المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: ''أحتفظ في جسدي برصاصتين من بندقية حركي'' السبت ديسمبر 11, 2010 1:14 am | |
| شاهدة على مفصلية مظاهرات 11 ديسمبر ''أحتفظ في جسدي برصاصتين من بندقية حركي'' 11-12-2010 المدية: ص. سواعدي لا تحمل مجاهدة ثورة التحرير، الحاجَّة ''خيرة عطاء الله'' وقد بلغ عمرها 90 سنة، من لحم وشحم الاستقلال، سوى جسد صلب صلابة المجاهدين الذين كان يأويهم بيتها على مشارف مرور سكة قطار المستعمر، بالحي الشعبي الذي حمل اسم جيش التحرير''لاومود'' سابقا بالبروافية. غير أن غريب هذه المجاهدة أنها تحتفظ بأمرّ ذكرى وأحلاها في نفس الوقت، وهي رصاصتان لا تزالا مستقرتين في ذراعها وحوضها رغم مرور 49 سنة على إطلاقهما عليها من طرف حركي. ملامح هذه المجاهدة الفذة، لا يفارقها الحياء والتواضع، بتسبيق حديثها عن شجاعة وخصال رفيقاتها مثل جارتها ''المنصورية'' وابنتها ''خديجة'' والمجاهدة ''خروفة''، في احتضان صرامة عناصر جيش التحرير، وقساوة مقاومة السفاح ''فلوري''، الذي لقي حتفه تحت وابل من رصاص المجاهدين بمقهى وسط البروافية، على أيدي كومندو في عملية ساهمت هذه المجاهدات في تهيئتها انطلاقا من بيتي الجارتين خيرة والمنصورية. ولعل أطرف حكاية تحتفظ بها الحاجة خيرة، هي ذاك المجاهد الغريب الذي حل ببيتها، بسروال ممزق على مستوى الركبتين، فلم تجد ابنة جارتها المنصورية المدعوة خديجة سوى التسلل لباحة أحد مقرات الجيش الفرنسي أين كان جنوده ينشرون غسيل بذلاتهم العسكرية، وتمكنت بشجاعة ناذرة من سرقة بذلة عسكرية، لتستر بها هذا المجاهد، ولما لبسها قالت له لقد أصبحت كولونيلا، ولم تكن تعلم بأنه بالفعل قائد الناحية الرابعة آنذاك الكولونيل سي حسان أو يوسف الخطيب. الحاجة خيرة التي تعاني من احتباس رصاصتين في جسدها حتى الساعة، ورفضت أية مناشدة من عائلتها إجراء عملية جراحية لنزعهما، كما رفضت لنا البوح بسر الاحتفاظ بهما في أسفل ذراعها وعلى مستوى الحوض، منذ أن تعرضت لإطلاق رصاص من بندقية حركي أثناء تقدمها لعشرات المتظاهرت والمتظاهرين يوم 11 ديسمبر 1961، حاملة العلم الوطني ومزغردات بعبارات المطالبة بالاستقلال، لا تزال حتى الساعة مكتفية بالاستقلال وزاهدة في أي مطلب من مطالب الدنيا والجزائر المستقلة، لأن نعمة الحرية المجردة من أدران السياسة أغلى مطلب حققته كما قالت، وهي التي لم تنل حتى حقها في الاعتراف لها سوى بنسبة عجز لا تتعدى 65 بالمئة، فإضافة إلى الرصاصتين المستقرتين منذ 49 سنة في جسدها، تعاني من قصر في النظر والسمع وأمراض مزمنة أخرى، لكنها لا تستمتع أية هدنة مع ما فعله الاستعمار ممثلا أساسا في دموية دركي الدوزيام بيرو ''فلوري'' الذي كان يحمل رتبة مساعد أول، وحلفائه ممن خانوا ضمائر شعبهم من بائعي قضية تحريره، كالحركي الذي أطلق عليها النار، وكذا المدعو لخضر بوغراب، اللذين تضرب لهم الحاجة خيرة موعدا يوم الوقوف بين يدي رب الكون. الخبر | |
|