نثار
بحوث وشهادات للبيع
عابد خزندار
قبل سنين أقدم أحد الكُتاب المعروفين، ولا داعي لذكر اسمه، فقد انتقل إلى رحمة الله، على التعاقد مع شاعر مصري وألَّف له ديوان شعر، ثم أقدم بعد لك على التعاقد مع محقق مصري فحقق له كتاباً من معاجم اللغة، وبعد ذلك انتشرت هذه الظاهرة في بلادنا، وأصبحت هناك مكتبات تبيع البحوث للطلبة، هذا عن البحوث، أما الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه فهذه لا تباع محلياً ولكنها تباع في الكثير من الدول، والأمر هنا ليس مقصوراً على دول من العالم الثالث مثل قازاكستان، بل هناك العديد من دول الغرب في أوروبا والولايات المتحدة التي تباع فيها الشهادات، وأنا أعرف الكثير ممن لم يسافروا إلى الخارج لمدد طويلة، وفجأة ظهر بجانب اسمهم حرف الدال، وبعضهم وصلت به الجرأة إلى أن يشتري شهادتي دكتوراه، ولهذا لم أستغرب حين قرأت خبراً في صحيفة الرياض العدد رقم ١٥٢٩٠ الصادر بتاريخ 3 رمضان ١٤٣١ه الموافق ١٣ أغسطس ٢٠١٠ عن قيام كلية العلوم الإدارية التابعة لجامعة أكسفورد (وهي أعرق جامعة في العالم) عن قيامها ببيع شهادات اجتياز اللغة الإنجليزية للطلاب الأجانب لمساعدتهم في الحصول على الإقامة الدائمة ثم الجنسية البريطانية، ولا أدري كيف نجد حلاً لهذه الظاهرة خاصة إذا كانت الشهادة في الطب، على أنني أقترح أن تصدر وزارة التعليم العالي كتاباً أو سجلاً بأسماء الحاصلين على شهادات حقيقية حتى يتبين من لجأ إلى الغش ومن حصل على شهادة حقيقية.