البريد بين الماضي و الحاضر....
رضا سالم الصامت
في التاسع من أكتوبر من كل عام تحتفل المجموعة الدولية بيوم البريد العالمي و الهدف من هذه الاحتفالية زيادة الوعي للأفراد ما لدور البريد في حياتنا اليومية العامة و الخاصة من فوائد فالبريد يقرب الحبيب و القريب و يعرف الناس ببعضهم البعض و أيضا يعرف بكل بقاع العالم. و يشجع الأفراد و المجموعات على إقامة الفعاليات الهادفة و يعطي فرصة لتقديم أفضل الخدمات البريدية على أوسع نطاق في ظل تواجد البريد الإلكتروني الذي دخل حياة الناس بتقنياته الجديدة بفضل التكنولوجيا الحديثة التي زادت في تدعيم منظومة البريد بخدمات رقمية، أكثر تطورا و سرعة.
لكن البريد العادي يبقى الأفضل لأنه يحمل رسالة مختومة بطابعها البريدي الجميل الذي يقدم الخدمة الأكيدة و الجيدة للمتلقي
فاليوم العالمي للبريد له نكهته الخاصة، إذ تنظم عديد البلدان تظاهرات ثقافية و معارض لهواة جمع الطوابع البريدية، كما تقوم بعض البلدان بإصدار طوابع جديدة لتخليد الذكريات الجميلة. هذا و تشمل بعض الأنشطة مثل عرض ملصقات اليوم العالمي للبريد في كل مكاتب البريد بالعالم و هي مناسبة للإطلاع على محتوياتها عن قرب كما هناك الكثير من العائلات يستغلون فرصة هذه الاحتفالية لزيارة متاحف البريد في العالم
و هي منتشرة في عديد العواصم، إلى جانب عقد ندوات و مؤتمرات و ورشات عمل و أنشطة ترفيهية و حفلات يتم خلالها تكريم عدد من رجال البريد احتفالا بهذه المناسبة.
موزع البريد، عندما يبدأ عمله يقدر حق التقدير ما يقوم به من جهد و تضحية فهو مكلف بأداء الأمانة و إيصال الرسالة لأصحابها سواء في طقس ممطر أو خطر حرب أو غير ذلك ، فهو مقدر و متفهم لوظيفته باعتبارها مسؤولية اجتماعية
و ساعي البريد يجب أن يكون عند ثقة و حسن ظن الناس الذين ينتظرونه بفارغ الصبر لمعرفة أخبار أقربائهم الذين غابوا عنهم لظرف ما... اتحاد البريد العالمي جاء لينظم هذه الخدمة الاجتماعية المهمة لضمان حسن سير العمل الإداري داخل مكاتب البريد و إيصال الرسائل لأصحابها و لو في أقاصى الأرض .
فموزع البريد يعتبر الجزء الظاهر للعيان مما يشكل اليوم أكبر شبكة توزيع في العالم ،وقد تأسس اتحاد البريد العالمي في 9 تشرين الأول أكتوبر عام 1874، وهو يوم يجري الاحتفال فيه في كل أرجاء العالم بوصفه يوم البريد العالمي. ففي ذلك التاريخ وقّع ممثلو 22 بلدا معاهدة برن فوحدوا بذلك خليطا متضاربا من الخدمات والأنظمة البريدية في ساحة بريدية واحدة يتم في إطارها تبادل الرسائل والطرود البريدية المختلفة. والاتحاد ملتزم بتوثيق وتنمية الاتصال بين الناس بسعيه إلى توفير خدمات بريدية تكون ميسرة وقليلة التكاليف وموثوقا بها لكل مواطن في العالم. وهو هيئة غير سياسية ولا يتدخل في الشؤون الداخلية لدوائر البريد الوطنية. ينصرف اتحاد البريد العالمي، في أدائه لمهامه الكثيرة، إلى تشجيع التدفق الحر للبريد الدولي وتحسين نوعية الخدمة البريدية المقدمة للعملاء وتوفير مساعدة تقنية للبلدان الأعضاء عند الحاجة.