ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: مـراحل تشكـيل مفـهـوم الجـمـهـور الإثنين نوفمبر 22, 2010 8:12 pm | |
| مـراحل تشكـيل مفـهـوم الجـمـهـور بواسطة admin
يخضع مفـهـوم جمهور وسائل الإعلام في صياغته الراهنة إلىمجموعة منالاعتبارات لها علاقةبالتطور السريع الذي تشهده المجتمعات الحديثة في مجالات الإعلامو الاتصال الجماهيري خاصة انعكاسات الاستعمال المكثف لتكنولوجيات الاتصال التي أدت إلى التفكير في إعادة صياغة بعض المفاهيمالسائدة حتى تتمكن من استيعاب العناصرالمستجدة الناتجة عن هذا التطور. غير أن إعادة صياغةالمفاهيم غالبا ماتضيف عناصر جديدة مستجدةو لا تعني دائما بالضرورة إلغاء أو تعديل العناصر السابقة التي تدخل في تكوين المفهوم. و فيم يخص مصطلح الجمهورفقد خضعفي تشكيله إلى مرحلتينمهمتين حيث قسمتا كالتالي: 1.مرحلة ما قبل ظهور وسائل الإعلام: كانت فكرة الجمهور فيأصلها تعني هؤلاء الذين يقبلون على عرض درامي أو لعبةأو أي استعراض عام يستقطب عددا من الناس. و كان هذا الجمهور يتصفبعدةمميزات إذ أن جميع أفرادهمعروفين بذواتهم و محددين في الزمان و المكان ذلك أنهم سكانلمدينة أو قرية ما، وكان تجمعهم لتشكيل جمهور العبادة أو المسرح أو الملعب أو السوق غالبا منضما بحكم العادة و معين المواقع وفقاللمراتب و المراكز الاجتماعية تشرفعليه سلطة دينية أو روحية أو إدارية حيت كان يجلس سيد القبيلة في الأول ثم تأتي حاشيته ثم النبلاء حتى نصل إلى جميع الناس وقد أضفتتلك السلطات على الجمهور طابعمؤسسة تفرض سلوكات جماعية معينة. العديد من هذه الخصائص لازال قائما فيالمفهوم السائد فيالاستعمالات الراهنة للجمهور مع بعض التعديلات و التغييرات الشكلية في الترتيب و الأهمية. 2.مرحلة ظهور وسائل الإعلامالجماهيرية: وقد قسمت هذه المرحلة بدورها إلى أربع مراحل مهمة ساهمت فيإضافة عناصر جوهرية و إدخال تعديلاتشكلية على عدة خصائص ويتجلى ذلك في: •المرحلة الأولى: تعتبر هذه المرحلة أهم مرحلة في تاريخ وسائل الإعلام الجماهيرية والتي تنعكس على تشكيل مفهوم الجمهوربشكل ما اذ عرفت اختراع حروف الطباعة في القرن الخامس عشر على يد الألماني جوتنبورغ ذلك الذي أدى إلى ظهور جمهور القراء بفضلالتمكن من إصدار النشريات و المطبوعاتبما فيها الصحف لاحقا و توزيعها على نطاق واسع مما كان عليه الحال سابقا. و قد اوجد هذا التطورالنوعي تقسيما اجتماعيا اقتصاديا كان معروفا في السابقبين الأغنياء و الفقراء و الحضر و البدو و ساعد هذا التطور على تكوين مفهوم أولي لما يعرف حاليا بالجمهور العام "Public" كفكرة أو رأي يربط بين عدد غير محدود من أناس يوجدون ضمن السكان و يختلفون عن عامة الناس تبعالاهتماماتهم و مستوتربيتهم و تطلعاتهمالدينية أو السياسية أو الفكرية. •المرحلة الثانية: التطور التاريخي الثانيالذي كان التأثير البالغ في تشكيل الجمهور هو الإفرازاتالاجتماعية و الثورة الصناعية التي أعطت دفعا قويا للطباعة مما أسهم في تنمية و تسويق الصحافة خاصة الصحافة الشعبية أو الموجهةإلى إفراد المجتمعاتالجماهيرية "Mass society " الجديدة التي نمت حول المدن الصناعية الكبرى المكونة خاصة من شتات المهاجرين انتقلوا من الأرياف التي تسودهاالروابط العائلية و الصلات الاجتماعيةإلى المدن و المجتمعات الحديثة التي تتميز بالتباين بين إفرادها لغياب قيم ثقافية و تقاليد وأعراف اجتماعية مشتركة. في هذه المرحلة التاريخيةبدأتالصحافة تتخذ شكلهاالجماهيري الذي لا زال يلازم وسائل الإعلام و الاتصال إلى الوقت الراهن مع بعض التعديلات الشكلية كما سنرى. •المرحلة الثالثة: و من العوامل التي ساهمت في تشكيل مفهوم الجمهور و رسم معالمه الحديثةظهور وسائل الإعلامالالكترونية