منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم

أنا أتنفس حرية فلا تقطع عني الهواء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سجل و احصل على خدمات مجانية فقط على منتديات طلبة علوم الإعلام و الإتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم : تصاميم مجانية (إعلانات،شعارات، ملصقات،مطويات)  ، الإستمارة الإلكترونية .
 

الساعة الأن
الحملة العربية للمواطنة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
عبد الحميد بن باديس
سحابة الكلمات الدلالية
وكيلكيس المتخصصة تعريف مفهوم العامة الحملة الصحفي المؤسسة الاعلامية مذكرة الاعلام الصحافة الاتصال الحملات السودان والاتصال وسائل العلمي الاذاعة كتاب الإعلام علوم تاريخ البحث تخرج العلاقات
بوابة أساتذة المنتدى


 

أستاذ باهر الحرابي*ج ليبيا الشقيقة* اتصل به...هنا

 

أستاذ الياس قسنطينى*ج قسنطينة* اتصل به...هنا


اقرأ | أوقف

اعلانات


 ***




***


Communiqué du Rectorat بيان من رئاسة الجامعة Décret présidentiel abrogeant le décret 10-315 المرسوم الرئاسي المتضمن الغاء المرسوم 10ـ315 


***


***

********************************************** ***



 



اقرأ | أوقف

المواضيع الأخيرة
» طلب مساعدة عاجلة
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالأحد مارس 17, 2019 10:30 am من طرف سعاد طلمنكي

» طلب مساعدة عاجلة
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالأحد مارس 17, 2019 10:28 am من طرف سعاد طلمنكي

»  طلب مساعدة في وضع اشكالية للبحث مع العلم ان المدكرة هي مدكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر اختصاص اعلام و اتصال
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2017 3:58 pm من طرف Paino Pianic

» طلب مساعدة في وضع اشكالية للبحث مع العلم ان المدكرة هي مدكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر اختصاص اعلام و اتصال
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 21, 2016 2:41 pm من طرف Paino Pianic

» روبورتاجات وتحقيقات لطلبة جامعة مستغانم يمكنكم مشاهدتها من هنا
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02, 2016 5:59 pm من طرف rihabsrawi

» مدخل لعلم الاقتصاد السياسي +كتاب للتحميل+
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 24, 2016 10:51 pm من طرف azizgs

» مساعدةانا بحاجة الى بحث
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2016 6:22 pm من طرف hibabiba

» طرق التحكم في الاعلام والتوجيه
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2016 6:13 pm من طرف hibabiba

» مجموعة من البحوث
 الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 19, 2016 3:48 pm من طرف aliomar539

le site de la Faculté des Sciences Sociale

عدد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

اتصل بنا

خدمات مجانية


 

  الفكر العربي وتحدي العولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
الادارة
الادارة
المدير


عدد المساهمات : 1780
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 35

 الفكر العربي وتحدي العولمة Empty
مُساهمةموضوع: الفكر العربي وتحدي العولمة    الفكر العربي وتحدي العولمة I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 02, 2010 9:57 pm

