misou عضو مجتهد
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 13/07/2009 العمر : 36 الموقع : ...
| موضوع: قطار إرادة الجماهير العربية انطلق من تونس: بداية نهاية عصر العصا والكرباج الخميس يناير 27, 2011 10:54 pm | |
|
في الصميم
قطار إرادة الجماهير العربية انطلق من تونس: بداية نهاية عصر العصا والكرباج
أضيف في 25 يناير 2011
إن ثورة تونس المظفرة، في رأينا المتواضع، قد وضعت حدا لثلاث ظواهر عربية متلازمة: ظاهرة التجديد للرؤساء مدى الحياة (الاستثناء في جماهيرية االعقيد التى أفرغها من مفهوم الدولة) وظاهرة التوريث، وظاهرة التصدي للجماهير بالحديد والنار. قد أكون متفائلا أكثر من اللازم وخاصة فيما يتعلق بالظاهرة الثالثة ـ إلا أنني أفضل التفاؤل فعلا، فقد بشرت في مقال نهاية العام (القدس العربي 23/12/2010) بأن الحراك الجماهيري في تونس ومصر والجزائر واليمن والمغرب يبشر بطلوع زهرة من بين الركام، وبالفعل ها هي أول الزهرات تطلع غضة يانعة من مدينة سيدي بو زيد التونسية. أهمية ثورة تونس العظيمة ليس فقط في انتصارها على آلة الحديد والنار بل لأنها استطاعت أن تخطف زمام المبادرة من أيدي أنظمة القمع وأجهزة الأمن وآليات الإذلال والتهميش وأن تضعها في أيدي الجماهير العادية وقوى المجتمع المدني والنقابات والاتحادات بطريقة أفقية غير مسبوقة دون أن يلعب حزب طليعي أو مجموعة أحزاب دور الوصي على الجماهير والناطق باسمها. إن انتقال ظاهرة محمد البوعزيزي إلى الجزائر (7) والمغرب (3) ومصر (2) وموريتانيا (1) والسعودية (1) (والحبل على الجرار) يعكس بشكل جلي تشابه هموم المواطن العربي وعمق الأثر الذي تتركه ظاهرة الاحتجاج الصاخب على تغول الفساد لدى هذه الأنظمة والاستخفاف بالجماهير وإهمالها وتهميشها وإلغائها من حسابات النظام. فاحتجاجات الجماهير الصاخبة ما زالت مستمرة. قد تتعثر قليلا لكنها انطلقت ولا يستطيع أحد لجمها. ولنراجع كيف كان رد الأنظمة على تحركات الجماهير قبل ثورة تونس وخلالها وكيف كان ردها على نفس التحركات بعد انتصار الثورة. المشهد قبل ثورة تونس في مصر انطلقت المظاهرات الاحتجاجية على مسرحية الانتخابات البرلمانية في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي فكانت قوات الأمن جاهزة لهم فانهالت عليهم ضربا وتحطيما وتكسيرا واعتقالا فتعذيبا حتى الموت. ففي محافظة الشرقية في دلتا مصرأسفرت المواجهات في اليوم التالي للانتخابات عن مقتل ثلاثة واصابة سبعة احتجاجا على النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية ، كما قتل الشاب عمر سيد سيد (24 سنة) طعناً بسكين اثناء قيامه بلصق لافتات دعائية لوالده المرشح المستقل في دائرة المطرية شمال القاهرة. في الأردن انهالت كرابيج وعصي رجال الأمن على مشجعي وأنصار فريق الوحدات لا لشيء إلا لأنهم حاولوا أن يمارسوا الفرح البسيط بانتصار فريقهم الرياضي المفضل مساء الجمعة السادس من شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي فكانت النتيجة 250 جريحا من بينهم أطفال ونساء وشيوخ. ونحن هنا لسنا بصدد التحقيق في الأسباب بل في تعامل رجال الدرك مع مواطنين عاديين يخرجون بعد مباراة رياضية يعبرون عن سعادتهم لفوز فريقهم فكانت العصي والغاز المسيل للدموع والهراوات بانتظارهم. وفي الكويت انهالت عصي رجال الأمن يوم التاسع من شهر كانون الأول (ديسمبر) على ستة برلمانيين وكأنهم لصوص متمردون نقل خمسة منهم إلى المستشفى. وقال نائب في كتلة التنمية والإصلاح في مجلس الأمة الكويتي إن هذا الحدث يشكل "إهانات غير مسبوقة في التاريخ السياسي بالكويت" مضيفا أن هناك "إرادة متعمدة لضرب المعارضة جسديا". ولو حدث شيء من هذا القبيل في بلد أوروبي أو في الولايات المتحدة لانهارت على إثره حكومات وشكلت لجان تحقيق وانتهى أمر مرتكبيه إلى السجن أو الطرد أو الإثنين معا. وفي المغرب قامت قوات الأمن بتطويق مخيم نصبه الصحراويون