الحصار يُجبر طلاب غزة على الدراسة في "كرفانات" متنقلة

الحصار يُجبر طلاب غزة على الدراسة في "كرفانات" متنقلة

التاريخ:8/9/2011 - الوقت: 12:03م


فُوجئ طلاب مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" في غزة مع افتتاح العام الدراسي الجديد، بكرفانات (غرف جاهزة) في انتظارهم، وذلك لعدم إمكانية المنظمة الدولية بناء مدارس لهم، بسبب الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة منذ خمس سنوات، ومنع دولة الاحتلال إدخال مواد البناء إلى القطاع.

ويدرس في مدارس "الاونروا" في قطاع غزة حوالي 222 ألف طالب وطالبة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

الطلاب الذين كان من نصيبهم الدراسة في هذه الغرف الجاهزة "الكرفانات" رفضوا بداية دخولها فهي لا تصلح حظائر للحيوانات، حسب تعبيرهم، إضافة إلى أنها حارة جداً في ظل ارتفاع الحرارة، وانتظروا قليلاً في فناء المدرسة قبل دخولها مكرهين للدراسة بها.

حال الطلاب في هذه المدارس يرثى له وهم في بداية العام الدراسي ويتطلعون لعام جديد أفضل من سابقه مع الحديث عن تخفيف الحصار عن قطاع غزة إلا أنهم وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة، إما أن تتأقلم مع الوضع الحالي وتتحدى الحصار الإسرائيلي وتدرس مكرهاً، وإما أن لا تدرس، وبذلك تكون قد نفذت المخطط الإسرائيلي القديم الجديد بتجهيل الشعب الفلسطيني.

للضرورة أحكام:

يحاول المدرسون في مدرسة الزيتون الإعدادية للبنين في غزة، إقناع الطلاب بالدراسة في هذه الغرف على الرغم من عدم اقتناعهم بذلك، ولكن للضرورة أحكام، بحسب حديث احد المدرسين لوكالة قدس برس".

وقال المدرس لوكالة "قدس برس" مفضلاً عدم ذكر اسمه لمنعهم "الاونروا" من الإدلاء بأي أحاديث للإعلام بشكل عام؛ "ندرك أن الدراسة في هذه الغرف صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، فدرجة الحرارة بداخلها مرتفعة جداً ولكننا نحاول التخفيف عن الطلاب قدر المستطاع".

وأضاف: "نحاول إقناع الطلاب بضرورة الدراسة في هذه الغرف رغم عدم اقتناعنا نحن، إلا أننا مضطرون لذلك وهي فترة مؤقتة لفصل واحد كما وعدت وكالة الغوث".

وأوضح أن لديهم في مدرستهم نقصا لأربعة فصول في الفترة الصباحية ومثلها في الفترة المسائية مع العلم أن عدد الطلاب في الفصل الواحد يصل إلى خمسين طالباً.

وتفرض الدولة العبرية حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ خمس سنوات، حيث تمنع إدخال مواد البناء، إلا أنها سمحت قبل عام تقريبا بإدخال كميات قليلة من تلك المواد للمنظمات الدولية في القطاع.

عجز في المدارس

ومن جهته قال المستشار الإعلامي لـ "الاونروا" عدنان أبو حسنة: "أنهم في المنظمة الدولية بحاجة إلى بناء 100 مدرسة في قطاع غزة من اجل سد العجز في الفصول الدراسية".

وأضاف أبو حسنة لوكالة "قدس برس": "منذ خمس سنوات لم تسمح لنا إسرائيل ببناء فصل واحد، ونحن بحاجة في كل عام بناء عشر مدارس، ونقوم باستئجار مدارس من الحكومة وزيادة عدد الطلاب في ا لفصل الواحد، وكذلك العمل على فترتين صباحية ومسائية وقد روادنا التفكير بالعمل بفترة ثالثة ليلية".

وأوضح أن الاحتلال سمح مؤخراً لهم بإدخال مواد بناء لإنشاء أربع مدارس في منطقة تل الهوى بمدينة غزة إلا أن هذه المدارس لم تنجز ومن المتوقع أن يتم مع بداية الفصل الدراسي الجديد تسليم مدرستين منها.

وأشار إلى أن تسليم المدرسين سيحل مشكلة كبيرة لاسيما موضوع "الكرفانات"، إلا انه أكد أن هذه تبقى في إطار الحلول المؤقتة وان الحل الدائم هو بسماح دولة الاحتلال بناء 100 مدرسة بهم بأمس الحاجة لها.

التحصيل العلمي

وأكد أن دراسة الطلاب في "الكرفانات" سيؤثر على تحصيلهم العلمي، مشيراً إلى أنهم لجئوا إلى ذلك مضطرين بعدما ضاقت بهم كل السبل.

وناشد أبو حسنة المجتمع الدولي الضغط على دولة الاحتلال من اجل إدخال مواد البناء اللازمة لبناء ما يحتاجونه من مدارس في قطاع غزة حتى لا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك.

الطالب احمد عبيد في الصف السابع بمدرسة ذكور الزيتون الإعدادية بغزة أعرب عن استيائه وسخطه الشديد من هذه "الكرفانات" التي اجبروا على الدراسة بها، ووصفها بأنها لا تصلح حظائر حيوانات، حسب تعبيره.

وقال عبيد لوكالة "قدس برس": "لم أكن أتوقع حينما رأيت هذه الغرف في المدرسة أنها ستكون فصول دراسية، واعتقد بداية أنها مخازن أو لأغراض غير الدراسة، إلا أننا فوجئنا بطلب إدارة المدرسة منا التوجه إليها للدراسة بها".

وأضاف: "تحاول إدارة المدرسة أن توفر لنا كل سبل الراحة في هذه "الكرفانات"، ولكن الظروف أصعب منهم فدرجة الحرارة بها عالية جدا وتغرقنا في العرق".

بانتظار الجرس

أما الطالب محمد فروانة وهو في نفس فصل عبيد فأكد أن التركيز يكون ضعيفاً خلال الدراسة في هذه الكرفانات حتى أن المدرس لا يكون له رغبة في التدريس.

وقال فروانة لوكالة "قدس برس": "منذ بداية الحصة والطلاب يتململون بانتظار نهايتها ومع قرع الجرس يندفعون إلى الخارج وكأنهم كانوا محبوسين في زنازين عزل انفرادية".

وأشار إلى أن المدرسين يحاولون الإيحاء لنا بان وجدنا في هذه "الكرفانات" مؤقتاً لحين الانتهاء من إنشاء المدارس في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة.

وقال: "ممكن أن نتحمل مكرهين الدراسة لفصل واحد في هذه الغرف، ولكن بعد نهاية الفصل سيكون صعب جداً الدراسة بها".

(قدس برس)

على الاقل الحصار الذي نعانيه لا يتجاوز جدران المدرسة
و هذه نعمة تستوجب الحمد
فهناك من لم يسلم منه من الحصار الا .....قفص صدره الذي يحوي فؤاده
...
شكرا لمروركما الكريم اخوي