ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: لمحة عن علم ألأقتصاد الأحد نوفمبر 14, 2010 12:22 am | |
| منقول
لمحة عن علم ألأقتصاد
منذ عدّ أشهر ضجّت الدنيا بأخبار تدهور ألأنظمة ألأقتصاديّة الرأسماليّة في الولايات المتّحدة والدول ألأوروبيّة الغربيّة خاصّة بعدما تمّ ألأعلان رسميّا عن افلاس بعض البنوك والمؤسسّات الماليّة ألأمر الّذي أعاد الى الذهون ذكرى فاجعة "الكساد الكبير"
The Great Depression
الّتي وقعت في الولايات المتّحدة ألأمريكيّة سنة 1929م عندما كان الرئيس ألأمريكي الجمهوري"هربرت هوفر"
Herbert Hoover
والّتي استمرّت في التدهور بسرعة هائلة و حجم كبير حتّى بلغت أوجها سنة 1933م حيث جرت ألأنتخابات الرئاسيّة الّتي فاز فيها فوزا كاسحا المرشّح الرئاسي الديمقراطي "فرانكلين روزفلت"
Franklin Roosevelt –FDR
والّذي كان يعاني منذ طفولته و حتّى وفاته من مرض "شلل ألأطفال"
Polio
الذّّي جعله مقعدا و عاجزا...
و مهما يكن, فكارثة "الكساد الكبير"
The Great Depression
الّتي حصلت في الولايات المتّحدة كان من أسبابها الرئيسيّة حصول عدد كبير من المزارعين والصناعييّن ألأمريكان على قروض هائلة من البنوك ألأمريكيّة على أن يقوموا بتسديد تلك القروض بعد تسويق منتوجاتهم و بضائعهم . والحقيقة أنّ الرياح جرت بما لم تشته السفن ,فقد عجز المزارعون والصناعيّون ألأمريكان عن تسويق منتوجاتهم و بضائعهم و بالتالي لم يحققّو ألأرباح الّتي توقّعوا أن يحققّوها, وهكذا وجدوا أنفسهم عاجزين تماما عن تسديد القروض الهائلة الّتي استدانوها من البنوك ألأمريكيّة , تلك البنوك الّتي وجدت نفسها بعدئذ تعاني من نقص حادّ جدّا في السيولة
Liquidity
ممّا ترتّب عليه اعلان افلاس تلك البنوك تماما ألأمر الّذي أدّى الى مضاعفات سلبيّة جدّا في كافّة شرائح ألأقتصاد ألأمريكي على نمط التفاعل التسلسلي
Chain Reaction
الّذي يحدث في صناعة القنبلة الذريّة... فقد أعلنت بالتالي المصانع والمزارع ألأمريكيّة افلاسها تماما و ذاك أدّى في الحال الى فقدان ألأسهم والسندات قيمتها في بورصة نيويورك ( سوق ألأسهم والسندات الماليّة) ممّا جعل أصحاب تلك ألأسهم يفلسون تماما حيث لم يعد السهم الواحد يساوي أكثر من بضعة "سنتات" أمريكيّة فقط. كما أنّ المصانع والمزارع ألأمريكيّة الّتي أفلست اضطرّت الى تسريح أعداد هائلة من العمّال ذوي القبّة الزرقاء
Blue Collar Workers
والموظّفين ذوي القبّة البيضاء
White Collar Workers
الّذين وجدوا أنفسهم و قد أصبحوا عاطلين عن العمل فجأة و لا دخل شهري لهم ممّا جعلهم عاجزين كليّا عن ألأنفاق على عائلاتهم و ذويهم و بالتالي أصبحوا يعانون من ألأفلاس و الجوع والعوز أيضا...
كان حينها النظام الرأسمالي يجري تطبيقه حسب ما كان واردا في كتاب أوّل شخص وضع النظريّة ألأقتصاديّة الحديثة , ألأسكتلندي"آدم سميث"
Adam Smith
صاحب الكتاب الكلاسيكي الشهير " ثروة ألأمم"
The Wealth of Nations
الّذي نزل الى ألأسواق سنة 1776م والّتي كانت نفس السنة الّي أعلن فيها ألأمريكان العصيان والتمرّد المسلّح على الحكم البريطاني والّي تمّ فيها اعلان استقلال الولايات المتّحدة عن التاج البريطاني في الرابع من تمّوز 1776م ...