خارج مدينة العيون بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي احتجاجا على الأحوال المعيشية وانتشار البطالة. وقد هاجمت قوات الأمن المحتجين بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لكن المواجهات تطورت إلى اشتباكات مسلحة وأدت إلى وقوع ضحايا من الطرفين قدرت بإحدى عشرة ضحية. ويؤكد الصحراويون أن قوات الأمن المغربية ظلت تحاصر المخيم منذ إنشائه فبدأت مخزونات الناس من الطعام والماء تتراجع فتحول الاحتجاج الصامت إلى صراخ والصراخ إلى حركة شبه منظمة تطالب بإنهاء التهميش والتمييز ضد أبناء الصحراء الأصليين. فكان رد فعل القوات المغربية عنيفا مستخدمين الطائرات العمودية والذخيرة الحية وإشعال النار في الخِـيَم. وفي الجزائر ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات المتواصلة منذ 5 (كانون الثاني) يناير إلى خمسة والجرحى إلى 800، وقد أعلن وزير الداخلية أنه تمت السيطرة على الاحتجاجات، مشيرا إلى أنه عثر على جثة شخص داخل فندق تعرض للحرق بالكامل من قبل متظاهرين بمدينة تجلابين. وأضاف أن 763 رجل أمن قد أصيبوا خلال تلك الاحتجاجات إضافة إلى اعتقال أكثر من ألف شخص. في اليمن كانت قوات الأمن والجيش تتصدى لنشطاء ومظاهرات الحراك الجنوبي السلمي بالحديد والنار والقصف واستخدام الطائرات المقاتلة والاعتقالات والتعذيب وإعطاء تفويض للقوات الأمريكية بملاحقة ما يسمونه عناصر القاعدة. وتحت هذه التهمة يتم التصدي لكل الاحتجاجات السلمية المستندة إلى مظالم متعددة من بينها مصادرة الحريات والبطالة والفقر المدقع والفساد المستشري وتحول الدكتاتور اليمني إلى شاه آخر يعد البلاد لتوريثها لابنه. أما في تونس فقد بدأ المشهد بنفس الأسلوب في التصدي للمظاهرات بالعصا والرصاصة. بدأت الثورة عندما قام الشاب محمد بو العزيزي بحرق نفسه فانطلقت المظاهرات في بلدته سيدي بوزيد فكان الرد عليها كالعادة بالهراوات ثم الطلقات. لكن الجماهير واصلت انتفاضتها، وكلما سقط شهيد برصاص رجالات الأمن كلما تصاعد زخم الثورة إلى أن وصل المد نقطة الحسم يوم الرابع عشر من شهر كانون الثاني (يناير) الحالي، بعد أن وصل عدد الضحايا إلى نحو 68 أو 90 أو 100 حين استطاعت الثورة العارمة أن تحسم الصراع لصالح الجماهير الغاضبة وأن يفر الرئيس وزبانيته من الأبواب الخلفية كالثعالب. المشهد بعد ثورة تونس- قوارير الماء والعصير بدل العصيّ والكرابيج تغيرت الدنيا بعد ثورة تونس. الخطاب الرسمي لبس قفازا من حرير، وهراوي النظام اختفت واستبدلت بزجاجات الماء والكوكا كولا، وبدأت الأنظمة العربية تقدم رزمة من ألإغراءات وراء رزمة. تم إلغاء زيادة الأسعار فورا في كل من الجزائر والأردن وسوريا وغيرها وقدمت العطايا والوعود والزيادات في الرواتب. العائلة الأميرية في الكويت قدمت هدية من ألف دينار كويتي (تعادل دخل المصري في سنة كاملة) والحكومة الأردنية قدمت 280 مليون دولار دعما للسلع الأساسية ورفعت رواتب القطاع العام بنسبة 30 دولارا. في اليمن نزل الاف المحتجين الى شوارع مدن الجنوب يوم الخميس للتعبير عن الرفض للاصلاح السياسي الذي اقترحته الحكومة بما في ذلك وضع حد لفترات تولي الرئاسة، وتغيـّر شعار الجماهير من رفض التعديلات الدستورية إلى التغيير. (لاحظوا أن البرلمان اليمني يناقش مسألة إلغاء تحديد فترات الرئاسة بدورتين ليتيح المجال لبقاء علي عبد الله صالح في السطة إلى الأبد). وكانت الحكومة قد أعلنت عن خطط الاصلاح في مواجهة الحراك الجماهير المتصاعد احتجاجا على تغول الفساد وتجذر الممارسات القمعية والمساومة على سيادة البلاد. وقالت أحزاب معارضة إنها ستجتمع لبحث العرض فيما احتج آلاف الاشخاص في بلدة تعز الجنوبية رافعين شعارات "اتعظوا من ثورة الياسمين" في إشارة واضحة الى الثورة الشعبية غير المسبوقة في تونس. بينما تظاهر مئات الطلاب يوم السبت الماضي في جامعة صنعاء ودعا البعض الى رحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وكتب على يافطات رفعها المتظاهرون "لا للحكم الوراثي، لا لتمديد ولاية الرئيس". في الأردن شارك عشرات الألوف في مظاهرات سلمية يوم الجمعة 21 من شهر كانون الثاني (يناير) الحالي عمت معظم المدن الأردنية بما في ذلك الزرقاء (التي نادرا ما تشارك في المظاهرات لأن أغلبية سكانها من أصل فلسطيني، وتظاهرهم يؤخذ على غير محمله) دون أدنى تدخل من قوات الأمن. وقد لاحظ المراقبون أن حجم المشاركة الشعبية واسعة جدا من كافة الفئات بما فيها التيارات اليسارية والإسلامية. وقد التزم رجال الأمن الأدب وابتعدوا عن التحرش بالمتظاهرين. والأكثر غرابة من هذا أن الشرطة قامت بتوزيع قوارير المياه والعصير على المتظاهرين في عمان لأول مرة بدل توزيع الهراوي وخراطيم المياه. وقد طالب المتظاهرون بسقوط حكومة سمير الرفاعي. وقد علق مراسل الجزيرة قائلا إن المعارضة قبل أحداث تونس كانت تطالب بلقاء رئيس الحكومة ولكنه كان يرفض اللقاء، أما اليوم ، فالحكومة تطلب لقاء المعارضة والمعارضة هي التي تتمنع عن اللقاء. وفي مصر تشهد المدن المصرية هذه الأيام استعدادات كبرى في 23 مدينة لإطلاق مسيرات غاضبة تحت شعار "عيش – حرية - كرامة". وقد شهدت مدينة السويس المصرية مظاهرة كبيرة ضد الرئيس حسني مبارك، وقالت مصادر إعلامية إن نحو الفي شخص شاركوا فيها، وان الهتافات طالبت مبارك بالرحيل أسوة بزين العابدين بن علي. أما الجزائر فما زالت المسيرات السلمية تعم المدن الجزائرية وما زالت المواجهات مستمرة حتى الآن. وكانت احتجاجات جديدة اندلعت الاحد في مدينتي بجاية وتيزي وزو بمنطقة القبائل رغم قرار الحكومة الجزائرية تعليق الضرائب والرسوم المفروضة على بعض السلع الغذائية الأساسية. ووافقت الحكومة عقب اجتماع وزاري طاريء الاحد خصص لبحث الاحتجاجات على إجراءات تعلق بموجبها لثمانية أشهر الرسوم على أسعار السكر وزيت الطعام بنسبة 41% من الثمن الإجمالي. ولا نعتقد أن المسيرات والمواجهات ستختفي اليوم أو غدا للأسباب العميقة التي تستند إليها. فالنظام الجزائري، كما لا يخفى على أحد، يمثل المؤسسة العسكرية بامتياز وما عبد العزيز بوتفليقة إلا واجهة رخوة لتلك المؤسسة يمكن الإطاحة به في أي وقت كما حدث في السابق مع الشاذلي بن جديد والأمين زروال أما بوضياف فكان أقل حظا في خلافه العميق مع المؤسسة العسكرية فأردوه قتيلا عبرة لغيره. . المزيد من المسيرات لغاية قيام الدولة المدنية التمثيلية الأنظمة العربية القمعية ليس لها مزاج الآن للقمع خشية انفلات الأمور واتساع رقعة الاحتجاجات كما هو الحال في الجزائر واليمن. وستعمل على امتصاص نقمة الشارع بشيء من الرشاوى وبعض التنازلات الشكلية وإلغاء زيادة الأسعار والتعامل بقفازات من حرير مع الشارع الغاضب. إلا أن المبادرة يجب ألا تفلت من أيدي الجماهير وقواها الحية، بل عليها أن تصعد من حركاتها الاحتجاحية عموديا لتشمل كافة أجهزة الفساد والمفسدين بمن فيهم الواقفون على رأس هرم السلطة، وأفقيا بتوسيع المطالب لجذب كافة فئات الشعب المتضررة من أنظمة القمع والفساد. مسيرات الغضب يجب أن تستمر وبطريقة سلمية وحضارية إلى أن تتحقق مطالب الجماهير العربية العريضة في إقامة الدولة المدنية، دولة القانون وتداول السلطة والتعددية ودولة المؤسسات ودولة القانون ودولة الحريات. إنطلق قطار التغيير من تونس لإنهاء مافيات الفساد ولا بد إلا أن يتوقف في أكثر من محطة ليتابع المسيرة نحو إقامة عهد جديد من الحرية والتقدم واحترام المواطن والحفاظ على كرامته في ظل القانون وحماية مصالحه وثرواته في مشارق الوطن العربي الكبير ومغاربه. الجزائر تايمز / عبد الحميد صيام | |
|
شمس الهدى الادارة
الأوسمة : عدد المساهمات : 86 تاريخ التسجيل : 01/01/2011 العمر : 34
| موضوع: رد: قطار إرادة الجماهير العربية انطلق من تونس: بداية نهاية عصر العصا والكرباج الجمعة يناير 28, 2011 6:44 am | |
| | |
|