كان الانفتاح على حداثة الغرب والذي دشن ما سمي بعصر النهضة العربية بمثابة الصدمة، نظرا لما كشفه من اتساع الهوة ما بين واقع العرب والمسلمين من جهة وما عليه أوروبا من حضارة وتقدم من جهة أخرى. وانشغل مفكرو تلك المرحلة بالسؤال (لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب والمسلمون ؟) وكيف يمكن اللحاق بالركب ؟.وهو نفس السؤال الذي يشغل (المتعولمين) العرب والمسلمين ذوي النزعة الوطنية منذ العقد الأخير من القرن العشرين.
شكلت تلك المرحلة- نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين- إرهاصات منعطف فكري في العالمين العربي و الإسلامي ،وكانت تبشر ببداية نهضة تحرر شعوب المنطقة من حالة التخلف والركود التي تعيشها ،"في تلك الحقبة لم يعد التحديث يعني إطلاقا الأخذ عن الغرب للانتفاض على الشرق،بل يصبح يعني مواجهة الغرب بحداثة خاصة بالإسلام". إلا أن عوامل داخلية وخارجية لا داع للغوص فيها أعاقت مشروع النهضة العربية، بل أجهضت آنذاك بعض إنجازات الحداثة ، ونعتقد بأن أهم عوامل فشل مشروع فكر النهضة العربية هو فردانية دعوات الإصلاح والتحديث وتشتتهم بين مذاهب ومدارس فكرية متعددة ما بين عروبية وإسلامية ووطنية وبالتالي عدم وجود ناظم مشترك ،سواء على أساس إسلامي أو على أساس قومي،أيضا عدم القدرة على التمييز ما بين الحداثة Modernizationوالتغريب Westernization،فالحداثة لا تلغي الخصوصيات والهويات الوطنية بالضرورة، ولكن التغريب قد يؤدي لذلك،فاليابان اقتحمت عالم الحداثة بقوة دون أن تلغي خصوصياتها الثقافية.
واليوم وبعد قرن من الزمن وكأن التاريخ يعيد نفسه، فنفس القضايا التي شغلت مفكري ذلك العصر: المرأة، الحرية، الإصلاح السياسي، النهضة الاقتصادية، تجديد الخطاب الديني وتحديث التراث الخ، تتكرر اليوم ولكن في ظل فجوة معرفية وحضارية بيننا وبين الغرب أكثر اتساعا، وفي ظل أوضاع سياسية وثقافية أكثر تشرذما وإحباطا وفي ظل تعدد للمواقف الفكرية للمثقفين من العولمة. تساؤلات ما قبل قرن من الزمن كانت تدور حول الحداثة أهي التغريب المهدد لهويتنا وثقافتنا؟ وتساؤلات اليوم تدور حول العولمة أهي الأمركة المهددة لثقافتنا وحضارتنا؟. فهل سنتعلم من التاريخ ولا نكرر أخطاء الماضي؟ أو سنفكر بطريقة مختلفة مستمدة من منطق العولمة ذاته، مؤداها أنه لا مكان في عصر العولمة للكيانات الصغيرة ،وهذا يتطلب عولمة العالم العربي أولا ثم الدخول في عصر العولمة الكونية .
من هذا المنطلق يصعب مقاربة ظاهرة العولمة وانعكاساتها على العالم العربي دون ربط الموضوع بالثقافة، سواء بمفهومها الضيق الذي يتماهى مع مفهوم الهوية، أو بمفهومها الشامل الذي يتطابق مع مفهوم الحضارة – البعدين المادي والمعنوي للثقافة- والذي اخذ اليوم طابع الصراع الحضاري. و هذا الربط له مسوغاته نظرا لتزامن تدافع تنظيرات العولمة ومأسستها اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وإعلاميا مع أزمة عميقة تشهدها مجتمعاتنا، أزمة شرعية مستعصية ،أزمة النظم السياسية و الاقتصادية والثقافة ،وأزمة التضامن العربي ولا نقول الوحدة العربية، وفي ظل مد أصولي لم تعرفه المنطقة سابقا. ومجتمع مأزوم بهذه الدرجة ينتابه خوف من كل ما هو جديد ووافد من الخارج، الخوف والحذر من كل ما هو وافد يؤدي للانغلاق على الذات والهوية والحنين للماضي قبل أي تفكير وتمحيص عقلاني لهذا الوافد الجديد، ولكنها لأسف ذات مأزومة وهوية مأزومة،وبالتالي ينطبق المثل القائل (كالهارب من الرمضاء إلى النار).