من إذاعة فيعشرينات القرن الماضي و التلفزيون من نفس القرن فقد أصبح الجمهورغير محدد في المكان حيث باعد البث الإذاعي و التلفزيوني بين أفراد الجمهور من جهة و بينهم و بين المرسل أو القائم بالاتصال من جهةأخرى فظهر شكلان جديدان من أشكالالجمهور هما المستمعين و المشاهدين الذين لم تعد الأمية و الحواجز الطبيعية تحولان دون تعرضهم للرسائل الإعلامية كما كان الشأنبالنسبة للصحافةالمكتوبة. •المرحلة الرابعة: و يتمثل العنصر التاريخيالرابع في اعتناقنظريات الديمقراطيةالسياسية الذي تعتبر وسائل الإعلام و حريتها أحد أهم مظاهرها فقد انعكس تطبيق الأفكار الديمقراطية في أنظمة الحكم علىمهم و وظائف وسائل الإعلام و علىالرقابة السياسة و الاجتماعية و مبادئ الوصول إليها و المشاركة فيها كما انعكس على وعي المجتمع ككل بأهمية الإعلام و دوره فيالحياة السياسية و الاقتصادية والثقافية. فلم يعد الجمهور فقد مجدقراء للصحف و مستمعي إذاعات ومشاهدي تلفزيوناتو إنما في نفس الوقت يتضمن ناخبون و مستهلكون للسلع و الخدمات حيث ظهرت مصطلحات لها علاقة وطيدة بالجمهور مثل الجمهور الناخبين "mass electorate " و جمهور السوق "mass market ", إن هذه المراحل الأربعةالتي ذكرناها لا تعني أن تطور مفهومالجمهور قد توقف عند هذا الحد و إنما لا تزال هناك تطورات في هذا المفهوم مع تطور تكنولوجيات الاتصال حيث بدأت تظهر بعض المصطلحاتالتي ترتبط بتقنية الانترنت مثلجمهور الواب"web audience " و "ubiquitous " و "netizen "و "online audience " و "offline audience "و غيرها من المصطلحات.
مـفـهـــوم الجــمــهــور إن العملية الإعلامية ترتكز أساسا على أربع عناصر أساسية هيالمرسل أو الذي يقومبتوجيه عنصر الرسالة عنطريق الوسيلة الإعلامية ( الصحيفة، الإذاعة، التلفزيون و الانترنت)إلى المتلقي أو و هو ما يعرف بالجمهور أما العملية الاتصالية فيكون فيه بالإضافة إلى عناصر العملية الإعلامية عنصر رجع الصدىحيث تنعكس فيه العملية الإعلاميةفيصبح المتلقي مرسلا و المرسل متلقيا . إذن فمن هذا المنطلق ومن المراحل التي تناولناها في تشكيل مفهوم الجمهور يمكن أننقول بان الجمهور هو ذلك المتلقيأو المتفاعل مع رسالة إعلامية مكتوبة أو مسموعة أو مرئية أو الكترونية تحتوي على أهداف سياسية أو اقتصادية أو إيديولوجية.
أنـواع الجــمـهــور 1.الجمهور العام: هو أكثر حجما من التجمعاتالأخرى أعضاؤه أكثرتبعثرا ، متباعدين فيالمكان و أحيانا في الزمان و لكنه ذو ديمومة أكثر يتشكل حول قضية مشتركة من الحياة العامة هدفه الرئيسي تكوين اهتمامأو رأي عام حول قضية أو العامكظاهرة اجتماعية ارتبط ظهوره و تطوره بالبرجوازية و الصحافة حتى أصبح خاصية من خصائص مجموعة من القضايا للوصول إلى تغيير سياسي و هوعنصر أساسي للمشاركة في المؤسساتالديمقراطية و يعتبر الجمهور الديمقراطية ، فهو يتميز بوجود جماعة نشطة متفاعلة و مستقلة في وجودها على الوسيلة الإعلامية التيتعمل من خلالها. و قد عرفه "ديوي" على أنه تجمع سياسي لمجموعة منالأفراد يشكلون وحدة اجتماعية من خلال الاعترافالمتبادل بوجود مشاكل مشتركة ينبغي إيجاد حلول مشتركة لها. 2.