ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: الاعلام ودوره فى المجتمعات الإثنين نوفمبر 22, 2010 8:24 pm | |
| الاعلام ودوره فى المجتمعات لقد أصبح الإعلام بمختلف وسائطه المكتوبة والمسموعةوالمرئية منأبرز خصائص هذا العصروسماته، لذلك صار محل جذب وتوظيف للاستثمار التجاري المربح كما للاستثمار السياسي والثقافي الطامح، وهو كما يعملعلى استقطاب أصحاب الكفاءات والخبراتفي مجاله، فهو يجازي أحدث التقنيات العلمية وآخر ما توصلت اليه ثورة المعلومات والاتصالات التي ألغت المسافات وحدّدت الأرضوربطت بين بلادهاوشعوبها. وهكذا فإن الإعلام بحضوره الطاغيوبتأثيره البالغ على العقول والنفوس، بات يشكل اليوم سلطة قويةونافذة تؤثر بشكل كبير في توجيه الرأي العام في سائر المجتمعات نحو الأهداف التي يتوخاها الموجّهون لهمهما كانت طبيعة هذه الأهداف.
وإذا كان الجميع يقرّونبضرورة الإعلام وفوائده غير المحدودةفي مجالات الحياة والانشطة الانسانية ويرحبون بكل تطوير في إمكاناته المادية والمعنوية، فإن الاختلاف كبير في وجهات النظرحول وظيفة وسائل الإعلام وحدودهاوحول حقوقها وواجباتها. إذ نحن أمام توظيف واستخدام متضارب ومتناقض لوسائل الإعلام والمواد الإعلامية والإعلانية، يتراوح بين نشروبثّ ما هو مفيد ونافع ومحفّزللخير والتقدم في مختلف مجالات الحياة، ومحافظ في الوقت عينه على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية القويمة التييحرض عليها كل انسان سوي في هذاالعالم.. وبين تقديم وعرض كل ماهو مسيئ ومؤذ ومخرّب للنفوس والأجيال والمجتمعات والأوطان، خدمة لأغراض خاصة دنيئة تنمّ عن تقول ونفوسأصحابها المنحرفة.
لذا فإن بإمكان الإعلام أن يكون نعمة وأداة ترفع من شأنالإنسان وتسعى لصيانة مصالحه وحقوقهوتحمل تطلعاته المشروعة بوسائل مشروعة، حدودها الصدق والحقيقة والمبادئ الراسخة، أو ان يكون نقمة وخيبة عندما يتجاوز ويتجاهل هذه المقومات الأساسية، كما هو الحال في الاستخدام السيء لمنجزات العلم المدهشة.
من هنا ننظر الى واقع وممارسات الكثير من الوسائل والمؤسسات الإعلامية فيبلادنا العربية والإسلامية، سواءفي تناولها للشؤون الحياتية العامة والمسائل الفكرية والأخلاقية والاجتماعية، أو في مواكبتها للأحداث والقضايا والأزمات الكثيرة التيتمرّ بها بلادنا وأمتنا خاصةفي هذه الأوقات العصيبة.. فإذا كنا نسجّل ايجابيات واضحة لبعض هذه الوسائل الإعلامية في الميدانين المذكورين لا يمكن تجاهلها أوتناسي شكرها، فإنه لا يمكن السكوتوالتغاضي عن الدور والأداء التخريبي الخطير الذي يقوم به بعضها الآخر على الصعد الفكرية والأخلاقية والاجتماعية، إذ هي تساهمباصرار في إنتاج وبناء أجيال ومجتمعاتهجينة مقطوعة الصلة بتاريخها ودينها وقيمها الأصيلة، مشوّهة المحتوى بالدعوة الى التقليد الأعمى المبتور لانماط من السلوكالغربي المشين بدل التركيز علىالنواحي القيمة المطلوبة لدى الغرب. وهناك قنوات فضائية وصحف متخصصة بهذا المنحى الخطير وهي قد وجدت حصراً لأجله.
كما لا يمكن إلاّ الوقوفالمتأملعند التعاطي السلبيوالمعيب للعديد من وسائل الإعلام والإعلاميين تجاه أخطر القضايا المثارة في هذه الأيام، والتي استدعيت على عجل من بطونالتاريخ العربي والإسلامي من غيرموجب حقيقي، وهي الفتن المذهبية والقومية والمناطقية، حيث تجري محاولات حثيثة لإحداثها واشاعتها بين شعوبنا وبلداتنا خدمة لأغراضهدّامة ومشاريع خبيثة. ومع ان هناكوسائل إعلامية عديدة تتحلى بروح المسؤولية الى حد معقول حيث هي تعي مسؤوليتها في مواجهة هذه الفتن ومثيريها، وتساعد في الجهود المخلصةالمتصدية لها من قبلالعلماء وأصحاب الرأيوالمواقف البنّاءة.
فهناك وسائل إعلامية أخرىتخدممباشرة وعن وعي مع الأسفأهداف الساعين الى الفتن والتناحر غير المبرّر، سواء اكانوامن الأجانب المتربصين ببلداننا وأمتنا أو كانوا من يتبنون جهلاً وعناداً آراء تكفيرية وتقسيمية، وذلك بداعي التعصّب الأعمى الذييتجاهل الآخر المختلف وحقوقهالمشروعة، أو تماهياً مع جهات مستفيدة من هذه الأجواء.
وهناك أيضاً من يقف في صف مثيري الفتن عن غير وعي وقصد، عندما لايبذل جهداً كافياً لتحرّي الحقائقوفهم القضايا بشكل موضوعي يجنّب الوقوع في الأحكام المسبقة الخاطئة، أو عندما يفسح في المجال للأصوات والآراء الشاذة الموتورةأو المأجورة التي همّها استفزازالآخرين والإساءة الى مشاعرهم، وهذا ما نلمسه باستمرار من إقدام هؤلاء على التهجّم والافتئات على مذاهب وفئات معينة وعلى شخصياتومرجعيات دينية كبرى محترمة ومقدّرةمن الشريحة الأوسع في الأمة، مع محاولات متعمّدة لتشويه دورها البنّاء الفاعل في الإصلاح والدعوة الى التآلف والتماسك، الأمرالذي يثير دائماً ردود فعل غاضبةواستنكارات واسعة، ويوجد حساسيات لا لزوم لها.
إذا ومع الإقرار بحرية الإعلام المسؤول، وبدوره البنّاء المرتجى في ملاحقةقضايا الأمة والعمل على تقويم الاعوجاجفيها، فإننا نرى ان المهمة الأصح والأسمى للإعلام، هي العمل على الجمع والتآلف وتضييق شقة الخلافات بين المتنافرين، لا صبّالزيت على النار حيناً وتزييف الحقائقأحياناً كثيرة، الأمر الذي يتلقفه الجهلة والمرجفون ليحوّلوه الى أنهار من الدماء البريئة كتلك التي تجري يومياً على أرض بلادناالطيّبة، وهي – لا شك – تشكو الىالله تعالى ظلم من شارك ولو بالكلمة في التسبب بسفكها حراماً.
وليس لنا إلاّ ان نقول لهؤلاء كما قال الله تعالى: "يا أيهاالذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاًسديداً" (الأحزاب:33).
أو كما قال رسوله الحبيبالأكرم (ص): "من كان يؤمنبالله واليوم الآخر فليقل خيراً وليصمت". منقول للفائدة
| |
|