لا شك أن لهذا الخوف ما يبرره نظرا لتزامن الحديث عن العولمة مع عصر يشهد مؤشرات نهاية كثير من الأفكار والمنظومات السياسية والاقتصادية والفكرية التي شغلت العالم خلال القرن العشرين وما سبقه، بل يمكن القول إن العولمة هي تكثيف وتجميع وتسريع لنهايات وما بعديات، ما بعد الاشتراكية والشيوعية وما بعد الرأسمالية والليبرالية بمفاهيمهم التقليدية وما بعد السيادة الوطنية وما بعد الاستقلال وما بعد الشرعية الدولية وما بعد الثورة الصناعية وما بعد الثقافة المكتوبة وما بعد العلمانية،الخ. العولمة هي عصر "يلهث فيه قادمه يكاد يلحق بسابقه ،وتتهاوى فيه النظم والأفكار على مرأى من بدايتها،وتتقادم فيه الأشياء وهي في أوج جدتها،عصر تتآلف فيه الأشياء مع أضدادها" .هذه النهايات إن كانت لا تثير كثير قلق عند دول الشمال المتقدمة، فالأمر مغاير عند المجتمعات العربية والإسلامية حيث صوت الأموات فيها أقوى من صوت الأحياء، والحنين للماضي يطغى على التطلع للمستقبل، والأهم من ذلك يصعب الحديث عن نهايات فيما المجتمعات العربية لم تستكمل بناء الدولة ولم تنجز هدف الاستقلال، لا السياسي ولا الاقتصادي. ولكن ... الخوف ليس مبررا للهرب بل يجب أن يكون دافعا للتحدي والمواجهة.
في رأينا إن العولمة ليست سيئة بالمطلق ولا جيدة بالمطلق، كما أنها ليست خيارا مطروحا على الدول والمجتمعات يمكنها الأخذ بها أو تجاهلها، بل هي نتاج لتحولات متدرجة عرفها العالم خلال عقود طويلة بل خلال قرون، تحولات هي في جانب منها بمثابة تطور طبيعي ومنطقي لترتيبات وأوضاع سابقة، وفي جانب أخر مخطط لها بحيث تأخذ مسارا يخدم قوى محددة ذات مصالح كبرى، ومن جانب ثالث تحولات مفروضة بفعل تفاعلات داخلية ودولية، وبالتالي نعتبر العولمة تحد يجب مواجهته للاستفادة من ايجابياتها أو التقليل من مخاطرها.
إذا اتفقنا على هذه المقاربة المفاهيمية للعولمة ،فأين موقعنا كعرب ومسلمين منها ؟وما هي تداعياتها على مجتمعاتنا ونظمنا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ؟ وهل هي فرصة علينا اهتبالها ؟أم خطر علينا اتقاء شره؟ أم هي تحد يمكننا إن أحسنا التصرف حيالها أن نتقي شرها ونستفيد من إيجابياتها؟. ولكن وقبل الإجابة على هذه التساؤلات ،لا بد من الإشارة إلى أن مجتمعات أخرى طُرحت عليها هذه التساؤلات ،إلا أن المنعة الاقتصادية والثقافية لهذه المجتمعات جعل وقّع العولمة عليها أقل حدة ،بل جنت من ايجابيات العولمة أكثر مما عانت من سلبياتها ،هذا هو حال ما يسمى بالتنينات الأسيوية ودول المعسكر الاشتراكي سابقا ،بل إن فرنسا الدولة الغربية الرأسمالية كان لديها في البداية تخوفات من البعد الثقافي للعولمة ،حيث خشيت على لغتها وثقافتها من اللغة الانجليزية والثقافة الأمريكية ،وعليه طالبت فرنسا على لسان رئيسها جاك شيراك بضرورة تقنين العولمة.
