وزيرة بريطانية: التعصب ضد المسلمين أصبح مقبولاً اجتماعياً بالمملكة المتحدة
اعتقال رجل لاحراقه القرآن... ومنع قس امريكي هدد باحراق المصحف من دخول لندن
2011-01-20
لندن ـ 'القدس العربي': قالت سعيدة وارسي وهي اول
وزيرة مسلمة في موقع مؤثر في حكومة الائتلاف المحافظة والليبرالية، ان
الاسلاموفوبيا، اصبح امرا مقبولا في الحياة البريطانية وان ظاهرة العداء
للاسلام 'خرجت من احاديث الناس حول طاولة العشاء'.
وقالت المسؤولة
البارزة في حزب المحافظين، ان فرز المسلمين بكونهم 'معتدلين' او 'متطرفين'
يعزز مظاهر التحيز داخل المجتمع ضدهم. ووصفت الوزيرة وارسي ان ما قالته هو
جزء من معركة ضد التعصب.
وتعتبر تصريحات وارسي اول تعليق من مسؤول
بارز في الحكومة البريطانية، التي يقودها ديفيد كاميرون، عن النقاش الدائر
في بريطانيا حول الدين والاسلام. وتشير الى تحول موقف حزب العمال، الذي
كان يبتعد عن القضايا المتعلقة بالدين.
وجاء حديث وارسي في محاضرة
القتها في جامعة ليستر، حيث هاجمت ما رأته تزايدا في حالة اللاتسامح
الديني، خاصة في ما يتعلق بالمسلمين، الذين قدرت دراسة عددهم في بريطانيا
بحوالي 2.9 مليون، مع ان الاحصاء الرسمي لعام 2001 قال ان عددهم 1.6
مليون. وانتقدت وارسي الطريقة المصطنعة والابوية التي تتم فيها مناقشة
قضايا الدين في عدد من الدوائر، بما فيها الاعلام.
ووصفت وارسي في
خطابها الطريقة التي تطور فيها الموقف المتحيز من المسلمين مع زيادة عددهم
في البلاد. وقالت ان تقسيم المسلمين الى صفين، معتدل ومتطرف، يقدم وقودا
لعدم التسامح الناجم عن سوء الفهم. وقالت ان 'هناك قلقا كبيرا في حالة
تعيين مسلم في مصنع، حيث يقول صاحبه للعمال فيه لا تقلقوا انه مسلم جيد'،
وتقول ان الاطفال في المدرسة يقولون ان العائلة التي تسكن الى جانب
المدرسة 'مسلمة ولكنها ليست سيئة'. واضافت 'في الشارع حين تمر امرأة تلبس
البرقع فان المار الى جانبها يحمل فكرة عن برقعها، اما انه تعبير عن
اضطهادها او انها تحاول تسجيل موقف سياسي'.
وطالبت بعدم اعتبار
افعالا ارهابية قامت بها حفنة من المتطرفين من المسلمين لشجب كل اتباع
الدين. وفي المقابل دعت المسلمين في بريطانيا الى العمل على التخلص من
مظاهر التشدد، حيث قالت ان 'من يرتكبون افعالا اجرامية ارهابية في بلدنا
لا يجب التعامل معهم فقط من خلال قوة القانون' بل يجب ان 'يواجهوا الرفض
من مجتمعاتعم والتهميش من كل المجتمع، ويجب والحالة هذه ان لا يتم استخدام
افعالهم من اجل تشويه كل المسلمين'. وكان كاميرون في رسالة السنة الجديدة
قد تساءل عن السبب الذي لا زالت فيه البلاد تسمح باستمرار عملية انتشار
التشدد بين الشبان المسلمين البريطانيين.
من جهة اخرى اعتقلت الشرطة البريطانية امس الخميس رجلاً لاحراقه نسخة من القرآن خلال مظاهرة معادية للاسلام في مقاطعة كامبريا.
وقالت
وكالة الأنباء البريطانية (بريس أسوسييشن) إن الشرطة 'اعتقلت الرجل (32
عاما) بعد أن وقف في شارع وسط مدينة كارلايل الأربعاء وردد هتافات بصوت
عال ضد الاسلام، أمام حشد من المتظاهرين، وقام بعد ذلك باضرام النار في
نسخة من القرآن الكريم كان يمسك بها بيده قبل أن يرميها على الأرض ويلوذ
بالفرار'. واضافت أن دورية من الشرطة البريطانية حضرت إلى المكان بعد فترة
قصيرة من وقوع الحادث، وفتح تحقيق حوله.
ونسبت الوكالة إلى متحدث باسم
شرطة كامبريا قوله، ان عناصر الدورية 'جمعت مخلفات الكتاب وألقت القبض على
رجل للاشتباه في استخدامه تعابير ذات طبيعة عنصرية، ولا يزال محتجزاً
لديها رهن التحقيق'.
وفي نفس السياق أعلنت وزارة الداخلية البريطانية
امس الخميس، أنها منعت القس الامريكي تيري جونز، الذي هدد بإحراق نسخ من
المصحف الشريف من دخول المملكة المتحدة، فيما تعهد الأخير باستئناف القرار.
وقالت
هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' إن القس جونز كان يخطط لزيارة المملكة
المتحدة بدعوة من جماعة يمينية متطرفة تسمي نفسها 'إنكلترا لنا' لإلقاء
كلمة أمام انصارها.
واضافت أن وزارة الداخلية البريطانية اعلنت أن القس جونز 'لا يستطيع الدخول إلى المملكة المتحدة لأنها تعارض التطرف بجميع أشكاله'.
ونسبت
'بي بي سي' إلى متحدث باسم الوزارة قوله 'إن العديد من التصريحات التي
أدلى بها القس جونز هي دليل على سلوكه غير المقبول، كما أن المجيء إلى
المملكة المتحدة هو امتياز وليس حقاً، ونحن لسنا على استعداد للسماح بدخول
أولئك الذين لا يعتبر وجودهم يخدم الصالح العام'.
ومن جانبه، تعهد القس
جونز باستئناف قرار منعه من زيارة المملكة المتحدة، وابلغ شبكة سكاي نيوز
أنه 'يشعر بخيبة أمل بسبب الحظر، وسيعمل على إلغاء هذا القرار عبر الوسائل
القانونية، على أرضية أن لديه أقرباء يعيشون في المملكة المتحدة'.