كان مضمون كتاب " آدم سميث", كتاب "ثروة ألأمم", يوضّح أنّ النظام الرأسمالي يعمل تلقائيّا من جرّاء نفسه و يصححّ أخطاءه تلقائيّا بنفسه عن طريق العرض والطلب في السوق , أي بمعنى آخر كان "آدم سميث" يؤمن أنّ النظام الرأسمالي يشمل في جوهره "آليّة التصحيح الذاتي"
Self-correcting Mechanism
و بالتالي كان "آدم سميث" لا يرى أيّ ضرورة لتدخّل الحكومة (القطاع العام) في مجرى النظام الرأسمالي بل كان يرى أن يظلّ النظام الرأسمالي يعمل بنفسه على مبدأ " دعه يعمل لوحده"
Laissez Faire
و كان ايمانه بحصانة النظام الرأسمالي نابعا من سذاجة كبيرة و قصر نظر...
و "الكساد الكبير" الّذي حطّم ألأقتصاد ألأمريكي الرأسمالي ابتداءا من سنة 1929م استمرّ لسنوات عديدة و انتشرت عدواه الى ألأنظمة الرأسماليّة في القارّة ألأوروبيّة الّتي بدأ اقتصادها يعاني من الركود والبطالة العالية و التضخّم الكبير
European capitalistic economic systems started suffering from consecutive recessions, high unemployment and hyper inflation
(*) الركود (كمصطلح اقتصادي) هو انخفاض الدخل القومي في فصلين متتاليين على ألأقلّ.
(*) والبطالة هي وجود نسبة كبيرة من ألأيدي العاملة بلا عمل و لا وظيفة ممّا يحرم العامل من دخله الشهري و يجعله عاجزا عن ألأنفاق على نفسه و عائلته و لا يمكنّه من شراء ما يريد من سلع و خدمات.
(*) والتضخّم المالي هو ارتفاع أسعار البضائع والخدمات في فصلين متتاليين على ألأقلّ , و قد يصل التضخّم المالي مرحلة خطيرة عندما يصعب على الدولة السيطرة عليه والحدّ من تفاقمه. ففي هكذا حالة تصبح عشرات آلآف ألأوراق النقديّة لا تكفي لشراء علبة كبريت مثلا ... ذاك هو
Hyper Inflation
و الحقيقة أنّ المانيا ما بعد الحرب العالميّة ألأولى (1914م-1918م) صارت تعاني من تضخّم كبير لم يكن ممكنا احتواؤه بقدر ما صارت تعاني من ركود اقتصادي ( و كانت تلك المرحلة الصعبة احدى ألأسباب الرئيسيّة في بروز و صعود و تألّق نجم " أدولف هتلر" ) ... و تلك المحنة ألأقتصاديّة في ألمانيا قصمت ظهر "جمهوريّة وايمار"
Weimar Republic : 1919-1929
و أدّت الى انتشار شعبيّة "هتلر" و بالتالي الى فوزه في ألأنتخابات حتّى صار مستشار ألمانيا سنة 1933م...
و شاء القدر أن تتزامن أزمة " الكساد الكبير" مع بروز ألمع اقتصاديّ في القرن العشرين , البريطاني ألأنكليزي"جون ماينارد كينز"
John Maynard Keynes
صاحب كتاب " النظريّة العامّة"
The General Theory
والّذي حاز على جائزة "نوبل" للاقتصاد و حصل بطريق غير رسميّة على لقب " منقذ الرأسماليّة"
Savior of Capitalism
فقد دعا ألأقتصادي البريطاني النابغة "جون ماينارد كينز" الى التخلّي عن قاعدة " دعه يعمل لوحده" و الى تدخّل الحكومة (القطاع العام) مباشرة في شؤون ألأقتصاد الوطني اذا ما تطلّب ألأمر ذلك عن طريق سبيلين :
1) جباية الضرائب من القطاع الخاصّ
2) مقدار ألأنفاق الحكومي على القطاع الخاص
و لذلك تمّ تسمية ألأقتصاد الرأسمالي حسب نظريّات "جون ماينارد كينز" ب" ألأقتصاد الكينزي", او "اقتصاد سياسة الجباية"
Keynsian Economics = Fiscal policy through government taxation and spending.
مقابل ما كان متّبعا من "اقتصاد السياسة النقديّة"
Fiscal policy as opposed to Monetary Policy.