لا غرو بأن العولمة مثل الديمقراطية والليبرالية والرأسمالية واقتصاد السوق والاشتراكية و المجتمع المدني الخ، من المصطلحات التي أصبحت تتردد كل يوم في خطابنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتشكل حيزا كبيرا من هذا الخطاب ،ولكن دون أن تكون متأصلة لا في ثقافتنا ولا في وعينا السياسي ،مصطلحات أقحمت إقحاما وجاءت مستوردة مثلها مثل ما استوردنا من أيديولوجيات وأفكار وسلع وعلوم وتكنولوجيا، وتزايد مثل هذه المصطلحات في خطابنا السياسي والاقتصادي ،وما يستتبع ذلك من محاولة مأسسة لهذه المصطلحات ،إنما يعكس أزمة عميقة ،وهي أزمة الإبداع في مختلف المجالات ،العجز عن الإبداع والإسهام في حضارة العصر هو الذي يجعل مجتمعاتنا غير محصنة في مواجهة كل ما هو جديد، وهو عجز يساعد على إيجاد المبررات الأخلاقية والعملية لثقافة التقليد والتبعية.
العيب ليس بالضرورة في العولمة وغيرها من المصطلحات وما تحيل إليه من دلالات وما تنتمي إليه من منظومات فكرية أو نظم سياسية واقتصادية ،بل العيب في من يستوردها ويتعامل معها، إما كمسلمات يتم التعامل معها وتطبيقها دون محاولة لإعمال العقل لتبيئتها لتصبح مناسبة للخصوصيات التاريخية والموضوعية بما فيها الثقافية للمجتمع المستورِد لها، أو كخطر و تهديد يجب مقاومته والوقوف منه موقف المعارض والمحارب دون تفكير لا لشيء إلا لكونها مستوردة من الآخر ، والأخر في نظر هذا التوجه عدو لا يجوز الأخذ منه أو التشبه به !.
ونعتقد أن التعامل العقلاني والموضوعي مع موضوع العولمة وغيرها من النظم الفكرية والاقتصادية المستورة يتطلب عقلية متفتحة وموضوعية بمعنى الكلمة ، ونقطة المنطلق في التعامل مع الموضوع هو الإقرار بأننا كمجتمعات عربية وإسلامية توقفنا عن المساهمة الحضارية منذ القرن الخامس عشر( سواء كانت الأسباب داخلية كخضوعنا لنظم استبدادية متسلطة أو خارجية كالاستعمار )،وان غالبية مشتملات الحضارة الحديثة هي نتاج الآخر ،العالم الغربي والمسيحي ،والقول بأننا كنا أصحاب حضارة أو ساهمنا في وضع أسس الحضارة الإنسانية لا يفيد في شيء ،ما دمنا اليوم نعتمد في معيشتنا على منتجات الآخر الثقافية والاقتصادية والعلمية ،وهذا القول لا يعني التقليل من شان السلف الصالح ، فهو سلف أولا وكان صالحا آنذاك ثانيا . المهم ما هي مساهمتنا في حضارة اليوم ؟.فإذا اعترفنا أن مساهمتنا المباشرة معدومة أو محدودة ، وإذا اعترفنا بأننا لا نستطيع أن نستغني عن معارف وعلوم ونتاج الآخر قائد قاطرة العولمة،لان كل حياتنا تقريبا معتمدة على منتجات الحضارة الغربية ،بل نعيش عالة عليها، لغياب مساهمتنا فيها أو لخلل أنظمتنا السياسية والثقافية أو للسببين معا ، إذن التقوقع على الذات والوقوف موقف الرافض لكل ما هو مستورد وجديد هو موقف ليس فقط غير عقلاني بل موقف غير أخلاقي.
لا يعني ما سبق بأن علينا التسليم باستحقاقات وشروط العولمة وكل ما هو وافد دون تمحيص، من منطلق الزعم بعالمية الفكر وعالمية القيم والنظم السياسية والاقتصادية وخصوصا بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتأزم نظمنا السياسية وتبلد نظمنا الفكرية والثقافية ، بل المطلوب التوفيق بين ما هو وافد من جانب وواقع مجتمعاتنا من جانب أخر دون إضفاء القدسية على أي من الطرفين .