التصوير الصحفي الفوتوغرافي
مدخل:
إذا كان
التصوير الصحفي يشمل كل الأشكال المصورة نصف الظلية والظلية، لكن تطوره وشيوعه
تحقق باكتشاف الصورة الفوتوغرافية، وما لحقها من تطورات أفضت لصحافة تحتل فيها
الصورة موقعا يضاهي المادة التحريرية وربما يتفوق عليها في بعض الأحيان، فالتصوير
هو ذاكرة الأحداث.
مميزات الصورة الصحفية:
*توافر عنصر الأهمية
*أن تعبر الصورة عن مضمون حالي
*أن تكون الصورة صادقة فيما تعرضه وغير منحازة
*أن تكون ملائمة لسياسة التحرير والإخراج المعتمدة في
الصحيفة
*أن تكون مناسبة للمحتوى التحريري الذي ترافقه، وتقدم
الأدلة الداعمة لأهم الأفكار التي يعبر عنها النص
*تضيف للنص بعض المعاني التي لا تستطيع الكلمات تقديمها،
أو تحول الرقابة دون ذلك.
*يجب أن تكون الصورة ملفتة للنظر في حدود أخلاقيات
المهنة.
أن تكون عنصرا من عناصر الإمتاع البصري حيث يجب أن تتوفر
فيها اللمسة الفنية.
أهم الأسئلة التي يطرحها المصور
الصحفي على نفسه قبل الشروع في التقاط الصور:
·
هل
ستنشر الصورة ملونة أم غير ملونة؟ فلكل منها خصائص في التصوير.
·
هل
ستنشر الصورة منفردة أم مع مجموعة صور؟ فلكل منها خصائصه في الإخراج التوظيب.
·
هل
ستنشر في صحيفة أم مجلة؟
·
هل
ستحتاج هذه الصور لإعداد من نوع خاص؟
وظائف الصورة الصحفية:
لابد أن يكون هناك سبب
وجيه لنشر الصورة، فمن الأفضل نشر الموضوع بدون صورة على أن ننشره مع صورة أو
مجموعة صور لا معنى ولا قيمة لها، وللصورة الفوتوغرافية في الصحافة مجموعة وظائف
لابد أن تحقق كل صورة واحدة منها أو أكثر وإلا تقد أهليتها للنشر، وأهم هذه
الوظائف هي:
1/وظيفة
إخبارية: للصورة أهمية إخبارية بما تنقله من وقائع مصورة حتى أن بعض الصور تتفوق
على الأخبار في حالات كثيرة، وغالبا ما تنشر الصورة لتؤدي الوظيفة الإخبارية في
أحد شكلين
-صورة حدث وقع بالفعل.
-صورة حدث متوقع حدوثه.
والصورة الإخبارية
تتضمن قيمة مستمدة من موضوعها في حالات منها إذا كان الموضوع المصور مشهورا، أو كانت
قيمة الحدث كبيرة جدا، أو كانت النتيجة غير متوقعة إطلاقا، ويختلف التقاط الصورة
الإخبارية عن غيرها، فالحدث هو الذي يفرض على المصور الصحفي طريقة العمل الملائمة،
كما ينبغي أن تتضمن الصورة الخبرية لقطة كاملة، أو لقطة إستراتيجية للمشهد.
2/ وظيفة
اتصالية: للصورة وظيفة اتصالية بصرية هي واحدة من الوظائف التي تقوم بها الأشكال
في توصيل المعلومات، أو ما يسمى حاليا بالاتصال الغرافيكي فمثلا تمنح اللقطة
القريبة الإحساس بالألفة، وكذلك الإضاءة فالصورة المشرقة توحي بالفرح، بينما
المعتمة توحي بالتشاؤم، المزج المتوازن بين الإشراق والإعتام يسمح بالتكهن بعدم
الاستقرار.
3/وظيفة
تيبوغرافية:تمثل الصورة أهم العناصر التيبوغرافية الأساسية التي تشترك مع حروف
المتن، والعناوين والفواصل في بناء الجسم المادي للصفحة، أيا كان شكلها وطريقة
إخراجها ، فالصورة عادة ما تكون نواة الصفحة، وتساهم الصورة في تثبيت أركان الصفحة
كونها تشكل ثقلا تيبوغرافيا مسيطرا على الصفحة، وتوجه حركة عين القارئ على الصفحة
وهي وسيلة فصل بين المواد، وتحول دون تصادم العناوين المنشورة بالتحاذي.
4/وظيفة
تعليمية: كثير من الأشياء نعرفها بصورها بطريقة أفضل من التعرف عليها بالكلمات،
والقاعدة الصحفية تقول يجب أن ننشر أسماء الصحفيين مع صورهم، ومقارنة الصور بين
الأشياء تؤدي إلى معرفة حجمها الحقيقي، فالمصور الحاذق يلتقط صورة تجعل معرفة حجم
الهرم الأكبر سهلة التخيل إذا تم التقاط صورة تجمع الإنسان مع هذا الهرم ، كما
تعلم الصورة الفوتوغرافية الصحفية دقة الملاحظة، وتقوم الصورة بشرح وتوضيح المعاني
الواردة في النص المنشور، وتسهم في تثبيت المعلومات في الذاكرة.
5/وظيفة
سيكولوجية: غالبا ما يدرك الإنسان الأشياء ويستدعيها من ذاكرته المصورة، فكثير من
الكلمات تدرك بصورة مخزنة في ذاكرتنا فخلال مراحل اكتسابنا للصور لا تخزن مجردة بل
مع مزيج من خبراتنا وتجاربنا.
