المدير الادارة
عدد المساهمات : 1780 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 35
| موضوع: "شعب" يقرأ ويجوع ويُستعبد الخميس ديسمبر 02, 2010 9:21 pm | |
| "شعب" يقرأ ويجوع ويُستعبد 2010.12.01 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عبدالناصر مليون وثلاثمائة ألف طالب جامعي، هو رقم مهول لشعب يقرأ ونأمل فيه، أن لا يجوع في اقتصاد عالمي مليء بالذئاب، وأن لا يُستعبد في زحمة عولمة بلعتنا وبلعنا معها أنفسنا..
- ما يحدث هذه الأيام من "ثورات" طلابية في الإقامات الجامعية بالخصوص يجعلنا نجزم أن المسؤولين تمكنوا من اختزال الطالب الجامعي في جهاز هضمي ينتظر موعد الوجبات الغذائية ليمارس حياته البيولوجية، وأيضا السياسية تبعا لكمية ونوعية الوجبة التي تُقدم له إلى درجة أن بارومتر الحياة الجامعية صار يُقاس في المطعم وفي الأفران التي تُطهى فيها الوجبات وصار المسؤول على مطعم الإقامة الجامعية أهم من البروفيسور أو الأستاذ المحاضر الذي يقدّم العلم لطلبة يبدو أنهم يؤمنون بأن "البطن إذا امتلأت غنّى الراس معها"، وسقطوا في لعبة التجويع التي أنستهم التمكين العلمي، وطوابير الإطعا التي يمكثون فيها أكثر من مكوثهم في المخابر وفي قاعات المحاضرات، وهم يحفظون شكل العدس وطعم المعكرونة أكثر من حفظهم لمعادلة كيميائية أو رياضية لفك رموز تخلفنا العلمي والتكنولوجي الذي جعل البروفيسور الجزائري العالمي إلياس زرهوني يقول إن الجزائر وضعته في الصف الأخير في الطابور، لأجل ذلك اختار الولايات المتحدة واختارته هي أيضا لأن يكون في أول الطابور في بلد العم سام الذي قرر أن لا يجوع ولا يُستعبد بفضل من قرأوا في بلدان أخرى.
- المنظمات الطلابية التي يقال إن للكثير منها توجهات حزبية سياسية هدّدت بشل الجامعات في الأيام القادمة بسبب ما أسمته بتعفن الأوضاع، وللأسف فإن إجماع المنظمات ولجان الإقامات الجامعية تركز على حالة المطاعم وما تقدمه من وجبات بسعر الدينار الرمزي الذي لا أحد يفهم لحد الآن لماذا تتمسك به جامعاتنا رغم أن الاتحاد السوفياتي وألمانيا الديمقراطية وتشيكوسلوفاكيا التي لجأت إلى أسعار الوجبات الجامعية الرمزية زالت هي من الوجود وزالت معهما سياسات تجويع الطلبة لأجل تهميشهم، وحصر أهدافهم في وجبة شهية وليس في تفوق علمي يرفع من شأنهم ومن شأن وطنهم.
- والمراتب الأخيرة التي حصلت عليها الجزائر ضمن الترتيب العالمي للجامعات واختفاء الطلبة عن تشكيل قوة مدنية تستند عليها الأمة وتأمل منهم في حياة مستقبلية أفضل هي بالتأكيد نتاج هذا المسلسل الذي يتكرر في كل موسم جامعي لطلبة أنستهم بطونهم الفارغة الفراغ الرهيب الذي يخيّم على أدمغتهم، وإذا كان للجزائر في سنوات سابقة أدمغة هربت إلى الخارج، فإننا نخشى أن لا تكون لها في السنوات القادمة إلا أجهزة هضمية غير قابلة لا للبقاء ولا للهروب.
| |
|