإلى مقدار تعمقها ودراستها لمختلف جوانب الموضوع.
ب ـ مرحلة التصنيف والمقارنة للحقائق والمعلومات التي تم توفيرها بشأن الموضوع.
ج ـ إن إنجاز المراحل السابقة ( أ ب) يعني أن المقال أصبح جاهزا ولا يبقى سوى كتابته.
لغة المقال
لغة مفهومة وواضحة وكلمات معبرة وجميلة على ألا تنزلق إلى البساطة
تجنّب الرموز المختصرة والمفاهيم المعقدة والمصطلحات التي تحتاج إلى تفسير وتوضيح.
هذا بالنسبة للمقال الصحفي النموذجي، وهذا لا يعني أنه خاص بالكتاب المتمرسين، بل لا بد من البدء في التمرين على كتابته، إلى يصل الكاتب بالتمرين والصقل والخبرة إلى أن يصل إلى كتابة مقال بهذه المواصفات المذكورة.