ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: صدمة الإعلام الحر الخميس ديسمبر 09, 2010 11:22 pm | |
| صدمة الإعلام الحر
كاظم الحسن يشير المفكر البريطاني (كارل بوبر) الى ان المجتمعاتالمفتوحةاكثرة قدرة على مواجهةالازمات والصدمات والكوارث من المجتمعات المنغلقة وذلك من خلال الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس والاستقلالية التيتنمي في الفرد الشجاعة والقدرةعلى المبادرة واتخاذ القرارات المصيرية ونتيجة الحرية المتراكمة على شكل مؤسسات فانها تضع آليات للاستفادة من التجارب والاخطاءوحالات الفشل وعليه فان تلك المجتمعاتتسير صوب التقدم والازدهار فحين ان الدول ذاتالاسوار العالية او الستار الحديدي لا تتعظ بالتاريخ او الدروس التي تمر عليهابسبب انغلاقها وانطوائها على ذاتها ولذلك فان المنعطفات الكبرى التي تداهم تلكالامم تسبب لها صدمات ومخاضات مؤلمة ولكنها ضرورية ان استطاعت العبور الى الضقةالاخرى وقد يكون انتقال العراق من دولة هي الاكثر عزلة في العالم الى دولة فضاءهامفتوح وحدودها مستباحة ،افضى الى اختلال التوازن في مختلف مرافق الاعلام التقليديالذي كان سائدا آنذاك. وكمرحلة مابين قديم في مرحلة الانهيار وجديد مازال في طورالتشكل والتبلور تتلاشى المعايير المهنية ان وجدت في الدكتاتورية وتعم الفوضىالاعلامية ولقد كان لبعض الاصوات والاقلام الاعلامية التي لم تدرك التحولاتالتاريخية والثقافية دور سلبي من خلال التحريض والترويج للعنف والكراهية والطائفيةولذلك ان البعض يتوهم في اعتقاده بانخفاض العنف في العام 2007م نتيجة زيادة القواتالاميركية او دور مجالس الصحوة او القوات المسلحة وينسى الدور الخطير للخطابالاعلامي في تهدئة النفوس وتحرير العقول من الحقد والبغضاء وازالة الاحتقاناتالطائفية . عندما يقال عن الاعلامانه السلطة الرابعة يعني ذلك ان الكلمة لها مسؤولية اخلاقية ولاتلقى جزافاً وانصاحبها سوف يتحمل نتائجها طالما انها تؤدي الى المساس بحياة الناس اوحدياتهموممتلكاتهم وهذا مادرجت عليه الامم الحرة في التعاطي مع الازمات والقضايا الملحةاوالانتخابات كما حدث مع الصحافي الفرنسي (الن دوهيل) حين قال امام مجموعة من طلابالعلوم السياسية :انه يحب المرشح للرئاسة فرانسوا بيروا وسينتخبه وهذه العبارةالقصيرة كلفته ثمناً غالياً فلقد عوقب وتم تعليق ظهوره على شاشات (فرانس تلفزيون)وحجب تحليله اليومي عن ميكرفون الراديو الذي يطل منه حتى انتهاء انتخابات الرئاسةالفرنسية والتي فاز فيها (ساركوزي) وكل ذلك بسبب اعلان موقفه من مرشح بعينه انهاالاستقلالية والحيادية واحترام الكلمة وليس من المفترض بالسياسي والصحافي التصرفكأنه (قاضي ) فيصدر الاحكام ،بل لابد من التأني والاعتماد على دقة المعلومةوحيادية مصدرها وان لا يسبق الرأي المعلومة الصحيحة، فالطريقة التعبوية اوالحماسية والتي تقدم بها الاخبار فضلاً عن جاذبية عدسات التصوير تجعل البعض اسيرالانفعالات والعواطف فيفقد توازنه ويتصور انه يلقي البيان رقم واحد. ولو اخذنا الصحافةالعالمية نجد ان كل صحيفة غربية ملزمة بامرين الاول وجود محام في ادارة التحريريجيز او لايجيز نشر الاخبار او المقالات الخاضعة بقانون التشهير. الثاني ان معظمالصحف والمجلات فيها دائرة (تحقق) لاتنشر خبرا او مقالا او تحقيقاً الابعد التأكدمما ورد فيه مهما كان حجم كاتبه او تاريخه الصحافي وذلك لكي لاتعرض مصداقيتهاللخطر . وكل ذلك بحسب رأي الكاتبفي المصدر المذكور نصا ودون تعليق. المصدر:alsabaah-21-1-2008
| |
|