حول صيغة السؤال الشامل
" اكتب مقالا ً ساخرا ًحول التضامن العربي و موقف الشعوب "
لمن تحكي زابورك يا موسى...
موضة فريدة و استثنائية تلك التي اعتمدها التضامن العربي , الكل يقول تآخي و تحابب و تعاون , و الحقيقة أن للعربي على عدوه العربي , نظرة غضب و حقد و حسد . سياسيا , اقتصاديا , رياضيا و حتى اجتماعيا , الكل يرى نفسه الأفضل و الأحسن . تذكرني هذه الحالة بقصة المرأتين التوأمتين , الأولى تدعي الجمال و الثانية ترد على أختها بالرشاقة , غافلين , أن لهما نفس الجمال و نفس الرشاقة . هذا حال دولنا العربية , هم في نفس المستوى و تجد بعضهم يتكبر مدعيا انتماءه للدول المتقدمة حيث لم يتبقى له سوى انتماءه لمجلس الدول الكبرى .
أسسنا اتحادا للم الشمل , فكان له أن زاد من تفرقته . قلنا هذا السيد موسى جاء ليعيد الأمور لنصابها , فإذا به يخترع لنا سياسة جديدة اسمها , المفاوضات و جلسات الصلح . أي مفاوضات تلك التي تجعل دولا عربية تشترط شروطا لأجل قبول الإنتماء , و أي جلسات صلح بين دول , يفترض توفر التضامن الأخوي بينهما .
لن تصدقوا ان قلت لكم أني و ليوم كتابة هذه الأسطر لم أتمكن من استيعاب طبيعة شخصية الإنسان العربي, فثارة نجدها منفتحة تريد إحياء الأخوة و التضامن " طبعا هذا لتحقيق مصالح ظهرت فجأة " و ثارة أخرى نجد الصراعات تخيم على علاقة الشعوب العربية فيما بينها لأسباب تافهة غير ذي أهمية ...
و بما أن الموضوع شائك , و يحتاج لأدلة و أمثلة حية , دعونا نعود للوراء قليلا , و بالضبط لقمة أم درمان بين المنتخب المصري و الجزائري , تبادر لذهني أننا في حلبة مصارعة حرة ليس ملعب كرة قدم , اللاعبون تدربوا طيلة الأسبوع على خطط الملاكمة و الدفاع عن النفس عوض خطط كرة القدم المفروض العمل عليها . جماهير تحمل السيوف و أخرى بيدها حجارة . ربما الأجدر بالجهات المسؤولة عن إرسال بعثات المشجعين من البلدين بعتهم لفلسطين المحتلة من أجل المساندة عوض بعتهم لملتقى هو بمثابة فرصة حقيقية لتكريس و إتباث التضامن بين الشعوب العربية , و تكذيب مقولة " اتفق العرب على أن لا يتفقوا " ..
ربما الوضع يستلزم إعادة نظر , فالعلاقة القائمة بين الشعوب العربية , علاقة شجب و نذب . دولنا العربية باتحادها الحالي , تصبوا لتسكيت الأصوات المنددة بما آلت له العلاقة بين الشعوب . و السيد موسى يعيش حالة استنفار قصوى بغرض إرضاء كل الأطراف و إعادة المياه لمجاريها بين من يعتبرون أنفسهم غاضبين أو مخاصمين للمجمع العربي ... قد تنجح يا سيد موسى في مساعيك , لكن النسبة تبقى أقل بكثير من كلمة ضعيفة , فلمن تحكي زابورك يا موسى..