فالعولمة كمنظومات اقتصادية (اقتصاد السوق) وكمنظومة ثقافية (قيم وأنماط سلوك ولغة تخاطب) وكمنظومة سياسية (خطاب الديمقراطية وحقوق الإنسان) ، تحتاج إلى تبيئة لأنه من حيث المبدأ ومما هو علمي أن أية نظرية أو منظومة سياسية أو اقتصادية ،لا تأخذ مصداقيتها وصلاحيتها إلا لأنها وليد بيئة اجتماعية وثقافية محددة و معبرة عنها ،و نتاج لشروط تاريخية وموضوعية ،وتغير هذه الشروط يُفقد الفكر وما يرتبط به من ممارسة علميته وبالتالي عالميته ،لأنه يتحول إلى فكر منفصل عن الواقع . ولكن بالمقابل هل نظمنا المعاشة التي لم تسعفنا على أن نكون خير امة أخرجت للناس ،ولا أن تضمن لشعوبنا حياة كريمة ،قادرة على الاستجابة لتحديات العصر وعلى رأسها العولمة؟.
انطلاقا من حقيقة الأوضاع العربية المتردية ومحدودية القدرة أو الإرادة – لأن القدرة مرتبطة بالإرادة، ولا قيمة لقدرة دون إرادة- على أن نكون فاعلين أو مؤثرين في التحولات الدولية المعاصرة ،فان خياراتنا في مواجهة العولمة تبقى محدودة، والأسلوب الأمثل في رأينا في التعامل مع العولمة ليس النظر إليها كخطر أو شر داهم ولا كفرصة سانحة علينا الارتماء بأحضانها دون تفكير، بل كتحد، تحد اقتصادي وتحد ثقافي وتحد سياسي، والتحدي يستوجب المواجهة لا الهروب ،استنهاض الهمم لا التواكل، وهذا يتطلب وضع الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة هذا التحدي، والسؤال المركزي الذي تطرحه العولمة في هذا السياق كما يقول برهان غليون "ما هي الإستراتيجية المناسبة من وجهة نظر مجتمع صناعي أو متأخر أو مهمش للاستفادة من الثورة التقنية ودرء مخاطر العولمة الناتجة عنها؟" . تحدي العولمة يحتم وضع استراتيجية لن تكون ذا قيمة إلا إذا وضعت على أساس قومي عربي ،إي خلق )عولمة عربية) منها ننطلق لمواجهة العولمة الكونية .
2) الثقافة العربية في مواجهة ثقافة العولمة
تملك البعض وهم بأن العولمة تعني إزالة كل الحدود وأشكال التمايز بين الشعوب وهذا ما تم استنتاجه مبكرا في مقال لفرانسيس فوكوياما (F.FUKUYAMA) تحت عنوان "نهاية التاريخ" 1989 ، حيث خلص في بحثه إلى أن الليبرالية السياسية والاقتصادية التي انتصرت على كل منافسيها عبر التاريخ هي المؤهلة لسيادة العالم دون منازع. إلا أنه أربعة سنوات بعد ذلك، وفي صيف 1993، صدر مقال أثار ضجة كبيرة تحت عنوان: "صراع الحضارات" لصامويل هنتنغتون (S.HINTINGTON) منطلقا من الفرضية الآتية: "المصدر الأساسي للصراعات في العالم الجديد، لن يكون بالدرجة الأولى إيديولوجيا ولا اقتصاديا، إن الانقسام الكبير بين البشر والمصدر الأساسي للخلاف سوف يكون ثقافي"، وإن الدول سوف تظل القوى المؤثرة في الشؤون الدولية، ولكن الخلافات الرئيسية بين دول العالم سوف تقع بين جماعات حضارية مختلفة، إن صراع الحضارات سيكون المرحلة الأخيرة في تطور الخلافات في العالم. وأهم الصدامات في نظره، سوف تحدث عند خطوط التماس الفاصلة بين الحضارات التالية: الحضارة الغربية، الكونفوشية، اليابانية، الإسلامية، الهندوكية، السلافية، الارتوذوكسية، أمريكا اللاتينية، وضمن هذه الحضارات يبرز التحالف الكونفوشي الإسلامي المحتمل باعتباره تهديدا للحضارة الغربية،وطالب هنتنغتون بضرورة مواجهته منذ الآن عبر شبكة من الاستراتيجيات و التحالفات الدولية.
