منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم

أنا أتنفس حرية فلا تقطع عني الهواء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سجل و احصل على خدمات مجانية فقط على منتديات طلبة علوم الإعلام و الإتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم : تصاميم مجانية (إعلانات،شعارات، ملصقات،مطويات)  ، الإستمارة الإلكترونية .
 

الساعة الأن
الحملة العربية للمواطنة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
عبد الحميد بن باديس
سحابة الكلمات الدلالية
السودان البحث الإعلام مذكرة تعريف العامة الحملة الاعلام والاتصال مفهوم المتخصصة الاذاعة الاعلامية الصحافة تاريخ العلمي وكيلكيس وسائل علوم المؤسسة الاتصال تخرج العلاقات كتاب الحملات الصحفي
بوابة أساتذة المنتدى


 

أستاذ باهر الحرابي*ج ليبيا الشقيقة* اتصل به...هنا

 

أستاذ الياس قسنطينى*ج قسنطينة* اتصل به...هنا


اقرأ | أوقف

اعلانات


 ***




***


Communiqué du Rectorat بيان من رئاسة الجامعة Décret présidentiel abrogeant le décret 10-315 المرسوم الرئاسي المتضمن الغاء المرسوم 10ـ315 


***


***

********************************************** ***



 



اقرأ | أوقف

المواضيع الأخيرة
» طلب مساعدة عاجلة
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالأحد مارس 17, 2019 10:30 am من طرف سعاد طلمنكي

» طلب مساعدة عاجلة
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالأحد مارس 17, 2019 10:28 am من طرف سعاد طلمنكي

»  طلب مساعدة في وضع اشكالية للبحث مع العلم ان المدكرة هي مدكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر اختصاص اعلام و اتصال
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2017 3:58 pm من طرف Paino Pianic

» طلب مساعدة في وضع اشكالية للبحث مع العلم ان المدكرة هي مدكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر اختصاص اعلام و اتصال
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 21, 2016 2:41 pm من طرف Paino Pianic

» روبورتاجات وتحقيقات لطلبة جامعة مستغانم يمكنكم مشاهدتها من هنا
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02, 2016 5:59 pm من طرف rihabsrawi

» مدخل لعلم الاقتصاد السياسي +كتاب للتحميل+
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 24, 2016 10:51 pm من طرف azizgs

» مساعدةانا بحاجة الى بحث
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2016 6:22 pm من طرف hibabiba

» طرق التحكم في الاعلام والتوجيه
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2016 6:13 pm من طرف hibabiba

» مجموعة من البحوث
 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 19, 2016 3:48 pm من طرف aliomar539

le site de la Faculté des Sciences Sociale

عدد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

اتصل بنا

خدمات مجانية


 

  الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
الادارة
الادارة
المدير


عدد المساهمات : 1780
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 35

 الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي    الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 04, 2010 2:55 am

الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي

* د. حليم بركات
أودُّ لو غرقتُ في دمي إلى القرارْ لأحمل العبء مع البشرْ وأبعثُ الحياة. إن موتي انتصارْ. (بدر شاكر السياب)
نهتم في هذا الموضوع بالحياة العربية الفنية الإبداعية المعاصرة، كما تتجلى من خلال الرواية العربية واتجاهاتها المختلفة من أجل تقديم أمثلة حسّية في تنظيري لنوعية العلاقة بين الثقافة الإبداعية والواقع الإجتماعي. غير أننا نجد ضرورة للبدء بمقدمة مقتضبة تعرّف بملامح تطوّر الفنون التعبيرية الأخرى في القرن العشرين، مع شيء من التركيز على مكوّناتها الجوهرية المتميزة ورؤيتها للحياة والعالم كما تتجلّى في بعض مجالاتها دون غيرها.
وكنا قد ذكرنا أن بين سمات الثقافة العربية نزعة الميل نحو التعبير العفوي عن الذات، مما يعكس حساسية عميقة الجذور وولعاً خاصاً بالشعر والرموز والصور المجازية في كل من الثقافة المكتوبة والشفهية في ثقافة النخبة، كما في الثقافة الشعبية التي نجد أنها نادراً ما تفصل بين ما هو وظائفي وما هو فني في حدّ ذاته. ونجد أن اللغة تحتل موقعاً محورياً في مختلف التعبيرات الفنية، فالكلمة عنصر احتفائي في الأدب كما في الموسيقى والرسم والهندسة المعمارية، وحتى في النحت أحياناً.
من هذا المنطلق، نركّز في هذه الموضوع على الاتجاهات الأدبية بدلاً من أن نستغرق في وصف تطوّر مختلف الفنون العربية في زمننا الحديث، بل نركّز بشكل خاص على الرواية العربية باعتبار أنها الأكثر التصاقاً بالواقع الإجتماعي بين الفنون الإبداعية التي نكتفي في هذا الفصل بالإشارة إلى بعض ملامحها العامة بعد تقديم توضيح أولي لفرضياتي الأساسية التي أستند إليها في تحليل الرواية العربية.
تقوم محاولتي في وضع نظرية علم إجتماعية متطوّرة للرواية العربية بحدّ ذاتها وكتمثل للفنون الأخرى على ثلاث فرضيات أساسية هي:
1- هناك علاقة تفاعلية بين الرواية مضموناً وشكلاً والواقع الإجتماعي التاريخي، فهي لا تعكس الواقع فحسب، بل تؤثر في تغييره على الأقل من حيث الإسهام في خلق وعي جديد وتسليط الضوء على أبعاده ومكوّناته الخفية. بهذا نقول بكل من نظريتي الانعكاس والإضاءة باعتبار الرواية مرآة ومنارة في آن معاً.
2- تتميز الرواية العربية من الرواية في المجتمعات والثقافات الأخرى نتيجة لخصوصيات الواقع الإجتماعي العربي من حيث سماته وتناقضاته والقضايا التي تشغل العرب بالمقارنة مع غيرهم من الشعوب.
3- إن الرواية كعمل فني أدبي لا تعترف بتجزئة المعرفة والفصل بين الفن والفلسفة والعلم. إنها منظور معرفي آخر وبحث في طبيعة المجتمع والإنسان كبقية الإختصاصات المعرفية، فلا تقل عن العلم والفلسفة دقة وعمقاً واكتناهاً لأسرار الحياة وأقانيمها.
انطلاقاً من هذه الفرضيات الثلاث، يمكن أن نضيف إن الرواية نفسها هي نشاط إنساني يحمل طابع المجتمع والجماعة والفرد الذي ينتجها، فتخضع مثل أي نشاط آخر للتحليل الفكري.
تتناول الرواية – كمنظور أو رديف آخر للعلم والفلسفة – الإنسان والمجتمع بعمق وشمولية أو ككل، فلا يمكننا فصل موضوعاتها واهتماماتها عن الواقع الأعمّ. بذلك تتناول الرواية الواقع الإنساني في حالة صيرورة وتناقض دائمين وتخوض في العوالم الخفية والظاهرة.
من حيث العلاقة بالواقع الإجتماعي، أعتبر الرواية العربية المعاصرة نتاجاً فنياً يتفاوت بين قطبَي الموقف النقدي الإستكشافي أو الثوري إذا شئنا والموقف التوفيقي. في الحالة الأولى تنتمي الرواية إلى الثقافة النقدية التي تعنى بتغيير الواقع عن طريق خلق وعي جديد. أما في الحالة الثانية فإن الرواية تنتمي إلى الثقافة السائدة وتقصد ترسيخ الوعي التقليدي. بكلام آخر، الموقف الأوّل هو فعل بالتاريخ وتحويل له. أما الموقف الثاني فهو انفعال بالواقع وتثبيت له بالمحافظة عليه كما هو. وتقع بين هذين الموقفين القطبيين مواقف متنوعة تكون في الوسط أو أقرب إلى أحدهما من الآخر. وأهم ما يميز الموقف الوسطي ادعاؤه بأنه يصور الواقع تصويراً حيادياً موضوعياً مستقلاً، وانه يمارس الفن لنفسه وبذاته (صداقته وعدائه، رضاه ونفوره، طموحاته ويأسه... إلخ) بالكلمة بالدرجة الأولى، وبالصورة والرموز والأمثال والفنون المختلفة والتأمل الفلسفي. من هنا هذه الحساسية العميقة الجذور والانبهار بالشعر والصور الشعرية والكلمة.
من خلال البحث في هذه السمات الخاصة يمكننا التعرّف إلى المعاني الذاتية والمفاهيم المشتركة عند العرب، تلك التي تنبثق عن واقع إجتماعي متميز وتصبح جزءاً لا يتجزأ من الوعي الشعبي العام. وبهذا نفهم الثقافة على أنها مجمل الإبداعات الإنسانية، ونعتبر في الوقت ذاتها أنها تتشكّل في الواقع الإجتماعي ومن خلال النشاطات الإنسانية، وأنها تكتسب أهمية بذاتها بقدر ما تؤثر في إدراكاتنا ونظراتنا إلى الأمور وتفسيراتنا للواقع الإجتماعي الذي انبثقت عنه أصلاً. إننا بذلك لا نحاول أن نوفّق بين مفهومين متناقضين للثقافة (المفهوم الذي ينظر إلى الثقافة على أنها مجرد انعكاس أو تصوير للبنى والنشاطات الإجتماعية، والمفهوم الذي ينظر إلى الثقافة كطاقة تفعل في المجتمع وتؤثر في تحولاته). وانطلاقاً من هذا المفهوم للثقافة، سنركز في هذه الدراسة على التنوع الهائل في الكتابات والتيارات الروائية العربية.
إن السمات الخاصة التي تحدثنا عنها والأزمات التاريخية المتفاقمة التي يعيشها العرب إنما تعمّق في الحياة الفكرية العربية توجهاً نقدياً استكشافياً يسعى إلى إحداث تحوّل جذري في الواقع المعاش، بل أذهب أبعد من ذلك لأقول إن التيار الغالب في الرواية العربية يميل إلى التوجه النقدي منه إلى الدفاع عن النظام والثقافة السائدين أو حتى إلى مجرد التعبير عن التأزمات الفردية الداخلية بحد ذاتها.
تتزامن هذه التساؤلات مع التطوّرات الإجتماعية، السياسية، وليس من الضروري أن تكون متأخرة عنها أو سباقة لها، مما يقودنا إلى القول إن الكاتب العربي يسهم في الثورة، كما تسهم الثورة بتحوله وتكوّن اهتماماته. إن معاناة الكاتب لا تنفصل عن معاناة المجتمع، ولا أتصور كيف يمكن للتجديد الفني أن يحصل بمعزل عن هذه المعاناة إذا ما اعتبرنا أن الشكل الفني ينبثق تلقائياً عن رؤية جديدة.
- تطوّر الثقافة الإبداعية:
لا تقتصر التعبيرات الإبداعية العربية على فن واحد، وإن كان للشعر أهمية خاصة في الثقافة العربية المتوارثة. لقد عبّر العربي عن نفسه بمختلف أنواع الفنون الأخرى، وتنوّعت في كل فن من هذه الفنون الاتجاهات، حسب موقع المبدع في البنية الإجتماعية، وحسب مدى الإنتماء الواعي أو غير الواعي للثقافة السائدة أو الثقافات الفرعية ضمنها، أو للثقافة النقدية، أو لثقافة النخبة وللثقافة الشعبية. كان الشعر حتى منتصف القرن العشرين هو ديوان الأدب العربي والمجال الأوّل في التعبيرات الإبداعية عند النخبة المثقفة، وما يزال في طليعتها بالرغم مما يقال عن تقدم الرواية واحتلالها الموقع الأمامي في الاهتمامات الأدبية. ولكن لأن للشعر تراثيته الفائقة، نجد أنه في بدايات النهضة كان الأكثر نزوعاً للتقليدية، وذلك ليس فقط بسبب محاكاته الماضي وأساليبه فحسب، بل بسبب ارتباطه بالثقافة السائدة والنظام العام وتأثيره الكبير في ترسيخ الانسجام والتآلف والمصالحة بدلاً من الاعتراف بالتناقض ورفضه لمقولات التجديد والتفرد.
بدأ الشعر المعاصر في بداية النهضة تقليدياً، فكان الشعر في أغلبيته ينسج على منوال الشعراء القدماء في الوزن والقافية والصورة واللغة والمعاني والموضوعات. وحين جرت محاولات لتصنيف الشعر، نجد أنه كان يصنّف كما في السابق بين شعر غزل ومديح وهجاء ورثاء وشكوى وفروسية وزهد وحكمة وخمرة. وقد جاء الكثير من هذا الشعر وصفاً لموضوعات أكثر منه تأملاً في تجارب الحياة، وتعلّمياً أكثر منه تعبيراً عن الذات، ومجموعة من الموضوعات والأدبيات أكثر منه قصيدة فنية متكاملة متنامية، وتلاعباً بالكلام أكثر منه معاناة، ونظماً أو صياغة أكثر منه إبداعاً، وتكراراً أكثر منه تفرداً.
بدأ الشعر الريادي الحديث يتبلور ويبرز ويجتذب الاهتمام في نهاية النصف الأوّل ومطلع النصف الثاني من القرن العشرين. ولمجرد إعطاء أمثلة حسية نقول باختصار شديد إن تباشيره ظهرت في أعمال نازك الملائكة (في مرحلتها الأولى) وبدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وبلند الحيدري في العراق، وصلاح عبدالصبور في مصر، ثم في بيروت بإنشاء مجلة شعر وبروز أدونيس ومحمد الماغوط. وكان خليل حاوي قد شقّ طريقة منفرداً خاصة بظهور مجموعته الشعرية نهر الرماد وقصيدته "البحّار والدرويش"، وكذلك برز شعراء من أمثال سعدي يوسف وأمل دنقل ومحمد عفيفي مطر ومحمود درويش وقاسم حداد ومحمد بنيس.
ولقد عرّف أدونيس الشعر الجديد بأنه رؤيا، "والرؤيا، بطبيعتها، قفزة خارج المفهومات السائدة"، وبأنه "نبوة وتجاوز وتخطّ وتمرّد على الأشكال والطرق الشعرية القديمة وتعبير عن قلق الإنسان وخلق متميز متفرد وكشف غامض يتخطى... العالم المغلق المنظم".
كنت قد نشرت مقالة بعنوان "أغاني مهيار الدمشقي وعالم الشعر الأغنى" في مجلة (شعر) أرصد فيها جوهر الحداثة كما بدا لي أنها تتجسد في شعر أدونيس. قلت إن عالم مهيار الدمشقي جديد وغريب ومعقد، وعلى الأغلب إننا قد لا نفهم كثيراً مما نقرأ، فنتساءل فيما إذا كان الشاعر ضائعاً، وشرحت ما أقصد كما يلي: "ترى يجلس الشاعر في غرفة معتمة فلا سبيل لديه للمقارنة ومعرفة ما إذا كان الضوء الصغير الذي يراه، بعيداً أو قريباً، متحركاً أو ثابتاً؟ أشير هنا إلى تجربة معروفة في علم النفس الإجتماعي هي عبارة عن وضع شخص ما في غرفة شديدة الظلام، وتثبيت ضوء صغير في مكان ما من هذه الغرفة. الضوء ثابت في مكان واحد، ولكن الشخص الذي هو موضوع التجربة يراه يتحرك في اتجاهات مختلفة... ثم إن الضوء قد يكون على بعد خمسة أمتار، لكنه يراه على بعد سنتيمترات قليلة. والأكثر أهمية في هذه التجربة... أن هذا الشخص الذي هو موضوع التجربة يشعر باضطراب بالنسبة إلى وضعه هو بالذات، وخاصة في حال عدم وجود متكأ للكرسي يسند ظهره إليه...".
سؤالنا في هذه الدراسة، إذن، هو فيما إذا كان الشاعر... مطمئناً إلى وضع الضوء في الحياة؟ هل يطمئن الشاعر إلى وضعه هو بالذات في غرفة الحياة؟ يبدو أن الظلمة، على الرغم مما أحرزه الإنسان من تقدم هائل في حقول مختلفة، ما تزال تغمر جوانب عدة من العالم، وخاصة بالنسبة إلى العلاقات والمفاهيم. الأشياء نسبية. المقاييس متغيرة مكاناً وزمناً، فلا متكأ. لذا ينطبع الجيل الحاضر، إلى حدّ ما، بالشك والحيرة والغربة واللاخلاص.
واستخلص من تلك الدراسة "لقد اخترق أدونيس قشرة الحياة وسكن اللب هو والشعر... إنه أزمة القلب الإنساني مع نفسه"، كما يقول وليم فولكنر. وأرى بدايات التحرّر من اليقينات الصارمة في نشوء التساؤل والشك عند جبران وإيليا أبو ماضي، خاصة في قصيدته "لست أدري"، كما أجد في بدر شاكر السياب (1926-1964) مثلاً حياً للحداثة كما يظهر في مختلف قصائده.
وولد المسرح في إطار النهضة العربية مظهراً من مظاهر الحداثة (ومن أشكاله القديمة مسرح خيال الظل)، ومن رواده مارون النقاش (1817-1855) وأبو خليل القباني (1833-1903)، واكتسب المسرح مع الوقت أهمية أدبية، فتحوّل من عنصر تسلية ووسيلة لنقل الأفكار إلى عمل فني. ووضع سعيد تقي الدين نصوصاً مسريحة للمسرح قبل أن تكون لمجرد القراءة، ومن مؤلفاته "لولا المحامي" و"حفنة ريح" و"نخب العدو" و"المنبوذ". وبرز بين كتاب المسريحة سعد الله ونوس (ومن مسرحياته "حفلة سمر من أجل 5 حزيران"، و"الفيل يا ملك الزمان"، و"مغامرة رأس المملوك جابر"، و"فصد الدم"، و"مأساة بائع الدبس"، و"منمنمات تاريخية"، و"طقوس الإشارات والتحولات) وغيرها.
وليست الفنون التشكيلية (ومنها الرسم والنحت والنقش والتصوير والعمارة) فناً جديداً في الثقافة العربية، فإنها تعود إلى زمن بعيد، وحتى أكثر الحضارات قدماً، وخاصة ما ازدهر منها في مصر والهلال الخصيب. وقد اشتهر في تاريخ رسم الخطوط عدد من الفنانين العرب قديماً وحديثاً. من هؤلاء يحيى الواسطي الذي أنجز في (سنة 634 هـ/ 1237م) رسوماً لمقامات الحريري (ولد سنة 444 هـ/ 1054م) تحتوي على 99 رسماً تعكس صور الإنسان والحيوان والنبات والعمار والأثاث والمناظر الطبيعية. وفي الزمن المعاصر اشتهر هاشم الخطاط (ولد في بغداد عام 1917 وتوفي عام 1973)، ونسيب مكارم الذي يقال إنه رسم النشيد الوطني اللبناني على حبة أرز.
وبين الأسماء الرئيسية في الفن التشيكلي العربي الحديث جواد سليم وفائق حسن وشاكر حسن واسماعيل الشيخلي وضياء العزاوي ورافع الناصري (من العراق)، ونصير شورى وفاتح المدرّس وغياث الأخرس ولؤي كيالي ومروان قصاب باشي ونذير نبعة ووحيد مغاربة (من سورية)، وجبران ويوسف الحويك وشفيق عبود وميشال بصبوص وحليم جرداق وأمين الباشا وعارف الريس وهلن الخال وجميل ملاعب (من لبنان)، وكمال بلاطة ومنى سعودي وفلاديمير تاماري (من فلسطين)، وعمر خليل (السودان)، ومحمد خدة (الجزائر) وغيرهم.
ولضياء العزاوي (1939) تجربة خاصة في فن الرسم العربي، فهو يمتلك قوة تعبير نادرة بألوانه وخطوطه وأجوائه الفسيحة والأسطورية، وبلده هو مصدر الوحي وألوانه الغنية المدهشة تعبير عن حنين المنفى. وعندما يستعمل الخط العربي، تصبح اللوحة حديقة. ومن مصادر الوحي عنده الإبداعات العربية في الشعر والأساطير والأعمال والروائية، ولكن ما يتجسد في لوحاته يتدفق من أعماق سحيقة في داخل روحه. يحب الخطوط البسيطة والألوان المتدفقة والأعين الكبيرة. وضع مجموعات من الرسوم مستوحاة من ملحمة غلغامش ومن ألف ليلة وليلة والمعلّقات والحلاج ومجنون ليلى وعشتار، وشعر أدونيس وبدر شاكر السياب ومحمد مهدي الجواهري وفدوى طوقان وأبي القاسم الشابي وقاسم حداد ومحمد بنيس، ومن أجواء نصوص روائية لعبد الرحمن منيف وروايتي طائر الحوم. وقد أصاب طاهر بن جلون حين قال في إحدى عروض العزاوي إن للوحاته جذوراً عميقة في المخيّلة والواقع العربيين، وقد تمكّن من خلال ذلك أن يكتسب شهرة عالمية.
وبين الرسامين العرب الذين اكتسبوا شهرة واسعة في أوروبا مروان قصاب باشي (ولد في دمشق عام 1934، وهو يعيش في ألمانيا منذ أن سافر إليها عام 1957، ومع هذا بقي بين أكثر الفنانين العرب ارتباطاً بجذوره وتراثه)، فله حضور عالمي كبير وتحتضن إبداعاته متاحف وقاعات كبرى في مختلف العالم، وقد تم بينه وبين عبد الرحمن منيف لقاء بين مبدعين جسّد العلاقة العميقة بين الأدب والرسم، إذ وضعا معاً كتاباً في رحلة الحياة والفن.
ونذكر أيضاً في فن الرسم والنحت حليم جرداق، وكمال بلاطة، ومنى سعودي، وفاتح المدرّس وغيرهم.
هذه هي، باختصار، بعض ملامح تنوع الثقافة الفنية العربية. وقبل أن نشير إلى الحكايات الشعبية وتطور فن السرد القصصي، ومن ثم إلى التعمق في تحليل الاتجاهات الأدبية كما تتجلّى من خلال الرواية، يجدر بنا أن نلفت النظر إلى أهمية الفنون الشعبية وتميزاتها من الفنون النخبوية.
ويعني الشعب عناية خاصة في كثير من البلدان العربية بين اليمن والمغرب بزخرفة وتلوين الأبواب والنوافذ لما لها من مدلولات جمالية ورمزية. في ضاحية سيدي بوسعيد خارج مدينة تونس وعلى مقربة من قرطاجة أبواب للجنة، وفيها تتخذ الأساطير أبعاداً حقيقية كما تتخذ الحقائق أبعاداً أسطورية. تسحرك المدينة بأزقتها الضيقة المتعرجة ومنازلها البيضاء وأبوابها برسومها الأرابسك ذات الأصول العربية البربرية التي تعود إلى زمن سحيق في القدم. كل باب يحفل بألوان السماء والبحر والنباتات، وبرسوم مستمدة من تلك البئية الخاصة الغنية بأشكالها وانحناءاتها.
استفدت شخصياً في رواياتي من الشعر الشعبي الذي لا نعرف له مؤلفاً. في روايتي طائر الحوم ذكرت أنني كنت أغني العتابا في طريقي إلى امتحاناتي وأنا طالب في الولايات المتحدة، ومنها:
جرى دمعي على خدي مِنْ الهَمّ **** ولا صايغْ جلى قلبي مِنْ الهَمّ
أنا الخمّنتْ الصفا غالبْ على الهَمّ **** أتاري الهَمّ غلابْ الصفا
وعند موت أبي في الثلاثينيات من عمره، قال فيه شاعر القرية نسيم النبع:
بَكيتْ ويومْ توديعكْ نُحتْ فيه **** وقلبي صخرْ إزميلك نَحَتْ فيه
وطيفكْ لو أتى زائرْ نِحْتفي فيه **** بعواطفْ مِثل قطرات الندى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.communication.ahladalil.com
 
الثقافة الإبداعية وعلاقتها بالواقع الإجتماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم :: قسم علوم الاعلام و التصال :: سنة ثانية اعلام و اتصال :: علم الاجتماع الاعلامي-
انتقل الى: