المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: الشباب والإعلام بين الواقع والمطلوب السبت ديسمبر 04, 2010 1:55 am | |
| الشباب والإعلام بين الواقع والمطلوبعبد الله أحمد اليوسف تلعب أجهزة الأعلام المرئية والسمعية والمقروءة في عصرنادورا مؤثرا فيصناعة الرأي العام , ورسمالانماط السلوكية للناس , والتأثير في صناعة القرار السياسي, بل التأثير في مختلف السياسات العامة للبلد , وذلك بفعل التطور المذهل والسريع في أجهزة الإعلام ووسائل الإتصال المختلفة ,والذي مكن الإعلام من امتلاك إمكانياتوقدرات عالية التأثير لم يكن يمتلكها قبل مدة غير طويلة من الزمن , مما أعطى للإعلام سلطة وقدرة لا يمكن لأحد تجاهلها. ولكل إعلام أهدافهوأدواته ووسائله في التأثير والجذب والتغيير ومحاولة صنع رأي عام متناغم معه ,فالإعلام في النهاية يؤلف لصالح سياسات معينة , وأهداف محددة , إذ لا يمكن أننتصور أية وسيلة إعلامية من دون أن يكون لها أهداف معينة , واستراتيجية مرسومة ,وإلا تحول إلى إعلام عدمي أو عبثي .وأكبر شريحة تتأثربالأعلام ووسائل الأتصال الحديثة وهي شريحة الأطفال والشباب والمراهقين , وقد اكدعلى هذه الحقيقة الأمام علي (ع) بقول( إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيهامن شئ إلا قبلته) ولذلك ليس من المستغرب أن نجد أن غالبية البرامج الإعلامية موجهةإلى الأطفال والمراهقين والشباب , لأن هذه الشرائح العمرية تتأثر بسرعة , والإعلامالحديث من أقوى الوسائل المؤثرة في الشباب , حيث الخراج الجذاب , وثقافة الصورةالمؤثرة , ووسائل الإغراء القوية ... كل هذه العوامل تدفع بالشباب والمراهقين فضلاعن الأطفال إلى الإنشداد باهتمام شديد إلى أجهزة الإعلام المختلفة ومع التطورالسريع في وسائل الإتصال والإعلام أصبح بإمكان أي واحد منا الإطلاع على كل ما يحدثفي عالمنا الإنساني , بل أن وسائل الإعلام أصبحت تنقل إلينا الأحداث في نفس وقتالحدث وعلى الهواء مباشرة بفضل تقنية الأقمار الصناعية المتطورة , كما يمكن مشاهدةالأحداث السياسية والدينية وغيرها من خلال الشبكة العالمية الأنترنت .وتشهد تكنولوجيا الإعلاموالأتصالات ثورة حقيقية ومذهلة مما سيزيد من تأثير وسائل الإعلام المختلفة علىالناس والحياة وكل شئ , وهو ما يعني زيادة الفرص والإمكانات للحصول على المعرفةوالعلم والترويح عن النفس , في الوقت نفسه زيادة التحديات التي يفرضها الإعلامالفاسد على القيم الدينية والاخلاقية والمعنوية وتزداد خطورة التحدي الإعلاميإذاعلمنا أننا كمسلمين لا زلنا مستهلكين ولسنا منتجين , مستقبلين ولسنا مرسلين ,متأثرين ولسنا مؤثرين ... هذا هو حال إعلامنا في معظم الأحيان , وربما تختلفالصورة في قليل من الأحيان !لقد بات الإعلام الغربيوبفضل ما يمتلكه من وسائل تقنية متقدمة , وتكنولوجيا فائقة القدرة , وقدرات ماليةضخمة يؤثر في العالم , وبات بعض شبابنا يتاثر بصورة ملحوظة بما يصدره الإعلامإلينا من أفكار وفلسفات وسلوكيات وأخلاقيات لا تمت إلى مجتمعنا وثقافتنا بشئ ولايمكن مواجهة ذلك التحدي الخطير , إلا بنفس الوسائل والأدوات , فلا يمكن مواجهةالإعلام الغربي إلا بإعلام إسلامي ملتزم وقوي ومؤثر , ولا سبيل لمواجهة ثقافةالصورة الشديدة التأثير في الرأي العام العالمي إلا بنفس الطريقة مع إختلافالمضمون والمحتوى ... وهذا هو الطريق الصحيح لمواجهة تحديات الإعلام الغربي وبدلامن أن نتحدث دائما عن الغزو الإعلامي والثقافي الغربي , يجب علينا الإستفادة منالوسائل المتاحة لنا في تقوية إعلامنا بحيث يكون مؤثرا في مختلف شرائح المجتمع ,وصوته مسموعا في أرجاء العالم .ومن المحزن حقا أنالأعلام العربي والإسلامي بصفة عامة يفتقد القدرة على مواجهة تحديات ومخاطرالإعلام الغربي , بل يفتقد الرسالة الإعلامية التي يجب أن يكون منطلقها الإسلام ,وخصوصيات المجتمع المسلم , ولذلك نجد أن غالبية وسائل الإعلام العربية والإسلاميةمن قنوات فضائية وأرضية وإذاعات وصحف ومجلات يغلب على برامجها ورسالتها الإعلاميةالنحدار والهبوط سواء في المضمون والمحتوى , أو في الأدوات ووسائل العرض , مما أدىإلى التأثير السلبي في ثقافة الأجيال المعاصرة , ونفور غالبية الناس - وخصوصا جيلالشباب - عن الإقبال على الإعلام العربي والإسلامي والتوجه إلى الإعلام الغربيوالتأثر به !والمطلوب هو ان يقومالإعلام بدوره في تثقيف الشباب وتنمية قدراتهم العلمية والثقافية , ونشر ثقافةالدين , وبناء الوعي السياسي والأقتصادي وتعميق الأنتماء للدين والقيم والأخلاقوالوطن ومحاربة الفساد والأنحراف والأنحطاط , وتنمية الثقة بالنفس , والأعتزازبالهوية والمحافظة على القيم الروحية والمعنوية ... فهذه هي رسالة الأعلامالأساسية .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|