الاعلام فى خدمة العنصرية
]عبد ربه العنزى
ان الآلة الإعلامية الصهيونية الجبارة استطاعت إخضاع الانتلجنسيا الغربية مناليهود وغيرهم من أدباء وعلماء ومفكرين وانتلجنسيا إدارية وسياسة وتقنية للخطابالأيدلوجي الصهيوني مما حدا بعدد من هذه الانتلجنسيا لتكرر الكليشيهات الصهيونيةبالتميز العرقي لليهود و((خصوصية العبقرية اليهودية ))و((العقل اليهودي المتميز))وهو ما مكن الصهيونية من النجاح في تضليل جاليات يهودية غير صهيونية والانتلجنسياالغربية. من خلال قدرتها في تلفيق فكر يخدم سياسة إسرائيل في صراعها السياسي فيالشرق الأوسط مع العرب وساهم في تشويه صورة العربي وثقافته وشخصيته الحضارية أمامالغرب، وفي نفس الوقت فان هذا الخطاب الأيدلوجي -الذي لم يتغير منذ تأسيس الحركةالصهيونية في القرن التاسع عشر- ما زال يحافظ على نفس فعاليته في استخدامالميثولوجيا التوراتية والأساطير اليهودية لتكوين عقل غربي يدعم الأيدلوجيةاليهودية وضمان تقديم الدعم المادي والسياسي لإسرائيل. وربما نستطيع بسهولة أننتبين هذا الحضور الأيدلوجي الصهيوني في الغرب من خلال تأييد رموز فنية وأكاديميةوإعلامية وسياسية في الغرب تعلن عن تأييدها وتضامنها مع المشروع الصهيوني، بيد أنالفعالة الصهيونية لا تعتمد في كل المراحل على العناصر اليهودية الصهيونية فيمعركة الإعلام الأيدلوجي الصهيوني في الغرب. بل تعتمد على الكثير من الصهاينة غيراليهود الذين بإمكانهم التأثير على الرأي العام الغربي بشكل اكبر من الصهيونيةاليهودية.
تمكن الأعلام الأيدلوجي الصهيوني من استغلال النفوذ الاقتصادي الصهيوني وتشابكاتهذا الاقتصاد مع الغرب ليؤكد على جملة المقولات والادعاءات الصهيونية الخاصةبحماية ومساندة إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط من خلال تكوين اتجاه خاص للعقلالبرجماتي السياسي الغربي قائم على الادعاءات التي لا تخلو من عنصرية وتحيز ودعملإسرائيل وهذا الاتجاه يقوم على أن إسرائيل ووجودها له أهمية استراتيجية للغربوأنها (أي إسرائيل)تمثل الوجه المتحضر للغرب في الشرق الاوسط. وان إسرائيل دولةمسالمة تدعو للسلام وتريده في محيط من العداء والكراهية العربية والإسلامية لها،ويجب على الغرب دعمها لتكون قوة رادعة للعالم العربي ضد العداء الاسلامي لليهودوالمسيحيين ، ويبدوا أن جملة هذه المقولات هي فعلا ما تحكم علاقة الغرب بإسرائيلوالعالم العربي والإسلامي والمواقف الرسمية والأكاديمية والشعبية في الغرب تعكسنفسها واتجاهاتها المتحيزة والمتعصبة لإسرائيل، والتي تؤكد محاصرة الأيدلوجيةالصهيونية العنصرية للعقل الغربي. وابرز مثال على ذلك القوة والتأثير الصهيوني لكلمجالات الفعل والحركة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية الخاضعة للأيدلوجيةالصهيونية بدء من مستشاري الرئيس الأمريكي والنفوذ الهائل في الكونغرس الأمريكيوكافة الوسائل الإعلامية من هوليود وجامعات ومراكز المال والاقتصاد وغيرها .
ان مجمل الأيدلوجية الصهيونية تعمل وفق منهجية وحركة دائمة للاستمرار في تضليلوإعماء الرأي العام الغربي عن عنصريتها. مستغلة في ذلك الدين والمال والسياسةوالنفوذ الاقتصادي والانتلجنسيا الغربية والأعلام مما جعل معتقدات الفكر الغربييتقبل الممارسات الصهيونية بل مثل داعما وحاضنا لإسرائيل رغم كل عنصريتها وجرائمهاضد الإنسانية .