نتقد تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2010 وضع الصحافة في العالم العربي، وذكر أن ثلاث دول جاءت في آخر القائمة. كما انتقد التقرير إسرائيل بسبب الانتهاكات التي ارتكبها جيشها مع الفلسطينيين ومع الصحفيين الأجانب.
وذكر التقرير، أن سوريا والسودان واليمن جاءت ضمن الدول العشر التي قال إنها الأكثر قمعاً لحرية الصحافة في العالم، وقال إن الدول الثلاث "تشهد تقلص مساحة حرية الصحافة إلى حد كبير، ولا تزال عمليات الإحتجاز التعسفي مستمرة تماماً وكذلك التعذيب".
وفي شمال أفريقيا، جاءت الجزائر في المركز 133، وتراجع المغرب ثماني مراتب عن قائمة العام الماضي، ليحتل المركز 135 في القائمة التي تضم 178 دولة. كما تراجعت تونس من المرتبة 154 إلى المرتبة 164 حسب نفس التقرير الذي أوضح أن هذا "البلد لا يزال مستمراً في تراجعه في أسفل التصنيف العالمي، نتيجة سياسة القمع التلقائي التي تنفذها السلطات التونسية ضد أي شخص يعبر عن فكرة مخالفة للنظام".
وفي منطقة الخليج العربي، تراجعت البحرين من المركز 119 إلى 144، وفسّر التقرير هذا التراجع بما سمّاه ازدياد عدد الإعتقالات والمحاكمات، خصوصاً بحق المدونين ومستخدمي الإنترنت.
وسجلت الكويت انخفاضاً ملحوظاً بخسارتها 27 مرتبة، إذا انتقلت من المركز 60 العام الماضي إلى 87 هذا العام.
- تحسّن
أما بقية الدول العربية، فيرى تقرير منظمة بلا حدود أنها حققت بعض التحسن في مجال الحريات، حيث اعتبر لبنان صاحب أفضل تصنيف بين البلدان العربية باحتلاله المرتبة 78، وتلته عربياً الكويت في المركز 87. كما تقدّمت مصر إلى المرتبة 127 من المركز 143 العام الماضي، وتقدّمت السعودية ستة مراكز لتأتي في المرتبة 157. كما أشار أيضاً إلى تقدم العراق 15 مرتبة إلى المركز 130، بفضل ما اعتبره تحسن الأوضاع الأمنية في هذا البلد.
وتنطبق الملاحظة نفسها على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي كسبت 11 مرتبة في 2010 لتصبح في المرتبة 150 بدلاً من 161، لأن "انتهاكات هذا العام هي بكل بساطة أقل خطورة مما كانت عليه في عام 2009".
وانتقد الخبير الإعلامي سامي عبدالعزيز تقرير منظمة مراسلون بلا حدود، وقال إن مثل هذه التقارير مفيدة في إلقاء الضوء على تصاعد ما سماها أنماط القمع المسجلة والواضحة، لكنها لا تشير إلى هامش الحرية الحقيقي، ولا إلى تطور الأداء في المنظومة الإعلامية. وأعطى الخبير مثالاً بمصر التي تقدمت في المؤشر 16 مرتبة، رغم أنها تشهد في الواقع -كما يقول- هجمة منسقة على الحريات الإعلامية.
يذكر أن التقرير تزامن مع إغلاق مصر بصورة مؤقتة 12 قناة فضائية، وإنذارها 20 قناة أخرى، لأسباب تتراوح بين الإساءة للأديان السماوية والإباحية.
- انتقاد إسرائيل
وانتقد التقرير إسرائيل، وذكر أن 2010 "لم يخل من الإنتهاكات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، كما يتضح من حالات الصحفيين الأجانب المعتقلين في أسطول الحرية في مايو/ أيار 2010، أو الصحفيين الفلسطينيين الذين باتوا أهدافاً دائمة لنيران جنود جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأشار أيضاً إلى ممارسات إسرائيل وتحرشها بجنوب لبنان حيث قتل صحفي لبناني في أغسطس/ آب الماضي.
وطبقاً لممارساتها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد منحت إسرائيل المركز 86 في تصنيف تقرير المنظمة التي تعنى بشؤون الصحافة والصحفيين في العالم، لكنها في ممارساتها الداخلية قال التقرير إنها حققت تقدماً (18 مرتبة) في التصنيف العالمي، وانتقلت من المرتبة 150 إلى 132.
- تراجع أوروبي
ولم تسلم دول الاتحاد الأوروبي هي الأخرى من الإنتقاد، حيث أشار التقرير في نسخته التاسعة إلى قلق منظمة مراسلون بلا حدود إزاء ما وصفته بتدهور حرية الصحافة في أوروبا، مبرزاً أن ما يثير القلق هو أن عدداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا يزال يخسر المراكز في التصنيف العالمي.
فمن أصل 27 بلداً عضواً في الاتحاد الأوروبي يوجد 13 بلداً في المراكز العشرين الأولى، فيما يحتل 14 بلداً مراكز أدنى من المرتبة العشرين، ويحتل البعض مراكز دنيا مثل اليونان (المرتبة 70) وبلغاريا (المرتبة 70) ورومانيا (المرتبة 52) وإيطاليا (المرتبة 49).
وقال الأمين العام لمراسلون بلا حدود جان فرانسوا جوليار: "إذا لم يستدرك الاتحاد الأوروبي الوضع فقد يخسر مكانته كرائد عالمي في مجال احترام حقوق الإنسان".
واحتلت الولايات المتحدة المرتبة العشرين في التقرير، في حين جاءت فنلندا في صدارة التصنيف تبعتها آيسلندا فهولندا، واحتلت كل من إريتريا وكوريا الشمالية وتركمانستان آخر الترتيب.
وجددت المنظمة دعوتها الصين إلى الإفراج عن المعارض ليو شياوبو الفائز بجائزة نوبل للسلام بحجة أنه يمثل رمزاً لغليان حرية التعبير في الصين.
وللمرة الأولى منذ إنشاء هذا الترتيب السنوي في 2002، لم تدرج كوبا بين الدول العشر الأخيرة، بل احتلت المرتبة 166 من أصل 178، فيما اعتبرت كوريا الشمالية وتركمانستان وإريتريا بين الدول الأسوأ في العالم.