ستطلاع امريكي: الامريكيون يرون القاعدة التهديد الاكبر على امنهم القومي واسرائيل وفنزويلا التهديد الاقل
2010-12-09
لندن ـ 'القدس العربي': اظهر استطلاع اجرته صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور' مع مؤسسة 'تيب' ان معظم الامريكيين ينظرون لتنظيم القاعدة والجماعات الموالية او المرتبطة بها كتهديد اعظم من كوريا الشمالية وايران فيما اعتبروا اسرائيل وفنزويلا دولتين تمثلان خطرا لا يمكن الالتفات اليه.
وفي الاستطلاع الذي اجري اخيرا، طلب من الامريكيين وضع قائمة من واحد (قليل) الى عشرة (عالي او خطير) للدول والجماعات التي يعتقدون انها تمثل تهديدا قويا على الامن القومي الامريكي، فأجابت نسبة 61 بالمئة من الامريكيين بان تنظيم اسامة بن لادن، 'القاعدة' العدو رقم واحد، فحسب المعادلة التي قدمها الاستطلاع فخطر بن لادن والجماعات الموالية له تتراوح من 9-10 اي تهديد خطير. وجاءت شمال كوريا في المرتبة الثانية حيث اعتبرها الامريكيون (نسبة 42 بالمئة) انها تمثل خطرا عاليا جدا.
وحلت ايران في المرتبة الثالثة (37 بالمئة) وافغانستان جاءت في المرتبة الرابعة حيث حصلت على نسبة (31 بالمئة) وخطرها عال جدا بالنسبة للامريكيين. اما بالنسبة لباكستان فقد اعتبرها الامريكيون خطرا لكن ليس على قاعدة الدول والمنظمات السابقة حيث نالت نسبة 22 بالمئة من اصوات المستطلعين، وجاءت الجارة القريبة من امريكا المكسيك في قائمة الدول الاقل خطورة اي بنسبة 9 بالمئة مع ان عصابات المخدرات وحروب المدن تجري فيها. واللافت في الامر ان فنزويلا التي تعتبرها الادارة الامريكية الحالية كما السابقة تهديدا على امن المنطقة حلت في المرتبة الاخيرة مع اسرائيل باعتبارهما يمثلان خطرا قليلا على الامن القومي، وبنسبة 5 بالمئة.
ونقلت الصحيفة عن باحث في جامعة شيكاغو قوله ان 'اعتبار القاعدة في المرتبة الاولى يعطينا صورة عن الامريكيين الذين يبدون مواقف واقعية اكثر مما نتوقع منهم'. وقال الباحث ان وضع القاعدة قبل ايران من ناحية التهديد القومي امر لافت ويظهر ان الامريكيين يوازنون بواقعية ويفرقون التهديد الحقيقي من الوهمي، وسط 'جعجعة الاعلام التي نسمعها حول الموضوع'. وتم اجراء الاستطلاع في الفترة ما بين نهاية الشهر الماضي (29 تشرين الثاني (نوفمبر) وبداية الشهر الحالي (4 كانون الاول (ديسمبر) وجاء مباشرة بعد التوتر العسكري بين الكوريتين حيث قامت كوريا الشمالية بضرب جزيرة صغيرة تابعة للجنوبية، وهو مما يفسر وضع الامريكيين كوريا الشمالية في قائمة 'الخطيرة جدا' نظرا للاهتمام الاعلامي الامريكي بالموضوع.
وبحسب الصحيفة فان نتائج الاستطلاع تظهر ان الامريكيين يفرقون بين 'كلام' الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الحماسي وبين المنظمة التي تركت بصماتها عليهم من خلال سلسلة من الهجمات على الاراضي الامريكية او مصالح واشنطن الخارجية، ونعني هنا القاعدة. فالامريكيون لا يتذكرون فقط هجمات 9/11 ولكن الهجمات التي تنفذها او تحاول القاعدة تنفيذها، فالاستطلاع جاء بعد المحاولة الاخيرة للقاعدة ارسال متفجرات في طرود بريدية من اليمن الى عناوين في امريكا.
ويزعم الباحث في جامعة شيكاغو ان الاستطلاع يظهر ان الامريكيين لا يضعون المسلمين في 'سلة واحدة' فلديهم القدرة على التفريق بين المنظمة المتطرفة والمسلمين عامة او دولهم. ويعتقد الباحث ان وضع القاعدة في مرتبة التهديدات الخطيرة على الامن القومي ليس تهديدا عبثيا ولكنه مرتبط بالسياسة الخارجية الامريكية في العالم العربي، حيث يقول ان جذور التهديد هي 'البساطير الامريكية على تراب الجزيرة العربية' في مرحلة التسعينات من القرن الماضي وان اي تغيير في السياسة الخارجية الامريكية كفيل بتخفيض ما يراه الامريكيون التهديد الاول على مصالحهم القومية، والمفتاح كما يقول هو سحب القوات الامريكية التي يرى المسلمون في تواجدها 'احتلالا' لاراضيهم.
ويخالف الباحث موقف من يرى في سحب القوات 'ارضاء' للارهابيين حيث يقول انه طالما ظلت القوات الامريكية في الخارج طالما استمرت العمليات الارهابية، بل وستزداد عددا.
بيو والقاعدة
وموقف الامريكيين من القاعدة وخطرها ليس وحده الظاهر ففي استطلاع اجراه معهد 'بيو' حول مواقف المسلمين من دور الاسلام في السياسة وحركات المقاومة اظهر مواقف سلبية من القاعدة وحسب الاستطلاع فان غالبية المشاركين من الاردن ولبنان وتركيا وباكستان ومصر عبروا عن رفضهم لايديولوجيتها باستثناء نيجيريا التي اظهر الاستطلاع دعما له بنسبة 49 بالمئة. واظهر الاستطلاع نوعا من المواقف المتضاربة حول دور الاسلاميين في السياسة وحركات المقاومة مثل حماس وحزب الله. ففي الوقت الذي ترحب غالبية المسلمين حول العالم بدور للاسلام في الحياة السياسية في بلدانهم الا ان مواقفهم من الجماعات المسلحة ـ المقاومة متفاوتة.
فبحسب الاستطلاع فالمشاركون من الاردن وباكستان ومصر ونيجيريا يرغبون بتغيير في القانون المعمول به في بلادهم من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية، وتقول نسبة 85 بالمئة انهم يدعمون قانونا يمنع الاختلاط بين الرجال والنساء.
وفي الاردن واندونيسيا ومصر ونيجيريا اشارت نسبة واسعة من المستطلعين لتحمسهم لاخذ الاسلام دورا مهما في السياسة. وبالنسبة لتركيا فالاراء فيها كما اظهر الاستطلاع متساوية فنصف المشاركين لديهم مواقف ايجابية من دور الاسلام في السياسة. ومن ناحية العلاقة بين الحداثيين الاصلاحيين والمحافظين وقفت غالبية المستطلعين خاصة في تركيا (74') ولبنان (84') مع التيار الاول. فيما يدعم المستطلعون في مصر (59') ونيجيريا (58') الاسلاميين. وبالنسبة لحركات المقاومة فقد نالت حماس دعما واسعا من المشاركين الاردنيين وحزب الله من اللبنانيين. ويقول الاستطلاع ان مواقف الاتراك والباكستانيين من جماعتي المقاومة 'تباينت وبدت سلبية'. وكان الاستطلاع قد اجري في الفترة ما بين 12 نيسان (ابريل) و 7 ايار (مايو) في سبع دول اسلامية او بغالبية مسلمة وشارك فيه 8 الاف.
القدس العربي