يعتبر المراسل من أهم المصادر التي تحصل من خلالها الصحف على الأنباء , وهو الوسيلة الأساسية للصحف في تحقيق التميز و السبق بالأنباء و تغطية الأنباء من منظور متميز , ذلك أن الأنباء التي تبثها وكالات الأنباء هي مصدر مشاع لكل الصحف ووسائل الإعلام التي تشترك في وكالات الأنباء , ومن ثم فإن هذه الصحف لا تستطيع أن تحقق سبقاً صحفياً من خلال اعتمادها على وكالات الأنباء .. لكنها تستطيع تحقيق ذلك عن طريق مراسلها الخاص ,هذا بالإضافة إلى أن الأنباء التي تبثها وكالات الأنباء العالمية يتم صناعاتها من الفلسفة الإعلامية الغربية , هذا من ناحية , اضافة إلى إنها تراعى احتياجات المستقبل الغربي ولذلك فإن المراسل الصحفي الخاص للصحيفة أو للوسيلة الإعلامية هو الذي يستطيع أن يقوم بتغطية الأنباء و أخبارها طبقاً لتصوره لاحتياجات جمهوره واهتماماتهم , كما أنه هو الذي يستطيع أن يقدم تغطية أكثر عمقاً للأحداث , وأن يقدم خلفية الأحداث , ويقوم بتفسيرها . هذا بالإضافة إلى أن المراسل يقوم بتغطية الأنباء طبقاً للسياسة التحريرية لصحيفته . لكن المشكلة تكمن في الارتفاع المستمر لتكاليف إرسال المراسلين, ولذلك فقد اضطرت معظم الصحف الكبرى في العالم إلى تخفيض عدد مراسليها , و هو ما أثر تأثيراً سلبياً على قدرة هذه الصحف على خدمة الجمهور بتقديم معرفة أكثر تعمقاً من تلك التي تبثها وكالات الأنباء , ولذلك فقد تزايد الاعتماد حتى من جانب الصحف الكبرى في العالم على وكالات الأنباء خلال السبعينات و الثمانينات , وأدى هذا إلى فقدان التميز في تغطية الصحف الأخبارية نتيجة لاعتمادها على مصدر واحد , وعدم قدرتها على تقديم التغطية الخلفية للأحداث . كما أدى ذلك إلى أن تصبح الصحف أدوات تعكس الرؤية نفسها التي تعكسها وكالات الأنباء الأربع الكبرى للأحداث , بما تحمله من تشويه للمعلومات , و تحيز في الكثير من الأحيان. ففي بريطانيا أدى تناقص الميزانيات المخصصة لتحرير الصحف من جانب ملاك الصحف الجدد إلى تناقص عدد المراسلين الخارجيين للصحف البريطانية من 111 مراسلاً عام 1965الى 73 مراسلاً في عام 1978 وذلك بنسبة 35% . وإذا كان ذلك قد حدث بالنسبة للصحافة البريطانية فإنه من المؤكد أنه قد حدث بشكل أكبر بالنسبة لكل الصحف في أنحاء العالم .