تهويمات صحفية
بقلم : همام كدر / صحفي سوري
_لا تكتب لكي ترتاح ..الذين يكتبون للتفريغ غالبا ما تخرج كلماتهم كالنفايات الزائدة ..أكتب لتكن بكل ضجيجك وضوضائك وهدوئك الصاخب ..أو لا تكتب .
- زملائي الصحفيين لقد أردت أن أشارككم بهذه الأفكار الصحفية التي قد تكون معروفة عند أغلبكم ومصادري بها متنوعة من شبكة الصحفيين الدوليين على الإنترنت إلى كتب الدكتور "أديب خضور" بعض من "تهويماتي الصحفية" هي أفكار غير مرتبة وغير مبوبة وليس لها محاور واضحة مجرد تجميع لنقاشات صحفية في مكان واحد وقد تحوي على أخطاء إملائية ولغوية فاعذروني ومن مبدأ الزمالة الصحفية أرجو أن نتشارك الخبرات دائما علما أني سأنشر هذه الأفكار دورية في موقعنا الصحفي العربي
_الصحفي الذي لا يعرف كيف يتعامل مع سكرتير\ ة مكتب تحرير جريدته أو مكاتب زملائه أو موظفة الهاتف أو عامل البوفيه لا يستطيع التعامل مع دكتور جامعة أو مدير عام.
- كن لطيفا ودمثا مع المفاصل الصغيرة لأنهم غالبا ما يكونوا مفاتيح الأمور المستعصية لا تكن متكبرا على أساس أنك صحافي تصنع الحدث وهم مجرد موظفين عاديين أجلس معهم واستمع لهمومهم وحاول أن تؤسس معهم علاقة صداقة جيدة.
*يقول الدكتور "أديب خضور" في كتابه الجامعي أدبيات الصحافة :
"الصحفي المتوقد هو الذي لا يهاب اقتحام المستحيل من أجل أداء الرسالة، وإذا لم يكن الفكر والصحافة إحدى ثمرات الإبداع الفكري مغامرة غير محسوبة فماذا يكون؟؟".
ويضيف الدكتور"أديب": "الصحفي مزيج عجيب من الموهبة الفطرية والعمل والثقافة والتجربة والممارسة والسلوك الشخصي، فكيف يمكن تأمين ذلك كله في شخص واحد في تقديري الشخصي ليس في المجال الصحفي ماهو أصعب من هذا السؤال".
من حق الصحفي المراسل كتابة رأيه في مقال يتحدث عن واقعة ما أو قراءة من الوسط والبيئة التي يعمل بها مع الاحتفاظ قدر المكان بالحياد الصحفي ولكن ليس ضمن الخبر أو التحقيق الذي يشتغل به بل في مكان آخر ويسمي ذلك نشاطا.
إن زمن الهرمية واستحالة كتابة مقال من صحفي شاب مبتدئ كما يحلو للمقيّمين تسميته على أساس أن كتابة المقال مرحلة متقدمة جدا من العمل الصحفي لا يسمح بكتابتها إلا للكتاب الكبار إن هذا الزمن ولى بدون رجعة وعلى رؤساء التحرير إفساح المجال لمراسليهم الكتابة عن القضايا التي تخصّ محيطهم وإن لم يفعلوا ذلك على المراسلين أن يبحثوا عن مكان آخر لتدوين هذا المقالات لأن ذلك يساعدهم دون أدنى شك على كتابة أخبار جيدة متوقعين من قارئهم البحث عن مقالة رأي لاستكمال الصورة ومتابعة أبعاد الحدث .
يعاني المحرر الشاب من الجدية الزائد مما يفسد عليه العديد من الفعاليات الاجتماعية الخاصة بعيدا عن العمل الصحفي ويهدد تواجده بها ويجعل من حضوره الفكاهي الخفيف مهددا بعدم لعب هذا الدور بشكل جيد وأسلوب لا يفضله كثيرا. إن سكوته لساعات طويلة في غرف الأخبار وتعامله مع كائنات ومواد جامدة يجعله بحاجة لمسافة فاصلة بين جلسات السهر والشباب والكثير منهم ما يخلط الأجواء بعضها البعض .
غير أن أغلب الصحفيين لا يستطيعون التخلي عن النفس الفضولي وطرح الأسئلة بشكل دائم فالسؤال يرابط دائما في دماغهم دون أن يتركهم يرتاحوا لحظة واحدة، في أوقات يخرج بها الصحفي ليأخذ قسطا من الراحة على شاطئ البحر مثلا فيَهم يسأل مما يتكوّن الصَدَفْ؟؟ ما هي قصة المد والجزر؟؟ حذار أن تترك نفسك بلا إجابات ..
المراسل الجيّد هو مصوّر بالعدسة والكلمة واتجاه كبرى وكالات الأنباء الآن لإعداد مراسلين مصورين ومحررين بدرجة واحدة. لم يعد ممكنا في"إعلام اللحظة" أن يكون لديه كادرا مؤلفا من (5) أشخاص لإعداد تقرير مدته (3) دقائق .
حتى أن المراسل لا يرتاح إلا بتقديم صورة خبره بعدسته هو لأنه يرى كادره بشكل أفضل ويعرف بالضبط ماذا يريد أن تقول صورته فالمصور برأي أغلب الخبراء صحفي وهو مخرج مادته ومعد الصفحة التي ستنشر بها وأحيانا يضطر أن يكون سائق عربة النقل ...ما المشكلة، عليه أن يعرف تماما توقيت التقاط الصورة والتوقيت هذا حكاية أخرى تماما فالصورة هي فن التوقيت الجيد.
