الاعلام والافتراءات
د.'كمال الهلباوي
2010-12-10
الاعلام سلاح ذو حدين وهو إما سلاح بناء أو هدم، ولا ينكر اهمية الاعلام اليوم إلا من كان متخلفا عن العصر. إن بعض وسائل الاعلام هي شيطان بتضليلها ونفاق اصحابها أو من يعمل فيها. لذلك كله كان الاعلام في عصرنا من اهم صناعات ووسائل الصهيونية في الفساد، ولعل مردوخ وحده واستثماراته، وهو الذي يمتلك ويوجه كثيراً من وسائل الاعلام في العالم، قد اصبح اهم من العمارات الشاهقة وناطحات السحاب ومن الاموال المكدسة لدى البنوك، ولن تعود للاسف في معظمها الى اصحابها وخصوصا بعد الازمة الاقتصادية والمالية العالمية المعاصرة.
وهذا الاستثمار الاعلامي هو استثمار اهم بكل تأكيد من المكاسب الكاذبة ومن كثير من القصور، خصوصا في العالم العربي، بل ومن بعض الحكام الذين لا هوية لهم ولا يجمعون حولهم إلا المنافقين واصحاب الاهواء والشهوات.
إن تأثير اعلام مردوخ كبير وخدمته للصهيونية لا تغيب عن ادراك العقلاء والراغبين في نهضة الامة.
اقول هذه المقدمة المقتضبة بسبب ما قرأته من مقاطع في الصفحة الاولى من جريدتنا المفضلة 'القدس العربي' اللندنية يوم الخميس 18112010 نقلا عن مجلة 'روز اليوسف' المصرية بتاريخ 16112010 من مقال الكاتب عبد الله كمال وقد جاء في مقال عبد الله كمال بعنوان: (إساءات قناة الحوار) المنشور بالعدد 1646 من صحيفة 'روز اليوسف' بتاريخ الثلاثاء الموافق 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 'أخطاء ومغالطات واكاذيب عديدة' بعضها يتعلق بقناة الحوار التي تبث ارسالها من قلب العاصمة البريطانية لندن - تلك المدينة العالمية التي آمنت بالحريات والديمقراطية فتفوقت على نظائرها في الشرق الاسلامي والغرب المسيحي بالاحساس بحقوق الانسان كلا او جزءً في بعض الاحيان 'ولولا فساد السياسة الخارجية وتسابق التاريخ الاستعماري لقلنا إن بريطانيا من افضل الدول في رعاية حقوق الانسان، حيث استقبلت لندن كثيرا من وسائل الاعلام المقروءة والمنظورة والمسموعة، و'تمتعت هذه الوسائل بحريات واسعة حتى لو خالفت وجهات نظرها وتحليلاتها اراء الحكومات المتعاقبة، خصوصا منذ التسعينات من القرن العشرين، حيث عاش في لندن الكثير من المتشددين الذين افسدوا في بعض الامور إفسادا بلغ حد القتل للنفس التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق، وفي نفس الوقت وجدوا ـ وهم من اهل العنف - محاكمات عادلة ليس بينها محاكمة واحدة عسكرية، كما يحدث في مصر بين الحين والاخر وبين انتخابات واخرى. وهذا موضوع يحتاج الى ميدان اخر للحديث عنه، وقد تغيرت الحكومة في بريطانيا عدة مرات بسبب تداول السلطة منذ الثمانينات ولكنها ثابتة عند الحزب الحاكم في مصر للاسف الشديد.
اما حديثنا هنا او تعليقنا فعن الاخطاء والمغالطات والاكاذيب التي في مقال عبد الله كمال، ولن ادافع هنا عن قناة الحوار، فلها من يدافع عنها ويدحض الاتهامات الباطلة التي وجهها لها في المقال عبد الله كمال، ولكني سأذكر ما جاء في المقال وخصني به عبد الله كمال حيث يقول: 'خصوصا أن هناك معلومات تقول ان احد الشركاء فيها - اي قناة الحوار- هو كمال الهلباوي القيادي المعروف في التنظيم الدولي للاخوان المقيم في لندن بدوره'.
وسأترك ايضا الاتهامات والاساءات التي وجهها عبد الله كمال للاخوان، لكي يرد عنهم من هو مكلف بذلك ولو كلفني الاخوان بالرد على هذه الاتهامات والاساءات فسأفعل. اما عن القول بأنني احد الشركاء في قناة الحوار فإنني اتمنى ان اكون شريكا او صاحب قناة تلفزيونية او اكثر في هذا الزمن الاغبر، لكي اقوم بالرد على المنافقين والكاذبين وحملة المباخر للحكام الاشباه وللانظمة الفاسدة، خصوصا النظام المصري. لقد ضللت المعلومات الكاذبة والتحليلات التي قام بها عبد الله كمال والاخرون، الشعب ضلال كبيرا. 'فكيف تبنون تحليلاتكم على اوهام او احلام او معلومات لا اصل لها'، فما ايسر ان تعثر الشعوب والقراء الذين يتابعون الاحداث على معلومات دقيقة عن اي شيء في لندن وعن الشركاء او اصحاب اي قناة تلفزيونية او حتى عن كثير من المعلومات العسكرية وما يتعلق بالبوليس والامن.