الجمهور الخاص: هو الجمهور الذي يجمعأفراده بعض الاهتمامات أو الحاجات أو الاتجاهات المشتركةالتي تميز عضويتهم في هذا الجمهور مثل الافراد المشتركين في صحيفة ما و يصبح من بعد ذلك من واجب وسائل الاعلام استشارة هذاالاهتمام و تدعيمه و تلبية حاجاتهبحيث يمكن أن تحتفظ بهذا الجمهور الذي يندمج أعضاؤه في التركيز الجمعي و ينشرون بذلك الاتصال الذي يرتبط بهذا التركيز و عذا مايبرر اختيار وسائل الإعلام للموضعالشائع بين هذا الجمهور الذي تتخذه مدخلا لتنظيم الاهتمامات و تكييفها . وقدم الباحث الأمريكيكلوس تحليلا عدديا للجمهور حسب درجات مساهمته كما يلي: •الجمهور المفترض: هو مجموع السكانالمستعدين لاستقبال عرض وحدة اتصال أيالذين يملكون الوسائل المادية و التقنية التي تمكنهم من استقبال الرسائل الإعلامية لوسيلة معينة و من هنا فإن كل من يمتلكونأجهزة استقبال تلفزيون أو إذاعة يشكلونالجمهور المفترض لهما و الجمهور المفترض للصحيفة يقاس بعدد نسخ السحب أما جمهور الواب المفترض حسب هذا المنظور فهو أكثر تعقيدالأنه يتطلب توفر جهاز كمبيوتر و خطهاتفي و مودام إلى جانب اشتراك في الانترنت. •الجمهور الفعلي: هو مجموع الأشخاص الذين استقبلوا فعلا العرض الإعلامي مثلالمواظبين على برنامج تلفزيوني أو المستمعينالمداومين على حصة إذاعية معينة أو قراء صحيفة أو زوار موقع الكتروني يسجل حضورهم بمجرد النقر على الرابطة. •الجمهور المتعرض: و هو جزء من الجمهور الفعلي الذي يتلقى الرسالة الإعلامية بصرف النظر عنإدراكها و عن الموقف الذي يتخذه منهافهناك من الجمهور من يستجيب للرسالة الإعلامية و هناك من يتجاهلها تبعا لتطابقها مع احتياجاته و مصالحه المادية و اهتماماتهالفكرية والثقافية. •الجمهور الفعال: و هو الجزء الذي يتفاعلأي يستجيب للرسالةالإعلامية و هو الجمهورالمستهدف من خلال الإعلانات التجارية و الدعوات الانتخابية و هو الجمهور الذي يحاول المرسل كسب وده أو حياده.
الجـمـاهـير مصطلح الجماهير أكثر شيوعا و استعمالا في الأدبيات المتداولةفي الدراسات الإعلامية و الثقافةالشعبية العامية للإشارة إلى الجمهور العريض الذي تستهدفه غالبا وسائل الإعلام ، غير أن المصطلح يحمل دلالات معقدة و متناقضةتبعا للسياقات الاجتماعية و الثقافيةحيث ما زال الاعتقاد سائدا أنه يحمل معان سلبية وأخري إيجابية. أما الجانب السلبي في المصطلح فهو ناجم عن الاستعمالاتالعامية يعني مجموع الأشخاص الذينيفتقدون قيم الثقافة السائدة و لهم مستويات دنيا من الذكاء و العقلانية. و أما الجانب الايجابي للمصطلح و خاصة في التقاليدالاشتراكية فإنه يعني القوة و التضامنبين الطبقة الشغلية عندما ينتضمون معا من أجل تحقيق أهداف سياسية و الوصول إلى غايات إيديولوجية. و في كلا الحالتين يظهرأن كلا الإستعمالين يتضمن الإشارة إلىعدد واسع من الأفراد يشتركون في ظروف اجتماعية و اقتصادية تجعل منهم قوة رفض و مواجهة الظروف المحلية. و قد حاول "هربرتبلومر " إعطاء الفرق بين الجماهير و الجماعةو الحشد فقام بالتقسيم التالي: •الجماعة : كل أعضائها يعرفون بعضهم بعضا و هم واعون بعضويتهم المشتركة في الجماعة، يتقسموننفس القيم و لعم بنية لعلاقاتهممستمرة في الزمن، يعملون من خلالها على تحقيق أهداف مشتركة و مخططة. •الحشد : أوسع من الجماعة ، محدودفي الزمان و المكان ، مؤقت و نادر، يعادتكوينه بنفس الشكل ،قد يكو ن أعضاؤه محددي الهوية، يتقاسمون نفس الاهتمامات و لكن لا توجد بينهم بنية و لا تنظيم اجتماعي أو معنوييربط بينهم، أعضاؤه متساوون و مدركونأن تجمعهم مؤقتا أملاه الحدث العارض و يمكن أن يحقق هدفا ما و لكن كمله يتصف غالبا بالعاطفة و الانفعال و أحيانا عفويا. •الجمهور العام: و قد تعرضنا في المبحث الأول من هذا الفصل إلى تعريفه و إعطاء أهمالخصائص التي تميزه عن مصطلحي الجماعةو الحشد. المراجع: 1.عبد الحميد محمد: نظرياتالإعلام واتجاهات التأثير، جامعةحلوان ،القاهرة ،الطبعة الثالثة. 2.عبد الحميد محمد: دراساتالجمهور فيبحوث الإعلام، دار عالمالكتاب،1993. 3.الطاهر خرف الله و آخرون:الوسيط فيالدراسات الجامعية، دارهومة، الجزائر. 4.عبد الباسط عبد المعطي،عبد الحميدمحمود:استطلاع آراءالجمهور المصري في الافلام السينمائية، المجلة الاجتماعية القومية، ماي 1994
| |
|