كمصور صحفي عليك أن تثق بكادر الصدفة إن أشهر اللقطات التي أُخذت من كبار المصوّرين هي لقطات صدفة وكانت شديدة التأثير عليهم لدرجة أن بعض من مصوري هذه اللقطات ... انتحروا بعد التقاطها ونشرها من شدة تأثيرها عليهم.
إن أسوأ ما يتعرض له المراسل هو المعاملة السيئة من وسيلته الإعلامية وخاصة عندما تكون غير قادرة على حمايته وأن لا تكون ظهرا يستند عليه عندما يقرر اختراقا حكوميا ما أو يهم بكتابة مادة قد تجلب له مسائلة من جهات رسمية أو غير رسمية.
ذاك الشعور بانعدام الأمان من قبل المراسل تجاه صحيفته يشلُّ قدميه ويضمر فيه روح الإبداع ويجعله يعد للألف قبل أي خطوة يخطوها ولو كانت لأخذ تصريح من صاحب مطعم فلافل.
أما إذا كان بطل مادته على علاقة مع رئيس التحرير أو صاحب امتياز الجريدة أو يقوم بالدعاية لمنتوج ما له في إحدى صفحات الجريدة فإن على نشر المادة السلام والتبريرات هنا تفيد بأن الجريدة لا تريد افتعال الأزمات.
وإذا أصرّ الصحفي على النشر عوقب بالطرد ولو نشر مادته في مكان آخر قاطعته المؤسسة المُهاجَمة ومن لف لفيفها بحكم أن العلاقة هنا فردية ومزاجية فلا يعود يحصل على خبر منها ويقفل المكتب الصحفي فيما لو كان هناك مكتب صحفي طبعا بوجهه وبوجه الجريدة التي يعمل بها .
وإذا كانت كل صحيفة ستفرد وقتا وجهدا لرصد مصداقية كل مراسل لديها فان قطار التطور سيفوتها بأشواط عديدة وستبقى تلاحق تلك الكلمة في مادته والمعلومة في تقريره.
إن إحداث الثورة هنا لا يكون بتغيير سلوك الصحيفة والتغيير في سياستها التحريرية وطريقة تعاطيها للأحداث بل عليها التركيز على طاقة كوادرها في ملاحقة الآنية وتطوير أدوات مراسليها في الأحداث.
من غير الممكن اعتماد الطريقة الكلاسيكية في تغطية أمسية موسيقية لفرقة شابة بقطع عشرات السطور في ذكر الحضور المسؤول وصولا إلى آذن الصالة مع ترك السطرين الآخرين لبرنامج الأمسية هنا تحضر المقالة الخبري بقوة وتحل مكان الخبر التوصيفي الجامد وتقدم وجبة تحليلية لما قدمته الفرقة والحديث عن مراسل متخصص هو كلام منتهي الحديث به منذ زمن.
كوّن علاقة زمالة متينة مع مكتبك ومع المرسلين في الصحف الأخرى حتى التي تخالف سياسة صحيفتك ناقشهم واستمع لهم وحاول أو تكون صديقا لهم.
وهذه نصيحة من "بيرلمان": على المحرر أن يكون قادراً على توضيح مشكلة وأن يكون قادراً على اقتراح الحلول المناسبة لها. وليس فقط الاستشهاد بها. وحتى في الصحف حيث لا يسمح لمحرري النسخ بالسؤال أو التحدث مع المراسلين.فإذا لم يكن هناك وقت على الموعد النهائي للتسليم قم بإنجاز العمل في اليوم التالي أو قم بتسجيل ملاحظة. فعندما يجد المحررون أومن هم أعلى منهم بأن محرر النسخ يعير انتباها لما يكتب ولا يهتم لما يكتبه المراسل بشكل خاطئ بل يهتم لما قد لا يفهمه الناس ويشير إليه عندها يمكن أن يستمعوا إليه. ومن وقت لآخر تنطفئ المصابيح في فكر الكاتب أو المراسل وتصبح الفجوة أضيق. فالبعض يدرك عندها بأنهم لا يعملون في مكان ليس فيه مكان لصحافة جيدة.
عليك أن تكون محامي القارئ في تحسين الخبر. يجب على كل تغيير تقوم به أن يحسن الخبر. فإذا لم يفعل فإنه لا يستحق وقتك
اقرأ بصوت عالي. قم بقراءة القصة بصوت عالي أو على الأقل الأجزاء الرئيسية منها أو المزعجة منها. هذا ما سيعطيك الإحساس بالبراعة و إيقاع وصوت القصة.
لا تعتمد على الحاسوب. قم بتحرير الخبر كما لو أن المدقق الإملائي على الحاسوب غير موجود. فالحاسب لا يستطيع أن يجد كل الأخطاء القواعدية أو الإملائية. فإن " أثر قتل" مختلفة كلياً عن " محاكمة قتل" لكنها سوف تنزلق من قاموس حاسوبك.
خذ بالحسبان نغمة الخبر. إن عنوان خفيف وذكي على خبر هام يمكن أن يكون هجوماً سخيفاً ورغم ذلك فإن الخبر الذكي يحتاج لعنوان مضيء وذكي.
لأن هناك إحساس موسيقي خفي يختفي عند القارئ عندما يقرأ أخطاء في أي مكان، مع أنني أؤكد أن هذه القارئ لا يعرف قواعد لغته ولكن الشعور الموسيقي النافر يتكون في قلبه ومخيلته دون أن يعرف السبب ثم ينفر من كاتب المقال