السيرة الذاتية:
ولد يورغن هابرماس Jürgen Habermas في دسلدورف Düsseldorf، شمال الراين- ويستفاليا حاليا Westphalia. والده ايرنست هابرماس كان مديراً تنفيذياً لغرفة الصناعة والتجارة، ووصفه هابرماس الإبن كمتعاطف نازي. لقد تربى في أسرة بروتستانتية، درس في جامعات جوتنجين( Gِttingen(1949- 1950، وزيوريخ( Zürich (1950- 1951 ، وبون( Bonn(1951-1955، ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة من بون في 1954 مع أطروحته " المعنونة المطلق و التاريخ؛ حول التناقض في فكر شلينغ" The absolute and history: on the contradiction in Schelling،s thought. كان من بين لجنة أطروحته اريك روذاكير Erich Rothacker واوسكار بيكر Oskar Becker.
في 1956، درس الفلسفة وعلم الإجتماع تحت يديّ المنظرين النقديين مثل ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو في معهد البحث الإجتماعي/مدرسة فرانكفورت، لكن بسبب الخلاف بين الإثنين على أطروحته، بالإضافة إلى اعتقاده الخاص أن مدرسة فرانكفورت كانت قد أَصبحت مشلولة بالشكوكية skepticism والإزدراء disdain السياسي للثقافة الحديثة، أنهى دراسته في العلوم السياسة في جامعة ماربورج Marburg تحت يد الماركسي ولفجانج ابيندروث Wolfgang Abendroth. دراسته كانت قد عنونت " التحولات البنيوية للاوضاع الاجتماعية: تساؤلات ضمن أصناف المجتمع البرجوازي" The Structural Transformation of the Public Sphere: an Inquiry into a Category of Bourgeois Society. في 1961 أصبح أستاذاً في جامعة بورج، في تلك الفترة كان تحركه غير عادي بالنسبة للمشهد الأكاديمي الألماني، هو اقترح كأستاذ استثنائي (أستاذ بدون كرسي) للفلسفة في جامعة هيديلبيرج Heidelberg بتحريض من هانز جورج جادامر Hans-Georg Gadamer وكارل لويث Karl Lِwith. في 1964 عاد إلى مدرسة فرانكفرت مدعوماً من قبل أدورنو لتولي كرسي هوركهايمر في مجال الفلسفة وعلم الاجتماع.
تسلم منصب مدير معهد ماكس بلانك Max Planck Institute في ستيرنبيرج Starnberg (قرب ميونخ) في 1971، وعمل هناك حتى 1983، اي بعد سنتين من نشر رائعته، نظرية الفعل التواصلي Theory of Communicative Action. بعد ذلك عاد هابرماس إلى كرسيه في فرانكفورت ومديراً لمعهد البحث الاجتماعي. منذ أن تقاعد من فرانكفورت في العام 1993، استمر بنشر أعماله بشكل واسع النطاق.
طرح خطابا حول تأهيل الدور العام للدين في السياق العلماني، بخصوص تطور الفصل بين الكنيسة والدولة من الحياد إلى العلمانية الحادّة.
تتلمذ على يديه العديد من الأساتذة المعروفين الآن. من أبرزهم : عالم الإجتماع السياسي كلوس اوفّ Claus Offe، الفيلسوف الإجتماعي يوهان ارناسون Johann Arnason، المنظّر الإجتماعي هانز جوس Hans Joas، منظّر التطور الاجتماعي كلاوس ايدير Klaus Eder، الفيلسوف الإجتماعي اكسل هونيث Axel Honneth (المدير الحالي لمعهد البحث الإجتماعي)، الفيلسوف الأمريكي توماس مكارثي Thomas McCarthy، الباحث الاجتماعي جيرمي Jeremy J. شابيرو Shapiro، ورئيس الوزراء الصربي المغتاَل زوران دينديك Zoran indic.
النظرية:
بنى هابرماس إطارا شاملا للنظرية الإجتماعية ورسم الفلسفة من خلال عدد من التقاليد الثقافية:
الفكر الفلسفي الألماني لإمانويل كانت Kant، فريدريك سكيلينج Schelling،هيجل Hegel، فلهلم Wilhelm، إدموند هسرل Husserl، وهانز جادمير Gadamer
التقاليد الماركسية Marxian نظرية كارل ماركس نفسه، بالإضافة إلى النظرية الماركسية الجديدة النقدية لمدرسة فرانكفورت، وبمعنى آخر: ماكس هوركهايمرHorkheimer، أدورنو Adorno، وهيربيرت ماركوس Marcuse…
النظريات الاجتماعية لماكس ويبير Weber، اميل دوركايم Durkheim، و جورج هيربيرت مييد Mead
الفلسفة اللغوية ونظريات الفعل الخطابي speech act theories لودفيج ويتجينستين Wittgenstein،أوستن Austin،ستراوسون Strawson، ستيفن تويلمين Toulmin وجون سيرل Searle .
