تغييبه عن حياتهم اليومية طمس للهوية الإسلامية مسلمون يعزفون عن التقويم الهجري ويتبنّون الميلادي!! د.سلامة: تغييبه دلالة على ضعف الأمة واعتماده دليل عزّتها
لقات الخميس, 09 ديسمبر, 2010, 17:11 بتوقيت القدس غزة- نبيل سنونو دارت عجلة الزمن واستقبل المسلمون عاماً هجرياً جديداً، تذكروا فيه مناسبة عظيمة حيث هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حينما كوّن دولة إسلامية بحكم مستقل، فاحتفل بعضهم بهذا العام، وتعطّلت المؤسسات الرسمية عن العمل إظهاراً للبهجة بقدومه، ومقابل ذلك فإن غفلة المسلمين عن بعض الأمور وتغييبها عن حياتهم اليومية قد يتسبب في قلة تمسكهم بدينهم ومظاهره، ومن ذلك اعتمادهم على التقويم الميلادي والعزوف عن الهجري الذي يرتبط بأهم حادثة في سيرة المصطفى:
دليل أمة مستقلةأستاذ الحديث الشريف والسنة النبوية د.أحمد أبو حلبية، شرح المقصود بالتقويم الهجري بقوله:"هو التقويم اليومي والشهري والسنوي الذي يبدأ بشهر محرم, والذي يرتبط بأبرز حادثة في السيرة النبوية الشريفة، والتي تتمثل بالهجرة النبوية من مكة إلى المدينة والتي أظهرت عمق إيمان النبي بالله والجهاد في سبيله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب, بعد إصرار المشركين على الصد عن سبيل الله وإيذاء النبي وأصحابه الكرام جسديا ومعنويا ونفسياً.
وبين أن التقويم الهجري يعطي للأمة الإسلامية ميزتها الخاصة واستقلاليتها التامة, بحيث لا تكون تابعة للتقويم الميلادي الذي يستخدمه المسيحيون في تنظيم أوقاتهم وأيامهم, مطالباً بضرورة اعتماد المسلمين على تقويمهم الهجري.
وعزا د.أبو حلبية غياب استخدام التقويم الهجري في حياة المسلمين إلى المحاولات التغريبية الهادفة إلى طمس الهوية والثقافة الإسلامية الحقيقية في هذه المراحل المتأخرة التي وصل إليها المسلمون, من خلال نسيان الأمة لتاريخها الإسلامي العظيم.
الهجري أولاً..وأكد أن الأصل اعتماد التقويم الهجري في مقدمة الأمور، واستدرك قوله:"ولكن لا مانع من أن يقترن استخدام المسلمين للتقويم الميلادي إلى جانب الهجري"، لافتاً إلى إن بعض الجهات والمؤسسات اعتمدت التقويم الهجري في تنظيم حياتها العملية, كالمملكة العربية السعودية والجامعة الإسلامية بغزة.
ودعا عموم المسلمين إلى العودة الجادة إلى التقويم الهجري في معاملاتهم اليومية والاستنارة من القرآن الكريم, والأحداث العظيمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخذ الدروس والعبر منها, لتكون الأمة الإسلامية على مستوى اختيار الله تعالى لها القائل في كتابه العزيز:" كنتم خير أمة أخرجت للناس".
مقترن بالهجرةفي حين أوضح أستاذ الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية د. سالم سلامة أن الهجرة النبوية الشريفة قد حدثت في شهر ربيع الأول, لافتاً إلى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يشرع بالتأريخ فجمع الناس فأشاروا عليه، حتى قال :"نؤرخ من بداية العام بعد الهجرة بدءاً من شهر محرم"، مما يدلل على عظيم شأن الهجرة، وكونها بداية بناء الدولة الإسلامية, وجذور كينونتها, إضافة إلى أن المسلمين حتى قبل عهد عمر بن الخطاب كانوا يربطون الأحداث المختلفة بعام الهجرة النبوية.
ونوه د.سلامة إلى ضرورة أن تتذكر الأمة ما كان عليه النبي وصحابته الكرام من الغزوات والانتصارات من خلال اعتماد التقويم الهجري في حياتهم اليومية, وتذكير أبنائها ببداية العام الهجري, واستخدام تقويمه في نشاطاتهم المدرسية.
وحسبما يرى فإن تغييب التقويم الهجري عن الحياة الإسلامية يرجع إلى ضعف الأمة الإسلامية قائلاً:"إن القوي يقلد الضعيف والمهزوم يحاكي المنتصر, فعندما كان المسلمون يسيطرون على بلادهم كان التقويم الهجري هو السائد ولكن اليوم الإفرنج ينتصرون على المسلمين، ويحتلون أرضهم منذ قرن من الزمان, وبالتالي فرضوا عليهم التقويم الميلادي".
وأضاف:"كما أن الناس يستخدمون التقويم الميلادي لضبط المواعيد في معاملاتهم، كونه معلوم البداية والنهاية, لكن العام الهجري يقل عن الميلادي ب11 يوماً في كل عام، مما يجعلهم يتقاعسون عن اللجوء لاستخدامه".
سبيل إعادة اعتبارهويرى سلامة بأن السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار للتقويم الهجري يتمثل بإعادة الاعتبار للأمة الإسلامية، وذلك بالجهاد والاستشهاد والمقاومة هم السبيل الوحيد لإعادة فرض التقويم الهجري"، شارحاً ذلك بقوله:"عندما كانت رايات الإسلام ترفرف في بلاد المشرق والمغرب وإسبانيا وفرنسا كان التقويم الهجري مفروضا هناك, لكن مع ضعف الخلافة وامتداد الاستعمار بدأ يخف الالتزام به فأصبح التقويمان يسيران جنباً إلى جنب ثم وصل الحال إلى انعدام العمل بالتقويم الهجري".
وأوصى د. سلامة الأمة العربية والإسلامية بالعمل بالتقويم الهجري المرتبط بدينهم الحنيف, لأن ذلك يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم, ويشكل دفاعاً عن تاريخهم وثقافتهم الإسلامية التي فنى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حياته من أجلها.
ويرتبط التقويم الهجري بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد فترة شاقة من المعاناة والتكذيب والإيذاء على يد المشركين, حيث مثلت هذه الحادثة علامة فارقة بين مرحلة استضعاف المسلمين في مكة ومرحلة قوتهم وعزتهم في المدينة.
المصدر: صحيفة فلسطين