و بالتالي, و تبعا للنظريّات ألأقتصاديّة الصائبة السليمة للأقتصادي البريطانيّ العبقريّ " جون ماينارد كينز " فقد صارت الحكومات الغربيّة ( ألأمريكيّة وألأوروبيّة) تتدخّل بشكل مباشر في مجرى ألأقتصاد الوطني لموازنته و تسييره على الدرب ألأصحّ , ففي أوقات الركود ألأقتصادي أصبحت الحكومات تعمل على انفاق المزيد من مال القطاع العام (الحكومة) على القطاع الخاصّ حتّى ولو صارت ميزانيّة الدولة ميزانيّة عجز
Deficit Budget = Government spends on people more than it collects from people
و في أوقات ألأنتعاش ألأقتصادي الزائد الّذي يؤدّي بالتأكيد الى التضخّم المالي صارت الحكومات تعمل على التقليل من ألأنفاق الحكومي على القطاع العام و تفرض في نفس الوقت المزيد من الضرائب على الشعب من أجل امتصاص مقدار كبير من السيولة الهائلة المتوفّرة في أيدي الشعب و تحويلها الى خزينة الدولة بحيث تصبح ميزانيّة الدولة ميزانيّة فائضة
Surplus Budget = Government spends on people much less that what government collects from people in the form of taxes.
على أنّ كلا الحالتين ( الركود, وألأنتعاش) لا تملصان من أعراض اقتصاديّة جانبيّة سلبيّة.
ففي حالة الركود ألأقتصادي يصبح الدخل القومي منخفضا و تقلّ السيولة في أيدي القطاع العام و يجد الشعب نفسه عاجزا عن شراء كلّ ما يرغب شراءه خاصّة بعدما ينخفض مقدار السلع (البضائع) والخدمات ألأمر الّذي يؤدّي الى قيام المصانع و سائر المصالح بتسريح عشرات الآلآف من العمّال ممّا يجعلهم عاطلين عن العمل ألأمر الّذي يرفع من نسبة البطالة
Unemployment
و في حالة ألأنتعاش ألأقتصادي يزداد الدخل القومي و تزداد السيولة النقديّة في أيدي القطاع الخاصّ و بالتالي يزداد انفاق المواطنين عندما يقومون بشراء ما يشاؤون من سلع و خدمات الى حدّ يفوق قدرة المصانع على ألأنتاج ألأمر الّذي حتما يؤدّي الى التضخّم المالي, أي ارتفاع أسعار السلع و الخدمات
Inflation
و هكذا نرى أنّ ألأقتصاد الرأسمالي لا بدّ أن يحاول مقايضة البطالة بالتضخّم المالي ( يعني امّا أن يكون هناك بطالة أو تضخّم)...
و هذا ما يجري تسميته في علم ألأقتصاد ب "منحنى فيليبس"
Philips Curve
و يجدر بالذكر هنا أنّ من أسوأ الوسائل الّتي يمكن أن تلجأ لها الحكومة لتحسين الوضع ألأقتصادي هو استمرار الدولة في طباعة العملة النقديّة الورقيّة لأنّ تلك الوسيلة تعجّل في اندلاع و فلتان التضخّم المالي حيث تصبح السيولة الهائلة تتلهّف لشراء السلع والخدمات القليلة ممّا يؤدّي الى ارتفاع حادّ في أسعار البضائع و الخدمات ( التضخّم المالي) ...
اضافة أخيرة :
في النظريّة ألأقتصاديّة الماركسيّة الطبقة العاملة(البروليتاريا) تظلّ معرّضة و خاضعة للاستغلال على أيدي الرأسمالييّن ألأثرياء, و بالتالي يظلّ العمّال يعانون من الفقر والحرمان والعوز و ضياع الحقوق . والحقيقة أنّ المفكّر العبقري " كارل ماركس", عندما وضع نظريّاته ألأقتصاديّة, لم يكن بمقدوره التنبّؤ بتطوّرات المستقبل, و هكذا لم يستطع "كارل ماركس" التنبّؤ بتحسّن أوضاع العمّال في ظلّ النظام الرأسمالي عن طريق سبيلين :
أوّلا : تأسيس نقابات العمّال الّتي تعمل جاهدة لضمان حقوق العامل و تحديد ساعات و شروط عمله .
ثانيا : تأسيس نظام " الضمان ألأجتماعي"
Welfare System
الّذي يشمل التأمين الوطني الشامل الّذي يمنح مخصصّات ماليّة من الدولة للعاطلين عن العمل, والعاجزين عن العمل, و الطاعنين في السنّ المتقاعدين, و النساء الحوامل, , وألأطفال القاصرين حتّى يبلغوا سنّ الرشد ( من 16 الى 18), وألأرامل, ألخ ... مثلما يشمل نظام التأمين الصحّي الشامل مدى الحياة على حساب الدولة الّذي يتحمّل تكاليف علاج المواطن في المستشفيات , خاصّة المواطنين من الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة ...
و في الختام " علم ألأقتصاد" يتمّ تعريفه بأنّه التحصيص العلمي للموارد النادرة على الطلبات الّتي لا يمكن اشباعها | |
|