علم نفس النموdevelopment psychology لجين بياجيه Piaget ولورانس كولبيرج Kohlberg
التقاليد البراجمتية الأمريكيِة American pragmatist لتشارلز ساندرز بيرس Peirce، وجون ديوي Dewey
نظرية النظم الإجتماعيةِ لتالكوت بارسونز Talcott Parsons، ونيكلس لوهمان Niklas Luhmann
الفكر الكانتي الجديد Neo-Kantian
اعتبر هابرماس أن إنجازه الرئيسي تطوير مفهوم ونظرية العقلانية التواصلية communicative rationality،الذي يميزه عن التقليد العقلاني بتحديد العقلانية في بنى الاتصال اللغوي الشخصي. تقدم هذه النظرية الإجتماعية أهداف الانعتاق أو التحرر الإنساني، بينما يبقى الإطارالأخلاقي الشامل.هذا الإطار يستند إلى حجّة تدعى البرجماتية الشاملة universal pragmatics - كل الأفعال الخطابية لَها نهاية متـأصلة — وهي هدف الفهم المتبادل، وأن البشر يمتلكون القدرة التواصلية لجلب مثل هذا الفهم. بنى هابرماس إطارا خارج فلسفة الفعل الخطابي لودفيج ويتجينستين Wittgenstein، وأوستن، وجون سيرل Searle، والنظرية الاجتماعية للعرف الثقافي interactional constitution للعقل لجورج هربرت مييد، ونظريات التنمية الأخلاقية لجين بياجيه Piaget ولورانس كولبيرج Kohlberg، وأخلاقيات الخطاب لكارل هيديلبيرج - اوتو ابل Heidelberg colleague Karl-Otto Apel.
قدّم تقاليد كانت Kant والتنوير Enlightenment والاشتراكية الديمقراطية democratic socialism من خلال تأكيده على الإمكانية لتحويل العالم ووصوله إلى أكثر إنسانية، ومجتمع عادل من خلال إدراك الإمكانية البشرية للمنطق، جزئياً من خلال أخلاقيات الجدل. بينما اعترف هابرماس بأن التنوير "مشروع غير منتهي" نجده يجادل بأنه يجب أن يصحح ويتمم، وليس أن ينبذ. و هو في هذا أبعد نفسه عن مدرسة فرانكفورت، بل انتقدها، للتشاؤم المفرط والراديكاليات والمبالغات المضللة. بالإضافة إلى نقده معظم فكر مابعد الحداثة postmodernist.
في سياق علم الاجتماع، مساهمة هابرماس الرئيسية كانت تطويرالنظرية الشاملة للتطور الاجتماعي الحضاريِ وتركيز الحداثة modernization على الاختلاف بين العقلانية - المذهب العقلي الذي يقول بأن العقل غير مسعف بالوحي الالهي، والعقل هو الهادي الوحيد إلى الحقيقة الدينية او المعرفة - المترجم - والعقلانية التواصلية من ناحية إستراتيجية /العقلانية الأداتية. هذا يتضمن نقد من وجهة نظر صريحة لنظرية التفاضل أو التمايز differentiation- المؤسسة للنظم الإجتماعية المطورة من قبل نيكلاس لوهمان،وتالكوت.
دفاعه عن الحداثة والمجتمع المدني modernity and civil society كان مصدر إلهام للآخرين، واعتبر كبديل فلسفي رئيسي لتنويعات ما بعد البنيوية poststructuralism. وقد طرح أيضا تحليلا مؤثرا ً للرأسمالية المتأخرة.
رأى هابرماس في العقلانية ، والأنسنة humanization، ودمقرطة المجتمع من الناحية المؤسساتية institutionalization الإمكانية للعقلانية المتأصلة في الفاعلية التواصلية communicative competence التي هي حالة متفردة للنوع الانساني. اعتقد هابرماس أن الفاعلية التواصلية طورت من خلال مسار التطور، لكن المجتمع المعاصر- الذي يقمع في أغلب الأحيان عن طريق المجالات الرئيسية للحياة الاجتماعية، مثل السوق، الدولة، والمنظمات - سيطر عليه عن طريق العقلانية الإستراتيجيِة / الأداتية.
