disponible عضو مجتهد
الأوسمة : عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 21/07/2010
| موضوع: احمد حلمي سجين الحرية والصحافة الأربعاء ديسمبر 01, 2010 8:13 pm | |
| ويقول احمد حلمي في الفصل الاول من الجزء الثانيمن كتابه المعنون ب"كيف وصلت الي السجن " انه لبث في تحرير"اللواء" مع مؤسسة المرحوم "مصطفي كامل" باشا من اول اكتوبر1901 الي وفاته في 10 فبراير سنة 1908 وعندما رأي ان زمن الاستفادة الادبية منرئيس قدير فكرا ورايا مضي زمانه وانقضي اثر العمل مستقلاً فقدم استقالته في اليومالرابع من شهر ابريل من تلك السنة ثم ترك العمل والتزم منزله يهيء ما عزم عليهوبعد ثلاثة ايام ورد اليه كتاب بقبول الاستقالة وبعد عشرين يوما صدر اول عدد منجريدة القطر المصري التي انشأها ووافق يوم صدورها كما ذكرنا 24 ابريل سنة 1908 ثم انتهزت النيابة فرصة نقله مقالة من جريدة كانتتطبع في الاستانة -العدل- لم يوافق عليها بل اخذ في تفنيدها وادحاض مزاعم صاحبهافرفعت عليه الدعوي باعتباره فاعلاً اصلياً ثم قدم الي المحكمة فحكمت عليهابتدائياً واستئنافيا وانتهزت النيابة ايضا فرصة القائه خطبة في اجتماع احتشدللاعتراض علي اعادة قانون المطبوعات الموضوع في سنة 1881 ورفعت عليه دعوي اخري حكمعليه ابتداء واستئنافا كل ذلك-كما يقول مؤلف الكتاب – وقد وكل بمراقبته نجو ثامنيةمن البوليس السري يحيطون بمنزله ليلا ويترسمون خطواته نهارا ويتداخلون في شئونهالذاتية وفضلا عن ذلك كانت التنبيهات تصدر للمطابع لتعاكسه في اعماله ثم طرد ابنهالذي لا يتجاوز الثمانية اعوام من احدي مدارس الاوقاف بسببه واضطهد قريب له فياحدي المدارس التجهيزية بعد ان نم عليه بعض الموظفين فاضطر والده الي ارساله8 اليالمدارس الاوربية لاتمام علومه هناك صدر الحكم علي احمد حلمي استئنافياً من محكمة مصرالابتدائية الاهليه يوم الخميس الساعة 12 الظهر الموافق 26 ابريل سنة 1909 (9ربيعاخر سنة1327)وما نطق القاضي بصيغة الحكم حتي نسي اطفاله واهله وتمثل صوتاً واحداًكان يقرع سمعه هكذا "الثبات....الثبات" فلما ذهب الي غرفة التنفيذ حيث كان الكتاب يعملون خلفمكاتبهم سمع ضجيج الجمهور الذي كان ينازع الجنود داخل المحكمة وسمع من تلقاء نفسهبكاء يزداد ارتفاعاً فحمي الدم في عروقه وجذ العسكري اموكل بالباب وفتحه ثم خاطبالجمهور وجها لوجه بالكلمات الاتية (نقلا عن العدد54 من جريدة القطر المصري الذيصدر بعد انتها المدة المحكوم بتعطيلها)وهي : ايها الاخوان الكرام .. لا تبكوا ولا تجزعوا واياكم ان تخافوا او تفزعواوثقوا بان كل الخطوات والاحكام لا تغير في ضميرا ولا تبدل لي اعتقاداً فمهما فعلوافانني لا اتزحزح عن مركزي ولا افرط في مبدأ خدمته عشر سنوات الا وهو "مصرللمصرين"فاستودعكم الله. ولنترك احمد حلمي نفسه يقص علينا كيف كانت اثارهذه الكلمات الجياشة في نفوس الناس الذين التفوا حوله في المحكمة فيقول: نطقت تلكالكلمات وانا لا اعرف تأثيرها علي ذلك الجمهور الذي كان يحول بيني وبينه الجندالمدججون بالسلاح ولكن سمعت بعد ذلك دوي تصفيق تجاوب صداه من غرفة المستخدمين معتصفيق ذلك الجمهور الذي كان يموج كالبحر الزاخر وبعد ساعة نقلت من غرفة التنفيذواذا بي في غرفة قذرة ولكنها فسيحة وحولي نحو 24 نفسا من المسجونين وكلهم ذووملابس قذرة وملامحهم تدل علي انهم من العوام اذ معرفة حقيقتهم لم تكن ميسورة حيثكانوا جميعاً بملابس السجن التي لا يفرق الانسان معها بين الرفيع والوضيع فاحاطوابي وصاروا يواسونني بكلمات تشف عن العطف والحنان يقصدون تخفيف وقع الحكم علي نفسيومازلت اسير في الغرفة ذهابا وايابا حتي الساعة الثالثة بعد الظهر وهناك اخرجنا منهذه الغرفة تحيط بنا الجنود الي ان وصلنا الي مكان سفلي تعلوه ابنية المحافظة وهوالمعد للحبس المؤقت ومنه تطرفنا الي ساحة سراي المحافظة نفسها حيث كانت مركبةالسجن في انتظارنا فسلمنا الموكلون بنا الي حراس المركبة وكانت عدتنا عشرة مع انالمركبة مخصصة لثمانية ثم جرت بنا الخيل من المحافظة الي شارع محمد علي ومنه اليساحة المنشية ثم فتحت لنا ابواب سجن مصر العمومي وكنت لم اره الي ذلك الحين حتيولا من الخارج! احمد حلمي سجين الحرية والصحافة 38:85
| |
|