الاعلام في بريطانيا يتناول كثيرا من المعلومات المحظورة في بلاد العرب والمسلمين، وليس عندهم احزاب سياسية ولا دعوية محظورة، كما هي الحال في مصر او غيرها من بلاد التخلف السياسي والعلمي والتقني والاخلاقي. ولو ذكرت اي صحيفة معلومات خاطئة او تهما باطلة، مثل التي ذكرها عبد الله كمال فعليها ان تعتذر رسميا وتدفع ايضا بأمر القضاء المدني المستقل، مبالغ طائلة لمن اخطأت في حقهم. ان بريطانيا ليست غابة كما هي الحال في بعض الدول العربية فهل يدرك ذلك.
رجال الاعلام في مصر
استطيع انا كمال الهلباوي الشخص الضعيف ان اؤسس حزبا سياسيا في بريطانيا في غضون ايام قليلة، وهم يعرفون انني من الاخوان المسلمين وانني كنت في افغانستان.
والله لو اني شريك في قناة الحوار لأعلنت ذلك على الملأ، فهذه ليست جريمة، بل هو شرف اعلامي ان تشارك في قناة كالحوار لها اهداف واضحة وبرامج رائعة وتناصر قضايا عديدة، اولها فلسطين والحريات وتواجه الديكتاتوريات والمظالم من قلب لندن، ولم تلق ضغطا في بريطانيا كالذي تلقيه الحكومة المصرية على معارضيها وخصومها.
هذا الذي يقلق بعض الاعلاميين من قبيل عبد الله كمال كما يقلق الصهاينة والامريكيين وسكان القصور واشياعهم.
اما الحديث عن التنظيم الدولي للاخوان فقد تناولت هذا الامر كثيرا ولو ان بعض الاعلاميين في مصر او غيرها لهم اذان يسمعون بها او عقول يفقهون بها لفهموا حقائق الامور.
اقول لعبد الله كمال مرة اخرى ليس هناك تنظيم دولي للاخوان. ولكن هناك تنسيقا شبه دولي او عالمي للاخوان، ويسرني أن اسأل صاحب المعلومات عبد الله كمال لماذا لا تجد حرجا في التنظيمات الدولية والعالمية والمؤسسات الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية والصهيونية والنسائية، التي تملأ الدنيا وتعبث بمقدرات الشعب المصري المسكين وغيره من الشعوب.
ويطيب لي أن أسأل عبد الله كمال كذلك لا عن التحليلات الخاطئة، بل عن المعلومات الكاذبة من اين تستقون اخباركم ومعلوماتكم؟ هل 'روزاليوسف' لها جهاز معلومات في بريطانيا؟ ام ان الاجهزة العربية او الشخصيات المصرية الفاسدة المفسدة في الخارج هي التي توفر لكم المعلومات الكاذبة؟
ولقد استمعت الى بعض حديث عبد الله كمال في برنامج (مصر النهارده) في التلفزيون المصري مساء يوم الخميس الموافق 25112010 وهو يتناول قضايا عديدة منها: افغانستان وطالبان والقاعدة ودور الاخوان المسلمين في افغانستان ودور الشهيد عبد الله عزام وحماس ودورهم المعاصر 'وكال للجميع اتهامات باطلة بلا معلومات صحيحة ولا تحليلات دقيقة ولا أمانة ولا مهنية'، ولعل هذا الموضوع يحتاج الى مقال آخر لتفنيد تلك الاتهامات الباطلة واهمها أن حماس ليست حركة مقاومة، بل حركة تابعة وقد سمح لها الاحتلال لمواجهه فتح. واقول لكل من لا يعجبه شعار 'الاسلام هو الحل' موتوا بغيظكم 'فالاسلام هو الحل والله اكبر ولله الحمد. لم يعترض أحد من هؤلاء على حزب بها رتاجناتا الهندوسي في الهند ولا الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا ولا حتى محاولة الصهيونية تهويد أرض فلسطين المحتلة والسعي لاقامة دولة يهودية فلماذا الاعتراض على شعار: الاسلام' هو الحل ولماذا لا نعترض على من يسمي نفسه الحزب الديمقراطي الوطني، وهل'نفهم من ذلك أن الأحزاب الأخرى ليست ديمقراطية ولا وطنية. وسأحتفظ بحقي في اتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضد كل من يسيء الي' او ينشر خبرا كاذبا عني زاعما انها معلومات كما فعل عبد الله كمال.
' مستشار مركز الحضارات في لندن
القدس العربي