إلا أن الذي جرى خلال العقدين الأخيرين هو تزامن العولمة كمسعى لإزالة الحدود وتحويل العالم لقرية كونية تتجاوز الصراعات والحدود الثقافية، مع الانفجار الحقيقي للاحتكاكات بين الشعوب والثقافات على المستوى الدولي،حيث تفجرت صراعات جديدة تقوم على أسس ثقافية –عرقية وطائفية-أو ما يمكن تسميته (أثننة العالم) أو التفكيك Fragmentation .ما وراء الشعارات البراقة للعولمة تأكد أن المروجين لها والمتحكمين بآلياتها ينطلقون من اتجاه تبشيري يعبر عن أنوية حضارية غربية مسيحية أو مركزية ثقافية Ethnocentarism يهدف" إلى إذاعة ونشر القيم التي تمثل القاعدة المحورية لهذه الحضارة ،كما يهدف إلى تطوير القيم المقبولة ورفض ونبذ الأشكال الاجتماعية غير المقبولة ،ومن ثم فالتعاون الدولي يتجه نحو قبول تفسير محدد لبعض القيم وذلك عن طريق عزل وإدانة الدول التي تفسر هذه القيم بطرق مختلفة،وقد يؤدي ذلك إلى حرب مقدسة تستهدف فرض مثل هذه القيم باعتبارها قيم عالمية" . وفي ذلك يقول عبد الإله بلقزيز بأن العولمة الثقافية ما هي إلا التعبير المكشوف عن السيطرة الثقافية الغربية التي توظف مكتسبات الثورة المعلوماتية لهذا الغرض وفي نفس السياق يرى سمير أمين بان العولمة طرحت نفسها كايدولوجيا تعبر عن النسق القيمي للغرب على حساب النسق القيمي للحضارات الأخرى .
بالرغم من اتضاح حقيقة الأبعاد الخطيرة لعولمة ثقافية يوجهها تيار يميني محافظ ذو نزعة أصولية مسيحية متمركز في سدة الحكم في الولايات المتحدة وكان وراء هوس الحرب العدوانية في العراق وداعما للسياسة العدوانية لإسرائيل ،ومثيرا للفتن ومهددا للاستقرار داخل عديد من الدول العربية حتى الصديقة للغرب تقليديا، بل وصول الأمر إلى درجة الحديث عن حرب صليبية... بالرغم من ذلك فأن هذا التهديد بدلا من أن يستنهض الهمم ويستثير ويخلق حالة من الاستقطاب أو التمركز الثقافي في العالم العربي أو العربي الإسلامي على أسس جديدة متفتحة على مستجدات العصر ولا تقطع مع ما يفيد من التراث ،عمق من أزمة الثقافة العربية كمنظومة قيمية إن كانت تعبر عن هوية وانتماء لأمة إلا أنها أيضا تعكس نمط علاقات اجتماعية وأنماط تفكير لم تعد تعيننا على مواجهة التحولات العالمية، حيث تفجرت الصراعات الإثنية والطائفية، وتشجعت ثقافات فرعية لتتحول إلى ثقافات مضادة ، وانكشفت أمراض اجتماعية كانت الايدولوجيا تخفي وجودها أو تجملها،ولم يكن الأمر مقتصرا على نمط من الأنظمة دون غيرها بل هي ظاهرة عامة في كل البلدان العربية (التقدمية) منها و(الرجعية) ،فجميعها تشتغل على نفس البنية الثقافية والاجتماعية بغض النظر عن الشعارات الأيديولوجية السطحية . وبات العالم العربي أكثر ضعفا في مواجهة العولمة الثقافية.
لا شك أن مشاريع الإصلاح ونشر ثقافة المعرفة التي تبشر بها العولمة الثقافية فيها الجيد وفيها الرديء، وإن كان يجوز القول بوجود نواياها غير بريئة عند دعاة عولمة الثقافة إلا أن المنظومة الثقافية القيمية والعلاقات الاجتماعية في بلداننا تتحمل مسؤولية كبيرة في خلق علاقة غير متكافئة مع الثقافات الأخرى.
