المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: هل انتهى عصر مهنة قارئ الصحف السبت ديسمبر 04, 2010 1:58 am | |
| هل انتهى عصر مهنة قارئ الصحف ثلاث ساعات يومية أو أكثر يقضيها «قارئ الصحف» بين أخبارالمطبوعاتالصحافية والمجلاتالمحلية الجادة، والتي قد تصل حتى العشرين مطبوعة، بغية مراقبة جل ما يكتب ويطرح من قضايا وإشكاليات تختص بإدارتهومؤسسته. «الملف أو الأرشيف» الصحافيأهم انجازاته، وذلك بعد (قص ولصق) جل ما يمسالمؤسسة لعرضه على المسؤول والمدير التنفيذي، والتدقيق والتمحيص، بعد ذلك فإما إصلاح داخلي أو تكذيب وتوضيح في اليوم التالي، لمانشر في ذات المساحة وذات المكانفي المطبوعة. وباعتبار حداثة المسمى الوظيفي «قارئ الصحف» والذي أدرج في اللوائح الوظيفية لعدد من الدوائر الحكومية والجهاتالرسمية مؤخرا، بقي متواريا خلف مايطلق عليه بإدارة الإعلام والعلاقات العامة. ورغم التفاوت والاختلاف ما بين المسميات، بقيت المهامالوظيفيةمتشابهة ومشتركة إلى حدكبير، ومن خلالهما لم تعد للمقولة الشهيرة والممتلئة بالسخرية«كلام جرائد» أي معنى، وبالأخص في أجندة المسئول العربي. حول ذلك ذكر فهد المطرفي مسؤول العلاقات العامة في مستشفى الحرس الوطني،أنه ولمدة ثلاثة أعوام، كان عليهالتفرغ لما يقارب الساعتين يوميا لمطالعة ومراقبة جل ما ينشر في الصحف لما له صلة بجهة عمله من قريب أو بعيد. وأضاف انه بالرغم مما يجد فيه البعض من روتين مهني، فإن«ملفهالصحافي» يبقى إحدىمقومات واستمرارية المؤسسات والإدارات سواء أكانت حكومية أو قطاعات خاصة. فقد يغفل «قارئ الصحف» عن خبر قد يراه بسيطا، يترتب عليهمساءلة منصاحب القرار للإداراتالتنفيذية للبحث في مسببات الخلل المذكور في الصحف، مشيرا إلى أن تقييم مدى أهمية الخبر من عدمه، إنما يعود للمسؤولوليس لموظف العلاقات العامة أوقارئ الصحف. وأوضح الطريفي أن الملف الصحافي عبارة عن أرشيف خاص لكل صحيفة ومطبوعة محلية، يكتظ بالأخبار الخاصة بمؤسسته، وتخصيصنسخة من ذلك لعرضها على المسؤولبعد التعليق أو الشرح على كل خبر، مضيفا أنه في حال الكشف عن عدم دقة الخبر، تطالب الإدارة وتلزم الصحيفة بنشر توضيح أو تكذيبللخبر. من جهته يرى خالد الفرم مستشار وخبير إعلامي، اندثارمصطلح «قارئصحف» من الثقافةالإعلامية، إلا انه ما زال سائدا في الثقافة الإدارية، ويكمن دوره (هو) في قراءة الصحف، وقص الأخبار التي تمس المؤسسةوأرشفتها وعرضها على المسؤول من خلالالملف الصحافي. وانتقد الفرم استمرارية هذه الطريقة البدائية والتي مازالت سائدةفي إدارة الإعلاموالعلاقات العامة، بالرغم من وجود أنظمة تقنية متطورة تتيح أمكانية البحث والأرشفة الالكترونية، ليس فقط لأخبارالمطبوعة، إنما للأخبار والموادالمتلفزة، وتحليلها كميا، ونوعيا، بمعنى هل هذه المواد ايجابية أم سلبية من وجهة نظر المؤسسة. واستنكر غياب استغلال مهارات التحليل وتشخيص الخطابالإعلاميالصادر عن المؤسسة أو حتىموقف الرأي العام أو الكتاب وقادة الرأي في المجتمع نحو المؤسسة،والبقاء في مرحلة ثقافة قارئ الصحف والذي تتمحور مهامه كما ذكر حول آلية (القص واللصق). وفيما يتعلق بأهمية ما تطرحه وتنشره الصحف المحليةوتأثيره علىصاحب القرار، أكد أن هناكاهتماما كبيرا بما تنشره وسائل الإعلام عن المؤسسات العامةوالخاصة، وذلك لأهمية النشر في بلورة الرأي العام وكذلك التأثير على صناع القرار في المؤسسات السياسية والاقتصادية وغيرها. رغم انتقاد البعض لدور الصحافة العربية وتأثيرها الضعيففي تغييرمجريات الحياة السياسيةوالاجتماعية. ومع إدراك الجهاز التنفيذي والمسؤولين وجود أجهزة لرصدصوت الشعبعبر الوسائل الإعلامية،تحول برأيه اهتمام المسؤولين بسبب ذلك من تحقيق الانجاز الفعليعلى الأرض إلى انجازات إعلامية في بعض الأوقات. وذلك حسب ما ذكر بضخ اكبر قدر ممكن من أخبار الأجهزةوانجازاتالقائمين عليها بشكل لايتفق والنتائج على العرض، ليتحول مفهوم الإدارة بالأهداف إلىمفهوم الإدارة بالإعلام أو بالملف الصحافي، الذي بات يمنح انجازات ومشاريع وهمية أحيانا دون التحقق من تنفيذها، ومثلما بات دورهيئة سوق المال التحقق من تصريحاتالشركات المساهمة وإعلاناتهم الوهمية عن أرباحهم وخططهم لعدم التأثير في السوق، دعا خالد الفرم إلى إنشاء هيئة للسوق الإعلاميةفي السعودية بغية التأكد من تصريحاتالمسؤولين ومحاسبة أصحاب المشاريع الوهمية. وفي السياق ذاته لا يرى سعد القحطاني والذي مضى على عملهكمديرللعلاقات العامة فيالشؤون الصحية لمدينة الرياض ست أعوام، أي عناء في مهام «قارئ الصحف» أو مسؤول العلاقات العامة، حيث أن تغطيته للصحفالورقية لا يستغرق أكثر من نصفساعة يومية، إلى جانب نصف ساعة أخرى لمتابعة بعض المنتديات والمواقع الالكترونية. فالملف الصحافي لن يكون سوى بمراقبة أخبار المؤسسة ووضعالشروحاتفيما يختص بالإدارة سواءأكانت ايجابيات أو إشكاليات مطروحة تختص بالمستشفيات إذ لا بد من متابعة القضية ولرد بشكل سريع للجهات المعنية عقبتشكيل لجنة للتحقق من صحة القضية. وفي حال انعدام الدقة لما يطرح عبر الصحافة الورقية، كماذكرالقحطاني تخاطب إدارةالصحيفة لنشر الرد والتوضيح فيما ذكر من شكاوى، إلا أن التأخر في الرد وعدم حرص بعض الصحف توضيح الأمر مباشرة من أهمالإشكاليات التي قد تواجه الإداراتوالمؤسسات. وأوضح من جهة أخرى، مدى تأثير الطرح الصحافي على سير الإدارات الحكومية والقطاعات الخاصة كون الصحافة السلطة الرابعةومرآة المسؤول، مفيدا بورود خطاباتعديدة سواء أكانت من الوزارة أو امارة مدينة الرياض للتأكد من صحة ما نشر. جريدة الشرق الأوسط الرياض : هدى الصالح
| |
|