افتتاح كاتدرائية نوتر دام دافريك بعد ترميمها 2010-12-14
افتتحت أخيرًا كاتدرائية نوتر دام دافريك من جديد، وهي أحد معالم الجزائر بعد الإهمال الذي طالها خلال سنوات الإرهاب المضطربة، وهي اليوم "رمز للتفاهم والتقارب".
ليث أفلو من الجزائر لمغاربية – 14/12/10
[Reuters/Zohra Bensemra] وصول وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم إلى حفل افتتاح نوتر دام دافريك بعد ترميمها مؤخرًا.
|
بعد ثلاث سنوات من أشغال الترميم بكلفة فاقت 5 مليون أورو، افتتحت من جديد كاتدرائية نوتر دام دافريك بالجزائر العاصمة الاثنين 13 ديسمبر. وكانت الكنيسة قد شُيدت في أواسط القرن التاسع عشر من قبل المستعمر الفرنسي بمبادرة من مونسينيور بافي أسقف الجزائر العاصمة ما بين 1846 و 1866. وحضر حفل إعادة التدشين الرسمي عدد من الشخصيات البارزة الجزائرية والفرنسية من بينهم وزير الشؤون الدينية الجزائري بوعبد الله غلام الله وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي جون-نويل غيريني وعمدة مارسيليا جون-كلود غودان ورئيس أساقفة الجزائر غالب بدر . وبهذه المناسبة، أعرب بدر عن سروره لترميم الكاتدرائية التي تجسد أزيد من قرن من التاريخ. وقال إن البناية هي رمز للجزائر وهي بشكل خاص "رمز لالتقاء الشعوب" الذي يجب أن يظل "رمزًا للتفاهم والتقارب". وأصيب الكثيرون بالذهول لجمال البناية التي تتميز بأسلوب متنوع يشمل المعالم البيزنطية والقشتالية. ووصف رئيس الأساقفة نوتر دام دافريك بأنها "تحفة حقيقية"، معدة لتكون "أولا وقبل كل شيء وجهة للجميع والتي ترتكز مبادئهم على التفاهم والتضامن". وقال "عادة ما يواجه العالم ظاهرة الفردانية. والإنسان بحاجة إلى ملاذ للسلام وفضاءات للحوار. يجب أن تكون نوتر دام دافريك أحد هذه الأماكن الراقية حيث يمكن للإنسان أن يتصالح مع نفسه ومع الآخرين ومع الله". غزافييه دافيد، المهندس الذي أشرف على الأشغال، أوضح أن العمل المنجز اهتم بشكل خاص بإدخال مواد الحماية ضد الزلازل. فخلال العقد الأسود، طال الإهمال الكاتدرائية لكنها لم تتضرر بشكل كبير إلا في زلزال 2003. وعادة ما يُنظر لكاتدرائية نوتر دام دافريك كأخت لنوتر دام دو لا غارد في مارسيليا التي تقابلها على الضفة الأخرى من المتوسط والتي رممها نفس الفريق. واستثمر الاتحاد الأوروبي مليون أورو في عملية الترميم، وساهمت مارسيليا بأزيد من مليون أورو وقدمت الحكومتان الجزائرية والفرنسية نصف مليون عن واحدة. وساهمت منطقة بروفونس-ألب-كوت دازير الفرنسية والمانحون الخواص بنسبة 35 في المائة من التمويل.
وبحسب والي الجزائر العاصمة محمد كبير عدو، فإن "عملية ترميم الكاتدرائية قد تُستخدم كنموذج لعمليات مماثلة في مواقع تاريخية ومعالم عبر الجزائر كطريقة لمضاعفة أعدادها". لورا بايزا رئيسة وفد المفوضية الأوروبية بالجزائر قالت إن ترميم كاتدرائية نوتر دام دافريك يكتسي "طبيعة فريدة" على عدة مستويات لأنها "مكان رمزي يعكس الوحدة القائمة بين ضفتي المتوسط". وأضافت "البحر الأبيض المتوسط هو بمثابة همزة وصل بين الشمال والجنوب. الاتحاد الأوروبي ساهم في أعمال ترميم نوتر دام دافريك بتمويل مليون أورو. فترميم هذا الموقع جزء من مشروع ذو بعد ثقافي. لهذا فهو ليس مجرد مشروع ترميم". نور الدين بوطرفة المدير العام لسونيلغاز، والذي كانت شركته من بين ممولي أعمال الترميم قال "الموقع يضم معلمة معمارية تعزز النسيج الحضري لمدينة الجزائر وترمز لثقافة التسامح الديني وتعكس الاحترام الذي يكنه سكان الجزائر لهذا المكان الذي يرمز للسلام والمعتقد".