وللإنصاف يجب القول بأن ما نسميه بالثقافة العربية والتي نخشى عليها من الثقافات الغازية باسم العولمة لم تكن بالشيء المثالي الذي يمكن الدفاع عنه، فالمثقفون العرب كانوا يستشعرون الأزمة الثقافية والاجتماعية العميقة التي نمر بها،وقبل أن نصطدم بتحديات العولمة الثقافية جرت محولات عديدة لتجاوز أزمتنا الثقافية والاجتماعية،وإن كان الجميع اتفق على وجود الأزمة وضرورة التغيير إلا أنهم اختلفوا حول الآليات والمناهج.وعليه كنا نلاحظ بألم محاولات التحديث والإصلاح وهي تنتكس أكثر مما تراكم إنجازات، ليس بالضرورة لخلل في نظريات التنمية أو لأسباب اقتصادية خالصة ،بل بسبب – بالإضافة إلى ما سبق ذكره- بنية المجتمع العربي والتي هي بنية أبوية تقليدية أو أبوية جديدة كما يقول هشام شرابي تتميز بالعصبية والنفعية المبنية على الخضوع لمدبر أو راع يتوحد مع الصورة النمطية للأب في الأسرة الأبوية القديمة،حيث الأب له حق الحياة والموت على أفراد أسرته ،أبوية تفضل الأسطورة على العقل والخطابة على التحليل والنقل على الإبداع .
وحديثا،وفي ظل أنظمة ونخب وأيديولوجيا قومية واشتراكية مأزومة، حاول التيار الأصولي مواجهة هذا التحدي الثقافي المتولد عن العولمة،إلا أن توظيف الأصوليين لأدوات ومناهج عمل تقليدية وعنيفة أحيانا، وتشتتهم بين تيارات وأحزاب متباينة ،بالإضافة إلى محاربتهم خارجيا وداخليا، قلل من فرص نجاحهم في الاستجابة لتحدي العولمة الثقافية.وقد أعترف بعض أقطاب التيار الإسلامي بأزمة الخطاب الإسلامي وضرورة أن يتكيف مع عصر العولمة ويستوعب أن العالم يتغير بحيث بات قرية واحدة ، فيوسف القرضاوى ينتقد صراحة الخطاب الإسلامي السائد ويقول "يلزم أهل الخطاب الإسلامي أو الدعوة الإسلامية أن يتحرروا في خطابهم ويتأنوا في دعوتهم ،ولا يلقوا الكلام على عواهنه،فقد غدا العالم كله يسمعهم ويحلل أحاديثهم".
هناك بعد مغيب عند عديد من الباحثين في الثقافة والعولمة الثقافية ،وهو تحول مفهوم الثقافة ،فمن التبسيط ألمتناهي للأمور التعامل مع مفهوم الثقافة اليوم انطلاقا من التعريف الكلاسيكي للثقافة ،كمجموع من العادات والتقاليد وأنماط السلوك المادية والمعنوية التي تميز شعبا عن غيره من الشعوب ،هذا التعريف كان كافيا بحد ذاته عندما كانت المجتمعات تتحكم بالتنشئة الاجتماعية ،ولم يكن للمؤثرات الخارجية كبير تأثير على البنية الثقافية،ولكن في ظل الثورة المعلوماتية ،وهذا التدفق الهائل للأفكار والقيم وأنماط السلوك عبر الفضائيات وشبكات الانترنيت بأساليب مشوقة ومغرية وسهلة الوصول إليها،لم تعد الثقافة نتاج وطني خالص ،ولم تعد لا النظم السياسية والاجتماعية ولا البنى التقليدية بقادرة على التحكم بالتنشئة الاجتماعية وبالتالي بمصادر ومغذيات الثقافة الوطنية.وبالتالي عند الحديث عن تحدي العولمة الثقافية يجب عدم تجاهل الثورة المعلوماتية ومن يتحكم في إنتاجها تقنيا وفي محتواها ثقافيا وأخلاقيا،وهذا يتطلب كما يقول فريدريكو مايور المدير السابق لليونسكو إن أهم متطلبات التنمية الشمولية أن يتحول العلم إلى ثقافة ،ولا داع للتذكير بالتجارب الآسيوية في هذا المجال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.communication.ahladalil.com
 
الفكر العربي وتحدي العولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم :: قسم علوم الاعلام و التصال :: الماجستير-
انتقل الى: