الصحافة الإلكترونية حسب المفكرة العربية “سوزان حرفي” هو مصطلح يثير عديدا من الإشكاليات بدءا بالتعريف وانتقالا إلي الممارسة فالبعض يفتح تعريف الصحافة الإلكترونية ليشمل كل موقع يحمل معلومات على الشبكة الدولية والبعض يضيقه فيجعله قاصرا على تلك الصحف التي تصدر وليس لها نموذج ورقي مطبوع وطبقا لهذا التعريف فإنه يمكن أن نقسم المواقع عبر الإنترنت إلى مواقع تجارية وتفاعلية وأخرى تعريفية ومواقع إعلامية تكميلية مثل مواقع الصحف الورقية والقنوات الفضائية، لكن الرأي الغالب هو أن الصحافة الإلكترونية تشمل الصحف سواء أكان لها مثيل مطبوع أو مرئي أو لم يكن وهنا يقسم النشر الإلكتروني إلى ثلاث فئات.. الأولى تعتمد في إطلاق نسخة كربونية صماء من الصحيفة المطبوعة وقد عرف العالم العربي هذا النوع من النشر في نهاية 1995 والفئة الثانية تعتمد بناء مواقع أقرب ما تكون إلى البوابات الإعلامية، أما الفئة الثالثة فهي تلك التي تعتمد سياسية الانطلاق من الصحيفة الإلكترونية مباشرة وعرفها العالم العربي مع مطلع عام 2000… ويرتبط بإشكالية التعريف أيضا تعريف الصحفي العامل في الصحافة الإلكترونية وهل هو من يمد الموقع بالأخبار أم هو من يتعامل في مجال الوسائط المتعددة؟ أما من حيث الممارسة فإن الصحافة الإلكترونية غيّرت من شكل القوالب الصحفية المعتادة وجمعت بين أكثر من وسيلة داخلها، فهي تستخدم النص والصورة والفيديو والتسجيلات السمعية ورغم حداثة الثقافة الإلكترونية إلا أنها وجدت لها مساحة كبيرة يمكن تفسيرها بترعرعها بعيدا عن قوانين الصحافة والنشر وبمعزل في أغلب الأحيان عن أوامر المنع والمصادرة فهي تنطلق في فضاء افتراضي يتخطى الحدود فكانت منفذا لكل باحث عن مساحة للتعبير ولكل طامح في فرصة لم يحصل عليها في وسائل إعلامية تتحكم فيها حسابات وسياسات خاصة… ومع سرعة تداول المعلومات وتوفرها طوال اليوم وإمكانية الوصول إليها مباشرة كانت الصحافة الإلكترونية منافسا خطرا للصحافة المطبوعة بل وحتى المرئية بحسب البعض… و إن صدقت دراسة أجرتها مايكروسوفت فإن العالم سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية في عام 2018 لكن الواقع لا يقول ذلك خاصة في العالم الثالث الذي يعاني من انتشار الفقر وهو ما يحول دون امتلاك أجهزة الكمبيوتر إلى جانب ضعف البينة الأساسية لشبكات الاتصالات إضافة إلى انتشار الأمية بشكل كبير.
و للصحافة الالكترونية مجموعة من المميزات يمكن تلخيصها فيما يلي :
* غيّرت من شكل القوالب الصحفية المعتادة وجمعت بين أكثر من وسيلة داخلها، فهي تستخدم النص والصورة والفيديو والتسجيلات السمعية.
* السرعة في تلقي الأخبار بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي.
* أتاحت الصحافة الإلكترونية إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة.
* التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهولة. * عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم .
و منذ ظهورها فرضت الصحافة الالكترونية نفسها على الساحة الإعلامية كمنافس قوي للصحافة الورقية و بالرغم من أن الوسيلتين لا غنى عنهما في الوقت الحالي باعتبارهما وسيلة من وسائل التثقيف إلا أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الصحافة الالكترونية في العالم العربي من بينها تواضع أعداد مستخدمي الانترنت العرب علاوة على أن هناك حالة من انعدام الثقة بين المعلن العربي والانترنت بصفة عامة مما يفقدها احد مصادر التمويل.