6/وظيفة
إقناعية: كثير من القراء لا يقتنع بالكلمات لكنه يميل إلى تصديق ما يحدث عندما
يرى، والإعلام المكتوب على وجه الخصوص من أهم أهدافه الإقناع، وهذا ما تقوم به
الصورة على أكمل وجه.
الصور الصالحة للنشر:
لابد أن تتوفر في الصورة الصحفية مجموعة من الشروط التي
تؤهلها للنشر أهمها
*شروط فنية:
-أن تكون مشرقة أي يمتاز سطح الصورة باللمعان، الذي يعكس
أقبر قدر من الضوء.
-التباين بين الظلال والألوان، أي التدرج بينها تدرجا
دقيقا.
*شروط صحفية:
-أن يتوافر في الصورة عنصر الآنية أو الحالية، إن كانت
ترافق حدثا آنيا.
-يجب أن تكون لكل صورة موضوع تنشر إلى جواره، بمعنى أن
يكون لكل صورة هدف محدد من نشرها.
-أن ترتبط الصورة بموضوعها من حيث المضمون والشكل،
والموقع.
أن تلاءم الصورة المنشورة نوعية القراء، من حيث السن،
ودرجة التعليم والاهتمامات.
-التلقائية،وعدم إشعار القارئ بأن الصورة معدة سلفا.
-التوافق مع سياسة الصحيفة
-مراعاة الذوق العام
-أن تحتوي الصورة اللمسة الإنسانية لاسيما إن كانت تصور
بشرا.
-مراعاة الجوانب القانونية ومحاذير النشر.
مصادر الصورة الفوتوغرافية الصحفية:
هي تلك المصادر المهتمة
غالبا بالتصوير الصحفي، وهم مصورو الصحيفة، وأيضا مراسلوها والمندوبون، مصورون
تجاريون، وكالات الأنباء المحلية والدولية، أقسام التصوير في المؤسسات الإعلامية
الأخرى، مراكز البحوث، شركات الإنتاج الفني، بيوت الأزياء، المعارض العامة، العلماء،
دور النشر، الأفراد، إضافة إلى الصور المنقولة عن التلفزيون.
أنواع المصورين
هناك عدة تصنيفات يقسم على أساسها المصورون الصحفيون،
اخترنا منها التصنيف الآتي:
*الفئة الأولى، مصورو
الصحيفة: هم المصورون الذين يعملون لصالح صحيفة معينة، وهم من طاقمها الصحفي،
يؤدون عملهم بالتقاط الصور التي تعد ملكا للصحيفة، التي يعملون بها، سوء نشرت أملم
تنشر، وتتمتع هذه الفئة بنفس المميزات التي يتمتع بها الصحفيون العاملون في
المؤسسة الصحفية.
*الفئة الثانية،
المصورون الأحرار: وهم الصحفيون الذين يعملون لحسابهم الخاص، يقررون مواعيد عملهم،
وكيفية أدائه، ولصالح من يعملون.
*الفئة الثالثة،
المصورون المراسلون: هم فئة تجمع في عملها بين الفئتين السابقتين، والمصور من هذه
الفئة يكون أقرب إلى المصور الحر، لكنه يرتبط بجهة يزودها بالصور التي يلتقطها،
وينتشر هذا النوع من المصورين في الأماكن التي لا يتوافر لمراسلي وسائل الإعلام
مراسلون بها أو يصعب الوصول إليها نتيجة لظروف معينة.
التصوير الرقمي:
انتشر التصوير الرقمي
بتوسع استخدام الكاميرا الرقمية التي تتيح التقاط الصور بسرعة عالية، وتخزينها على
وسائط إلكترونية متنوعة، من خلال تحويل الأشعة الضوئية المنعكسة من الهدف إلى نقاط
ضوئية إلكترونيةPIXELS وهو مصطلح مختصر لكلمتي: PICTEURS CELL باستخدام
أنواع من الشرائح الحساسة، للضوء يتم تحويلها داخل الكاميرا الرقمية، لإشارات
رقمية، حيث تحتوي آلة التصوير الرقمية معالجا يقوم بإجراء الملايين من العمليات
الحساسة التي تتطلب دقة، وسرعة المعالجة
العوامل التي
تحدد نوعية وجودة آلة التصوير الرقمية المستخدمة في الصحافة:
-دقة تباين عالية.
-العمق اللوني المرتفع.
-ذاكرة كبيرة سواء كانت داخلية أو
قابلة للنزع، فكلما زاد حجم التخزين كلما التقطت صور أكثر.
-سرعة تحميل الصور، وتخزينها.
-إمكانية الإرسال عن بعد.
مزايا التصوير الرقمي عن التصوير
الشمسي:
-السرعة والمرونة فبمجرد التقاط
الصورة تتوفر إمكانية استغلالها وتوزيعها.
-إلغاء عمليات التحميض، والإظهار،
والمسح الضوئي.
-إمكانية تحسين الصورة باستخدام
الكاميرا نفسها.
-جودة ودقة الصور الملتقطة.
-التصوير الرقمي صديق للبيئة.
معالجة الصور
رقميا:
يقصد
بمعالجة الصور رقميا إدخال تعديلات عليها بهدف تحسينها، من خلال إبراز بعض
التفاصيل وإخفاء العيوب، ورفع درجة الوضوح، كذلك تغيير القيم اللونية، لتناسب
طبيعة الموضوع المرافق للصورة، أو لتناسب طبيعة الورق المستخدم، وأيضا تحقيق بعض
أسس التصميم التي ينبغي وجودها في الصورة.