إن الحرية هي قيمة ترتبط منزلتها بالإنسان وكرامته، هكذا هي، وهكذا سطرتها الشريعة الإسلامية، وهكذا قررتها المواثيق الدولية، وهكذا عبّر عنها الدستور الكويتي، وهكذا نؤمن بها، ونتمسك بها، وندافع عنها، فلا حياة بلا حرية، ولا حرية من دون كرامة الإنسان. وقد خاض الناس في كل الدول مخاض استعادة حريتهم التي سلبها حاكم أو مستعمر أو نظام ظالم، فكانت نتيجة ذلك أن تحققت لهم الحرية التي ينعمون بها اليوم.
وتلك الحرية التي قُدّمت من أجلها تضحيات وتضحيات وتضحيات، حتى أصبحت متلازمة مع وجود الإنسان وحياته، وقد جسدها سيدنا أبو بكر الصديق بمقولته الشهيرة «إذا رأيتم فيّ خيرا فأعينوني، وإذا رأيتم فيّ اعوجاجا فقوّموني»، وحرية الرأي هي أن يملك الإنسان قوة الكلمة ونزاهتها، وصدق العبارة وبلاغة التعبير، وحجية البيان وسلامة الشواهد بلوغا برأيه إلى أسماع من يكون في موقع المسؤولية.. وبعد، فإذا لم يلاق. ذلك قبولا لدى صاحب القرار فهذا شأنه، أما أن يتحوّل صاحب الرأي مثالا لترهيب الحرية وسجيناً للرأي فهذا تعسف، وهو ما ينطبق على الحالة التي يتعرض لها زميلنا محمد عبدالقادر الجاسم ــ اتفقنا معه في الرأي أو اختلفنا ــ فيما يُوجّه إليه من تهم والتحقيق بشأنها، وإليكم ما يوضح عدم سلامتها:
1 – بناء الشكوى على كتب ومقالات كُتبت قبل خمس سنوات، وقد سقطت بمدة التقادم عملا بنص أحكام القانون رقم 3 لسنة 2006 في شأن المطبوعات والنشر.
2 – ان جرائم الرأي (النشر) تعمَّد المشرّع تحصينها من المساءلة الجزائية بعد ثلاثة أشهر، حتى لا يصبح الكاتب والصحافي عرضة للتهديد عن آرائه كل لحظة من اللحظات.
3 – ان تقديم الشكوى على أنها من جرائم أمن الدولة، وصف في غير محله من الشاكي، لأن مضمون الشكاوى في حقيقته «جرائم صحافة» ــ إن كانت قائمة ــ لأنها سقطت أصلا بالتقادم.
4 – ان فتح التحقيق بكل ما نشره الأخ محمد الجاسم بصفة إجمالية هكذا أمر غير سائغ في المنطق القانوني، خصوصا أن النيابة عوّدتنا على التشدد في قبولها مثل هذه الشكاوى.
5 – ان منع جهات التحقيق الضمانات الدستورية والقانونية عن الأستاذ محمد الجاسم، مثل لقائه بمحاميه وحقه في الاتصال بأهله ورؤيتهم له حينما ساءت أحواله الصحية، يتنافى والضمانات الطبيعية للمتهم بصفة خاصة، بما فيها الإفراج بضمانته الشخصية أو المالية، وهي أيضا ضمانات الإنسان بصفة عامة.* * *• حملة تنكيس الأقلام:إن تقييد حرية الزميل محمد عبدالقادر الجاسم بشكاوى «رأي» يتطلب منا إظهار تضامننا معه بإعلان حملة تنكيس الأقلام، حتى الإفراج عنه ــ وهو ما ندعو الكتّاب أن يُعلنوه بمساحة في آخر عمود مقالاتهم.
اللهم إني بلغت،،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عبدالمحسن المقاطع&date=26062010