إعادة بناء العلوم:
يقدّم هابرماس مفهوم “ إعادة بناء العلوم ” Reconstructive science لهدف مزدوج: لوضع “ نظرية عامة للمجتمع ” بين الفلسفة وعلم الاجتماع، ولرأب الصدع الحاصل بين “ التنظير ”theorization و“ البحث الميداني ” empirical research. نموذج “ إعادة بناء العقلانية ” يمثّل الخيط الرئيسي للمسوح حول "بنى" عالم الحياة ("الثقافة" و"المجتمع" و"الشخصية" ) واستجاباتها "الوظيفية" الخاصة (إعادة الإنتاج الثقافي، التكامل الاجتماعي والتنشئة الإجتماعية). لهذا الهدف، فإن الجدل حول “ التمثيل الرمزي ”symbolic representation “ يجِب أن يعتبر الحاق البنى لكل عوالم الحياة ( العلاقات الداخلية) و“ إعادة الانتاج المادي ” للنظم الاجتماعية في تعقيداتها (“ العلاقات الخارجية ” بين النظم الاجتماعية والبيئة). يجد هذا النموذج تطبيقاً، قبل كل شيء، في “ نظرية التطور الإجتماعي ”، بدءاً من إعادة بناء الشروط الضرورية للفيلوجينيا phylogeny ( التطور العرقي) لصيغ الحياة الثقافية الإجتماعية ("الانسنة" ) حتى تحليل تطوير “ الصيغ الاجتماعية ”، التي يقسّمها هابرماس لصيغ معاصرة وحديثة وتقليدية وبدائية.
هذا الطرح محاولة، أولاً، لصياغة نموذج “ إعادة بناء منطق التطوير ” “ الصيغ الاجتماعية ” لخصت من قبل هابرماس من خلال التفاضل أو التمايز بين العالم الحيوي والنظم الاجتماعية (، وضمّنها، من خلال “ عقلنة عالم الحياة ” و“ النمو في تعقيدات النظم الاجتماعية ”). ثانياً، يحاول البعض عرض التوضيحات المنهجية حول “ تفسير الديناميكيات ” “ العمليات التأريخية ”، وبشكل خاص، حول “ المعاني النظرية ” لمقترحات النظرية التطورية.
حوار مع بابا الفاتيكان بنيديكت السّادس عشر :
في أوائل 2007، صحيفة إجناتيوس Ignatius نشرت حوارا بين هابرماس و بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر Benedict XVI، عنون ب"جدلية العلمانية" Secularization. عالج الأسئلة المعاصرة المهمة من مثل: هل الثقافة العامّة للمنطق والحرية المنظمة ممكنة في عصر مابعد الميتافيزيقا؟ هل هذا الانحراف عن العقلانية يشير إلى أزمة عميقة للدين نفسه؟
في هذا النقاش، التغيير الأخير لهابرماس أصبح واضحاً. بشكل خاص التفكير ثانية بالدور العام للدين. تصريحات لعلماني صرف نصف قرن وهو يجادل ضد الحجّة الأخلاقية للدين، بعض تصريحاته كانت مدهشة، في مقالة 2004 المعنونة ب "عصر التحول" كرر:
"المسيحية، ولا شيء ما عدا ذلك، المؤسسة النهائية للحرية، والضمير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية. إلى يومنا هذا، نحن ليس لدينا خيارات أخرى. نواصل تغذية أنفسنا من هذا المصدر. كل شيء آخر ثرثرة مابعد الحداثة"!! .
الأعمال الرئيسية:
التحولات البنيوية للأوضاع الاجتماعية (1962)
النظرية والممارسة (1963)
منطق العلوم الإجتماعية (1967)
نحو مجتمع عقلاني (1967)
التكنولوجيا والعلم كايديولوجية (1968)
المعرفة والمصالح البشرية (1968)
"الهوية الاجتماعية"(1974)
التواصل وتطور المجتمع (1976)
براجماتيات التفاعل الاجتماعي (1976)
نظرية الفعل الصريحة (1981)
الوعي الأخلاقي والفعل التواصلي (1983)
لمحات فلسفية - سياسية (1983)
الخطاب الفلسفي للحداثة (1985)
المحافظيّة الجديدة (1985)
تفكير مابعد الميتافيزيقا (1988)
التبرير والتطبيق (1991)
بين الحقائق والمعايير: مساهمات لنظرية جدل القانون والديمقراطية (1992)
براجماتيات التواصل (1992)
تضمين الآخرين (1996)
جمهورية برلين (1997)، مجموعة مقابلات مع هابرماس
العقلانية والدين (1998)
الحقيقة والتبرير (1998)
مستقبل الطبيعة البشرية (2003)
أوروبا القديمة، أوروبا الجديدة، قلب أوروبا (2005)
الغرب المنقسم (2006)
جدل العلمانية (2007)
صادر عن فريق الترجمة في شبكة العلمانيين العرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]