تكميم الأفواه .. إلى متى ؟؟
تكميم الأفواه .. إلى متى ؟؟
بقلم : محمد الإفرنجي
كثيرة هي الانتهاكات التي تمارس بحق الإعلاميين الفلسطينيين على اختلاف ألوانهم طالما أنهم يلامسوا واقع مؤلم نعيشه نحن الفلسطينيون , فهذا معتقل وذاك محكوم بالسجن الفعلي , وأخر خرج من السجن بكفالة مالية ليعاد إلي المعتقل من جديد ويحاكم ؟
هذه الانتهاكات الفاضحة بحق الحرية في التعبير ليست بالجديدة في وطننا العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص فليس غريبا أن نجد مراسل أو مذيع لفضائية من لون سياسي معين يزج به في السجون ويحاكم بتهمة عمله في تلك الفضائية أو تلك الصحيفة أو هذه الإذاعة .
تنهمر علينا عبر الإيميلات , والرسائل القصيرة بيانات من شتى المؤسسات الحقوقية والإعلامية حتى أننا نكاد نحذف العديد منها قبل الاطلاع عليها لتكرار الأمر وفهم ما حدث لهذا الزميل أو ذاك .
الغريب في الأمر أننا في اليوم التالي إما أن نستقبل خبرا لانتهاك جديد أو تغلق الأفواه عمن اعتقل بالأمس خصوصا إن كان هذا الانتهاك حدث بالضفة الغربية المحتلة جناح الوطن الثاني إن جاز التعبير.
في حين أن انتهاك حدث بغزة وإن كان بسيط وقد انتهى جملة وتفصيلا نجد أننا في سباق لنشر مقالات من هنا وهناك تكاد لا تنتهي بالانتقاد والبكاء على مذبح حرية الكلمة والتعبير ولما حدث لهذا الصحفي والإعلامي من توبيخ أو منع لدخول مكان ما في فعالية ما , وهذا لا يعني أننا نستهن بأي انتهاك كان وفي أي مكان في جناحي الوطن.
هنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل الصحفي والإعلامي الذي يهان ويعتقل ويحاكم ويجرد من حقوقه يصبح باليوم التالي خبرا منسيا مع بقائه بالمعتقل أو دفعه لغرامات باهظة لضمان عودته إلي المحاكمة , يختلف عن الإعلامي والصحفي الذي يعيش بغزة رغم انه لم يحدث محاكمة لأي منه في قضايا تتعلق بحرية الصحافة ؟
هل إغلاق صحف , وفضائيات , وإذاعات محلية , بالضفة المحتلة مسكوت عنه ولا يعبر عن انتهاكات فظيعة مستمرة في ملاحقة الكلمة ومحاولة قتلها ؟
أليس من المعيب بالمنظمات والمؤسسات الحقوقية والإعلامية عامة وتلك التي لها فروع بالضفة الغربية خاصة أن تصمت طويلا عما يدور في الضفة من أحداث تهدف إلي تكميم الأفواه , وإلقاء الضوء على انتهاك هنا وهناك بغزة.
اعتقد أنة من الضروري العمل بمهنية وبجرأة لنقد كل الانتهاكات , والتركيز على تلك التي تؤدي بالصحفي إلي غياهب السجون دون النظر إلي الحزبية والانتماء , ليكون هناك عدالة لهؤلاء الذين جندوا أنفسهم لكشف الحقائق ؟
كما وألفت نظر الإعلاميين في قطاع غزة أن لا يستهينوا باستدعاء احدهم للفت نظره إلي مقال يقال انه يحرض ضد الحكومة , ولا يستهين بما يحدث من خرق فاضح للحريات بالضفة والصمت المطبق على المعتقلين في زنازين السلطة الفلسطينية برام الله إلي يومنا هذا فهذه مسؤوليتكم أيها الإعلاميين فالكلمة أمانة في أعناقكم وحرية زملائكم مهمة مقدسة لكشف الحقائق عنها وبشكل مستمر حتى يرى زملائكم النور وتتوقف الانتهاكات اليومية في حقهم .