بل .. ضبابية الحرف!
بقلم: أمجد المنيف *
(1)
تختلف طقوس المداعبة الحرفية من كاتب لآخر، ومن مفكر لغيره، فمنهم من يستحضر أجوائه كمن يقوم بتحضير الجن لعمل سحر لتطليق عاشقين!، حيث الموسيقى الخاصة لمزاجه والمتماشية مع ذائقته، مروراً بقهوته أو مشروبه أيا كان والذي يعتقد بأنه كفيل بإلهامه على إبداع كل ما هو جديد، بينما يعشق آخرون الكتابة أثناء مخاض الفكرة مباشرة، فأينما داهمته تلك الفكرة الشقية شمر عن ذراعيه واستخرج قلمه من غمدهِ أو جهازه الحاسوبي من كهفهِ ليمارس تنظيراً لمسؤول لم يحافظ على أمانة ذلك الكرسي الذي يمتطيه، أو تلك المسؤولية الموكولة لشخصه (بلا ألقاب) !!، وقد يبحر في استحضار قضية باتت تسهره طويلاً فلم يعد من أصدقاء النوم، ليذهب محللاً ومفنداً ومطالباً ومقترحاً وصائغاً للجمل ومدققاً للحروف .. كل ذلك قبل أن ينشر مقاله الذي ينتظره بفارغ الصبر - حتى وأنت تظاهر بالعكس!- وقبل أن يتوجه باحترام حرفي إلى سلسلة المهملات أو سفرة لإحدى المناسبات (العزابية) أو (الاستراحاتية)!!
(2)
الممتع المرهق في كلا الوجهتين هو ضمان ولادة مقالة جديدة كفيلة بإضافة إثراء معرفي وأدبي إلى من سبقهم .. حتى وإن كتبت فوق سطح القمر !
(3)
تختلف الأهداف والتوجهات الكتابية، حتى وإن اتفقوا بالتظلل تحت مظلة "كاتب" فلكل مبتغاه/ وطلبه/ وتصوره .. فقد يكتب أحدهم مطالباً ببناء جمعية للأيتام في حيه السكني، انطلاقا من حرصه الدائم على الأيتام، ويكتب غيره نفس مطلبه وشعاره!، ولكن.. انطلاقا من حرصه لاقتناص تلك (المناقصة)!! كلاهما كتب للأيتام .. بيد أن أحدهم ألح بالمطالبة ليتامى (جيبه)!!!
(4)
كم أعشق الكتابة بين السماء والأرض ..